ساندرز.. صوَّت ضد غزو العراق ويؤيد حقوق الشعب الفلسطيني

ساندرز.. صوَّت ضد غزو العراق ويؤيد حقوق الشعب الفلسطيني

x84865854.jpg.pagespeed.ic.Fyy9AGwJWz

في لقاء مع مجلة “ذا نيشن” في 6 مارس 2014، صرّح بيرني ساندرز بأنه مستعد للترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016، لكنه لم يُعلن عن انطلاق حملته الانتخابية في حينها، ونقل راديو “فيرمونت” الحكومي في 28 إبريل 2015 أن ساندرز سيُعلن ترشحه ضمن الترشيحات الرئاسية للحزب الديمقراطي، وصدر الإعلان الرسمي في برلينجتون في 26 مايو 2015.

استقطبت حملة ساندرز الانتخابية حشودًا غفيرة من مختلف أرجاء البلاد، مما أثار دهشة ساندرز، وقال “كنت مذهولا، مذهولا، فقد كان عليّ أن أشق الطريق بين الحشود لأدخل الغرفة التي كان الجميع فيها واقفين بالذات في مينابولس كان شيئًا لا يصدق”، وصرّحت “ذا نيويورك تايمز” في 25 يونيو 2015، بأنه ربما يتفوق ساندرز في الانتخابات التمهيدية على هيلاري كلينتون.

وفي استفتاء قامت به جريدة “بوسطن هيرلد” ونشر في 12 أغسطس ظهر تفوق ساندرز على هيلاري كلينتون بواقع 44% مقابل 37% بين المصوتين الديمقراطيين المبدئيين في نيوهامشير، وأظهر استفتاء آخر، تفوق ساندرز مرة أخرى على هيلاري في نيوهامشير بواقع 42% مقابل 35% لكلينتون، وأظهر استفتاء سبتمبر 2015 تقدّم ساندرز على كلينتون في أيوا بواقع 41% من الأصوات مقابل 40% لكيلنتون.

أبرز آراء ساندرز

تبدو مواقف ساندرز السياسية مغايرة للمؤسسة الحاكمة في أميركا، فقد صوّت ضد غزو العراق، وصوّت ضد قانون مكافحة الإرهاب أو “باتريوت أكت” الذي تم فرضه، بعد أحداث “11 سبتمبر” 2001، وأدى إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. أصول ساندرز يهودية، فهو ينتمي لعائلة يهودية من بولندا، هاجرت إلى الولايات المتحدة أوائل القرن الماضي، كما نشأ لبعض الوقت داخل مستوطنة في فلسطين المحتلة، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة، كي يستقر في ولاية فيرمونت، وهو يدعم إسرائيل، لكنه، في الوقت نفسه، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ساندرز ديمقراطي اشتراكي، وهو يدعم النموذج السياسي لدول شمال أوروبا الذي يوصف بالديمقراطية الاجتماعية، فهو يرى الديمقراطية في العمل فكرة جيدة، ويركّز ساندرز على المشاكل الاقتصادية كالدخل وزيادة الضرائب على الأغنياء وزيادة الحد الأدنى للرواتب، والرعاية الصحية العالمية، وتقليل ديون طلاب الجامعات، بالإضافة إلى العمل على جعل الدراسة في الجامعات والكليات الحكومية مجانية، وزيادة فوائد التأمينات الاجتماعية.

يدعم ساندرز قوانين إجازات الرعاية الوالدية والإجازات المرضية وإجازات العطلات، وهو يدعم أيضًا القوانين التي تسهل للعاملين الانضمام أو تأسيس اتحادات، ويعتقد ساندرز أن ظاهرة زيادة درجات الحرارة عالميا هي واقعية ويرغب في العمل على الحدّ منها، ويعارض اتفاق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ، وهو أيضًا معارض غزو الولايات المتحدة للعراق، ويعتقد أن الحكومة يجب أن لا تتجسس على الأميركيين.

موقف ساندرز من الأزمة السورية

أعلن بيرني ساندرز الذي ينافس على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، في 26 أبريل 2016، تأييده القرار الذي أعلنه الرئيس باراك أوباما يوم الإثنين الماضي إرسال 250 جنديًا إضافيًا من القوات الخاصة إلى سوريا لدعم النجاحات التي تحققت ضد “تنظيم الدولة”.

ومتحدثًا في لقاء بقاعة بلدية أذاعته شبكة تليفزيون “إم.إس.إن.بي.سي”، قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية فيرمونت “أعتقد أن ما يتحدث عنه الرئيس هو أن يقوم جنود أميركيون بتدريب جنود مسلمين والمساعدة في إمدادهم بالمعدات العسكرية التي يحتاجونها وأنا أدعم ذلك المسعى”.

ساندرز والقضية الفلسطينية

أشرنا سابقًا إلى أن المرشح الأميركي بيرني ساندرز، يهودي من أصل بولندي، الماضي، كما نشأ لبعض الوقت داخل مستوطنة في فلسطين المحتلة، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة، كي يستقر في ولاية فيرمونت، وفي 15 أبريل 2016، قال ساندرز إن حرب “إسرائيل” على غزة كانت “غير متكافئة”، داعيًا إلى تخلي واشنطن عن موقفها الأحادي الجانب تجاه القضية الفلسطينية.

وقال ساندرز خلال مناظرة حامية مع منافسته هيلاري كلينتون في نيويورك، إن “إسرائيل” لها الحق بالطبع في الدفاع عن نفسها، مضيفًا: “أنه نفسه قضى عدة أشهر في طفولته في (إسرائيل) وأن أفرادًا من عائلته يعيشون في (إسرائيل)، إلا أنه أشار إلى إصابة نحو عشرة آلاف مدني ومقتل 1500 آخرين في غزة، متسائلًا: “أليس هذا هجوم غير متكافئ؟”.

وأكد ساندرز خلال المناظرة التي نظمتها محطة “سي إن إن” الأميركية أن بلاده تحتاج إلى تبني توجه عادل، مشيرًا إلى أنه إذا سعت الولايات المتحدة إلى تحقيق سلام فيجب معاملة الشعب الفلسطيني باحترام وكرامة.

ساندرز قرر التطرق إلى القضية (الإسرائيلية)-الفلسطينية في خطابات ومقابلات خارج المناظرات، وفي حين أن كل خصوم ساندرز قد أعربوا عن دعمهم أحادي الجانب تقريبًا لدولة الاحتلال، فلم يتردد ساندرز في نقد سياسة رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، بل وإطلاق تصريحات تتضمن تفهّما للمعاناة الفلسطينية.

وفي أحد تصريحاته، قال: “من أجل النجاح في تحقيق السلام، علينا أن نكون أصدقاء للشعب الفلسطيني، وليس فقط للإسرائيليين”، وفي هذا الشأن ذكر ساندرز بيانات البطالة الفظيعة في قطاع غزة، وهو موضوع لم يختر أي مرشح آخر أن يتطرق إليه، لا يقلل هذا الأمر من التزام ساندرز بضرورة الاعتراف بدولة “إسرائيل” وأمنها من قبل الفلسطينيين.

على غير خطى اللوبي الإسرائيلي

الكاتب أحمد السيد، أكد في مقاله له تحت عنوان “بيرني ساندرز والقضية الفلسطينية: على غير خطى اللوبي الإسرائيلي”، أنه منذ بداية سبعينيات القرن الماضي كان بيرني ساندرز عضوًا بحزب محلي بولاية فيرمونت يدعى حزب “اتحاد الحرية”، والذي يعرِّفه موقعه على الإنترنت بأنه حزب قائم على مبادئ الاشتراكية واللاعنف، وخاض بيرني مرشحًا للحزب 4 حملات انتخابية خسرها جميعًا، ليستقيل منه في 1977.

وتابع: “يُنسب إلى بيتر دايموندستون -أحد مؤسسي الحزب- أن ساندرز أعلن خلال حملته الانتخابية الأولى في 1971 أنه يدعم (قطع الأسلحة عن إسرائيل)، أورد أكثر من مصدر، من مختلفي الاتجاهات والانتماءات، هذه المعلومة لكن من دون ذكر السياق الذي يوضح أسباب ذلك التصريح، لكن تصريحات أخرى أدلى بها ساندرز ترجح أنه كان، يومًا ما، ناقدًا طلقًا لبعض سياسات وممارسات الكيان الصهيوني”.

وأضاف: “في عام 1988، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وقت أن كان عمدةً مستقلًا لمدينة بيرلينجتون، انتقد بعنف جرائم الاحتلال الإسرائيلي من تكسير لأيدي وأرجل العرب وحصار وإغلاق البلدات الفلسطينية، كان سياق الحديث هو دعم بيرني للمرشح الديموقراطي للرئاسة آنذاك جيسي جاكسون، إلا أن ردود بيرني غير المتوقعة أثارت فضول الصحفيين، فتابعوا توجيه الأسئلة للعمدة الذي واصل انتقاده لـ”إسرائيل”، أدان كذلك ما وصفه بالخطاب العربي المتعصب الداعي لتدمير “إسرائيل”، وهو أحد الانتقادات النمطية المحفوظة للساسة الأميركيين، وذلك قبل أن يختتم حديثه بدعوة الولايات المتحدة لـ(قطع الأسلحة عن دول الشرق الأوسط) إذا لم يجلسوا معا للحوار والتفاوض، لم يستثن بيرني إسرائيل من ذلك”.

السيد أضاف: “ورغم أن بيرني لم يكن أول الداعين إلى إقامة وطن فلسطيني فإنه قد تبنى تلك الفكرة منذ 1990 في زمان كانت لا تزال إقامة دولة للفلسطينيين أطروحة مثيرة للجدل، وربما غير مقبولة في الأوساط السياسية الأميركية، في السنوات التالية، سجَّل تاريخ بيرني التصويتي في الكونجرس الأميركي له ظهورًا معارضًا لإسرائيل”.

وتابع: “في عام 1991، صوت بيرني لصالح تعطيل 82.5 ملايين دولار من المعونة الأميركية لـ(إسرائيل)، إذا لم تلتزم الأخيرة بتجميد نشاطها الاستيطاني في الضفة وغزة، وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في 2001، كان بيرني ساندرز النائب اليهودي الوحيد الذي لم يؤيد مشروع قرار يُلقي باللائمة على العنف الفلسطيني في تأجيج الأحداث! وفي 2004، صوت ضد مشروع قانون يدعم بناء جدار الفصل العنصري (الإسرائيلي)، والذي اعتبرته محكمة العدل الدولية جدارًا غير مشروع”.

أحمد سامي- التقرير