من أغرب ردود الفعل على القمة الإسلامية الـ 13، التي اختتمت في إسطنبول، ما بدر من الخارجية الإيرانية، حين قال مسؤول كبير فيها هو عباس عرقجي، إن منظمة المؤتمر الإسلامي، سوف تندم على قراراتها!. كانت القمة قد أدانت بصراحة التدخلات الإيرانية وسلوك «حزب الله»، ولا شك أنها إدانة غير مسبوقة من أكبر محفل إسلامي يمثل 1,7 مليار مسلم لسلوك دولة إسلامية هي إيران، وللتنظيم التابع لها.
وكان رئيس الجمهورية حسن روحاني، الذي شارك في قمة إسطنبول، قد انسحب من الجلسة الختامية للقمة يوم الجمعة الماضية 15 إبريل/نيسان احتجاجاً على بيان إسطنبول. وقد بدت إيران شبه معزولة في المؤتمر الكبير، وذلك نتيجة إصرارها على انتهاج سياسات تدخلية ضد جيرانها، وسياسات توسعية في العالم الإسلامي. وبدل أن يدفع هذا التوجه الإسلامي العالمي بصانعي القرارات في طهران لإعادة النظر في سياساتهم غير المسؤولة، فقد جاء الرد من العاصمة الإيرانية يحمل ما يشبه التهديد والوعيد لقمة الدول الـ57، ولنحو ثلاثين في المئة من سكان كوكبنا!. وهو سلوك تتبعه الدول المارقة، التي تتحدى الإرادة الدولية الجماعية، أو القانون الدولي، أو القواعد التي تنظم علاقات الدول.
علماً أن قرارات القمة الإسلامية لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة، وذلك نظراً لأن سياسة الخارجية الإيرانية خصوصاً إزاء العالم الإسلامي تلقى اعتراضاً واسعاً ونقمة كبرى، ولا تجد هذه السياسة من يمالؤها سوى عدد ضئيل من الدول يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة، وكان الأحرى بصانعي السياسات في طهران إذا كانت تعنيهم سمعة بلدهم في الخارج وفي المحافل الإقليمية والدولية، أن يعيدوا النظر في سياساتهم ذات الطابع التوسعي والعدائي، وأن يظهروا احتراماً لإرادة الشعوب وسيادة الدول، لا أن يُمعنوا في هذه السياسة حتى بعدما تبين لهم حصادها المُرّ، كما يتبدى في تصريح المسؤول في الخارجية الإيرانية، الذي أنحى باللائمة على العالم الإسلامي جميعه، بدلاً من إعادة النظر بالنهج الذي أدى إلى هذه النتائج الكارثية. بالنسبة للمسؤولين في طهران فإن طريقة التفكير لديهم تتلخص في أن على العالم أن يتغير ويتكيف مع رؤاهم ومطامحهم!، لا أن يعيدوا هم النظر في أفكارهم وسلوكهم، بعدما تبين لهم مدى ضرر هذه الأفكار وهذا السلوك عليهم.
هذه السياسة غير العقلانية والضارة بأصحابها.. التي تلحق الضرر بالآخرين، هي في أساس الخلافات المستحكمة بين القيادة الإيرانية، والعالم الإسلامي ومن ضمنه العالم العربي. ما انفكت هذه الخلافات تتفاقم نتيجة تحكم مستويات غير سياسية بالقرار السياسي في طهران، ولما دأبت عليه القيادة الإيرانية من عسكرة للسياسة الخارجية، وخاصة تجاه الجيران المسلمين، وهو ما باتت جوانبه وتفاصيله معروفة للملأ، خاصة لجهة بناء ميليشيات محلية وتمويلها وتنظيمات محلية شبه عسكرية تابعة لطهران، وشراء ولاءات اجتماعية وإعلامية، والعبث بالنسيج الاجتماعي وتأليب بعض المكونات الاجتماعية على بعضها بعضاً، مع محاولة تأليب جميع المكونات ضد النظام العام، ومحاولة العمل بعدئذ على القيام بدور الوسيط بين «الفرقاء المتنازعين»!. وهي أمور تتعدى التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وتُضاهي التسلل إلى كيانات الآخرين والعمل على إثارة نزاعات وإطلاق توترات اجتماعية وسياسية فيها بغية تهيئة أرضية للتدخل تحت عباءة وساطات مزعومة.
وفتحت غطاء مكافحة إرهاب «داعش»، يتم إرهاب مكون اجتماعي بعينه وترتكب ضده أبشع الفواحش ذات الصبغة الـ«داعشية» بما في ذلك تدمير المساجد.
تبدي إيران في خطابها الإعلامي حرصاً لفظياً على الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية. حسناً، إن القمة الإسلامية الـ13 أثبتت وحدة العالم الإسلامي، وكشفت من يقفون خارج الإجماع الإسلامي. وما ينبغي أن تدركه طهران قبل فوات الأوان أن التدخلات تناقض التعاون وتنسفه، ومن الواجب وقفها والتراجع عنها، من أجل إتاحة الفرصة للتعاون وبناء الثقة، وهي أمور سبق أن شهدت العلاقات الإيرانية درجات منها في عهد كل من الرئيسين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني، الذي حدث بعدئذ أن هذين الرئيسين تم إقصاؤهما وتهميشهما، ومنع ظهور الأول في وسائل الإعلام، ولدرجة لم يُطق معها الرئيس الحالي حسن روحاني صبراً، فقد قام مؤخراً بزيارة علنية لمحمد خاتمي في تحد للتابو الذي يحظر التواصل مع الرئيس الأسبق المعروف باعتداله وسماحته، الذي شهدت العلاقات الإيرانية ــ العربية في عهده أفضل حالاتها.
وكان رئيس الجمهورية حسن روحاني، الذي شارك في قمة إسطنبول، قد انسحب من الجلسة الختامية للقمة يوم الجمعة الماضية 15 إبريل/نيسان احتجاجاً على بيان إسطنبول. وقد بدت إيران شبه معزولة في المؤتمر الكبير، وذلك نتيجة إصرارها على انتهاج سياسات تدخلية ضد جيرانها، وسياسات توسعية في العالم الإسلامي. وبدل أن يدفع هذا التوجه الإسلامي العالمي بصانعي القرارات في طهران لإعادة النظر في سياساتهم غير المسؤولة، فقد جاء الرد من العاصمة الإيرانية يحمل ما يشبه التهديد والوعيد لقمة الدول الـ57، ولنحو ثلاثين في المئة من سكان كوكبنا!. وهو سلوك تتبعه الدول المارقة، التي تتحدى الإرادة الدولية الجماعية، أو القانون الدولي، أو القواعد التي تنظم علاقات الدول.
علماً أن قرارات القمة الإسلامية لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة، وذلك نظراً لأن سياسة الخارجية الإيرانية خصوصاً إزاء العالم الإسلامي تلقى اعتراضاً واسعاً ونقمة كبرى، ولا تجد هذه السياسة من يمالؤها سوى عدد ضئيل من الدول يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة، وكان الأحرى بصانعي السياسات في طهران إذا كانت تعنيهم سمعة بلدهم في الخارج وفي المحافل الإقليمية والدولية، أن يعيدوا النظر في سياساتهم ذات الطابع التوسعي والعدائي، وأن يظهروا احتراماً لإرادة الشعوب وسيادة الدول، لا أن يُمعنوا في هذه السياسة حتى بعدما تبين لهم حصادها المُرّ، كما يتبدى في تصريح المسؤول في الخارجية الإيرانية، الذي أنحى باللائمة على العالم الإسلامي جميعه، بدلاً من إعادة النظر بالنهج الذي أدى إلى هذه النتائج الكارثية. بالنسبة للمسؤولين في طهران فإن طريقة التفكير لديهم تتلخص في أن على العالم أن يتغير ويتكيف مع رؤاهم ومطامحهم!، لا أن يعيدوا هم النظر في أفكارهم وسلوكهم، بعدما تبين لهم مدى ضرر هذه الأفكار وهذا السلوك عليهم.
هذه السياسة غير العقلانية والضارة بأصحابها.. التي تلحق الضرر بالآخرين، هي في أساس الخلافات المستحكمة بين القيادة الإيرانية، والعالم الإسلامي ومن ضمنه العالم العربي. ما انفكت هذه الخلافات تتفاقم نتيجة تحكم مستويات غير سياسية بالقرار السياسي في طهران، ولما دأبت عليه القيادة الإيرانية من عسكرة للسياسة الخارجية، وخاصة تجاه الجيران المسلمين، وهو ما باتت جوانبه وتفاصيله معروفة للملأ، خاصة لجهة بناء ميليشيات محلية وتمويلها وتنظيمات محلية شبه عسكرية تابعة لطهران، وشراء ولاءات اجتماعية وإعلامية، والعبث بالنسيج الاجتماعي وتأليب بعض المكونات الاجتماعية على بعضها بعضاً، مع محاولة تأليب جميع المكونات ضد النظام العام، ومحاولة العمل بعدئذ على القيام بدور الوسيط بين «الفرقاء المتنازعين»!. وهي أمور تتعدى التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وتُضاهي التسلل إلى كيانات الآخرين والعمل على إثارة نزاعات وإطلاق توترات اجتماعية وسياسية فيها بغية تهيئة أرضية للتدخل تحت عباءة وساطات مزعومة.
وفتحت غطاء مكافحة إرهاب «داعش»، يتم إرهاب مكون اجتماعي بعينه وترتكب ضده أبشع الفواحش ذات الصبغة الـ«داعشية» بما في ذلك تدمير المساجد.
تبدي إيران في خطابها الإعلامي حرصاً لفظياً على الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية. حسناً، إن القمة الإسلامية الـ13 أثبتت وحدة العالم الإسلامي، وكشفت من يقفون خارج الإجماع الإسلامي. وما ينبغي أن تدركه طهران قبل فوات الأوان أن التدخلات تناقض التعاون وتنسفه، ومن الواجب وقفها والتراجع عنها، من أجل إتاحة الفرصة للتعاون وبناء الثقة، وهي أمور سبق أن شهدت العلاقات الإيرانية درجات منها في عهد كل من الرئيسين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني، الذي حدث بعدئذ أن هذين الرئيسين تم إقصاؤهما وتهميشهما، ومنع ظهور الأول في وسائل الإعلام، ولدرجة لم يُطق معها الرئيس الحالي حسن روحاني صبراً، فقد قام مؤخراً بزيارة علنية لمحمد خاتمي في تحد للتابو الذي يحظر التواصل مع الرئيس الأسبق المعروف باعتداله وسماحته، الذي شهدت العلاقات الإيرانية ــ العربية في عهده أفضل حالاتها.
محمود الريماوي
صحيفة الخليج