في أقاصي الشمال، كانت الحركة الحوثية منسيَّة، بل لم تكن حركة بعد، كانت إيدولوجيا، وكانت حوزة إيرانية في صعدة إن جاز التعبير. وفي تلك الفترة، لم يكن في مقدورها أن تُظهر حقيقتها، حيث لم يكن اليمني في تهامة يعرف الحوثية، ولا الحوثي، لكنها كانت تتحيّن الفرصة.
كانت تسير وفق مخطّط معيّن، وتدور في فلك خارجي، وكانت حريصةً على جذب الناس إليها، وتحجيم نفسها، فهي لا تعدو أن تكون أسرة تدّعي القداسة والإصطفاء، ولكي تحقق أهدافها المرسومة لها؛ كان لزاماً عليها أن تحيط نفسها بجماهير. بما أن المجتمع اليمني يميل إلى التديُّن، فقد اختارت الدين مدخلًا لها، وبدأت تدريس فكرها علوماً دينية في جامع الهادي في صعدة. ومن تلك النقطة، اعتقدت أنّها لن تقف عند حدود صعدة، بل ستقتحم اليمن، وربما أكثر، لو استطاعت.
وهكذا بثّت فكرها من على المنابر، وحين رأت أنها لا بد أن تحوثن صعدة، وتستولي عليها خارج إطار الدولة، خاضت أوّل حربٍ مع الدولة اليمنية، وعرفها اليمنيون في كل أنحاء اليمن.
استفادت الحركة من الحروب الستّ مع الدولة أكثر مما كانت تتوّقع، فقد كبّرتها الحرب، وعلّمتها القتال، وغنمت أسلحة مختلفة، حين كانت تأتي أوامر للجيش بالإنسحاب وترك السلاح، وذلك ما انكشف أخيراً؛ حيث كان صالح يدربها، ويستنزف معسكراً محدداً، ويستجدي الدعم من دول مختلفة، بحجة محاربة المتمردين.
نجحت الحركة، إلى حدٍ كبير، في حوثنة صعدة، واستغلت ثورة الشباب السلمية لتنضم لها في صنعاء، وتتوّسع على الأرض في حجة، حاورت في صنعاء، وخاضت المعارك تلو المعارك، لتسيطرعلى صعدة بالكلية، وبتهجير السلفيين من دماج أصبحت محافظة صعدة تحت سيطرة هذه الحركة وتحكمها، وبعدها بدأت بالتوّسع.
طالما كانت صعدة تجود بخيراتها على كل اليمنيين، تغيّرت المعادلة، وأصبحت (بعد اغتصاب هذه الجماعة لها) تصدّر الحرب والدمار لبقية المحافظات، بدءاً بحجة، مروراً بعمران، وصولاً إلى صنعاء، وإسقاط الدولة، وبعدها انصاعت بالقوة معظم محافظات الشمال لهذه الجماعة، بعد أن بسطت على مؤسسات الدولة، باستثناء مأرب وتعز والبيضاء، صمدت هذه المحافظات، وقاومت الجحيم الحوثي، كانت تعز ترسل المعلمين إلى صعدة، لكن الأخيرة أرسلت المقاتلين والآلات العسكرية إلى تعز، وقالت إنها تحارب داعش في محافظة الثقافة.
عدن وبعض محافطات الجنوب لم تسلم من بطش هذه الجماعة المستقوية بعلي عبدالله صالح، وكان لها نصيب وافر من الخراب، لولا أنّ التحالف العربي والمقاومة حرّروا الجنوب.
كانت الخيانة ترافق شذّاذ الآفاق في كلّ معاركهم، وكان صالح يسلم لهم المعسكر تلو الآخر، في حين ذهب حسن زيد يتحدث عن استخلاف المؤمنين في الأرض، وأطلقوا على هذه المعارك اسم فتوحات.
كانت آفاق الرؤية قاصرة لدى هذه الجماعة، تصوّروا أنّ في مقدورهم صعدنة كل المحافظات اليمنية، ولم يكن ذلك هيناً؛ حتى وإن لم تتوفر مقاومة، لم يكن الصمت معبّراً عن الرضى، بل كان مقاومة ضعيفة.
فشلت الجماعة في تحسين صورتها لدى الشعب اليمني، وبدت سوءاتها، وعرفها الشعب من أقصاه إلى أقصاه، لم تقف، بل استمرت تستعبد الشعب، وتزج المعارضين في سجونها، وتدفع شبابها إلى مختلف الجبهات، وبالتالي، فشلت في الهيمنة على اليمن، وذهبت أحلامها أدراج الرياح، ولا سيّما بعد مساعدة الجيوش العربية اليمنيين في استعادة دولتهم.
لا تعمّر هذه الجماعات طويلاً، وتتفكك من داخلها، وحتماً سينهزمون بغبائهم وعنجهيتهم، ليسوا سوى فقاعة وستنتهي، وسيكتب التاريخ أنّ صالح ورجاله ساعدوا تلك الجماعة القادمة من ورآء العصور، وعلّموهم كيف يستخدمون الإنترنت.
كانت تسير وفق مخطّط معيّن، وتدور في فلك خارجي، وكانت حريصةً على جذب الناس إليها، وتحجيم نفسها، فهي لا تعدو أن تكون أسرة تدّعي القداسة والإصطفاء، ولكي تحقق أهدافها المرسومة لها؛ كان لزاماً عليها أن تحيط نفسها بجماهير. بما أن المجتمع اليمني يميل إلى التديُّن، فقد اختارت الدين مدخلًا لها، وبدأت تدريس فكرها علوماً دينية في جامع الهادي في صعدة. ومن تلك النقطة، اعتقدت أنّها لن تقف عند حدود صعدة، بل ستقتحم اليمن، وربما أكثر، لو استطاعت.
وهكذا بثّت فكرها من على المنابر، وحين رأت أنها لا بد أن تحوثن صعدة، وتستولي عليها خارج إطار الدولة، خاضت أوّل حربٍ مع الدولة اليمنية، وعرفها اليمنيون في كل أنحاء اليمن.
استفادت الحركة من الحروب الستّ مع الدولة أكثر مما كانت تتوّقع، فقد كبّرتها الحرب، وعلّمتها القتال، وغنمت أسلحة مختلفة، حين كانت تأتي أوامر للجيش بالإنسحاب وترك السلاح، وذلك ما انكشف أخيراً؛ حيث كان صالح يدربها، ويستنزف معسكراً محدداً، ويستجدي الدعم من دول مختلفة، بحجة محاربة المتمردين.
نجحت الحركة، إلى حدٍ كبير، في حوثنة صعدة، واستغلت ثورة الشباب السلمية لتنضم لها في صنعاء، وتتوّسع على الأرض في حجة، حاورت في صنعاء، وخاضت المعارك تلو المعارك، لتسيطرعلى صعدة بالكلية، وبتهجير السلفيين من دماج أصبحت محافظة صعدة تحت سيطرة هذه الحركة وتحكمها، وبعدها بدأت بالتوّسع.
طالما كانت صعدة تجود بخيراتها على كل اليمنيين، تغيّرت المعادلة، وأصبحت (بعد اغتصاب هذه الجماعة لها) تصدّر الحرب والدمار لبقية المحافظات، بدءاً بحجة، مروراً بعمران، وصولاً إلى صنعاء، وإسقاط الدولة، وبعدها انصاعت بالقوة معظم محافظات الشمال لهذه الجماعة، بعد أن بسطت على مؤسسات الدولة، باستثناء مأرب وتعز والبيضاء، صمدت هذه المحافظات، وقاومت الجحيم الحوثي، كانت تعز ترسل المعلمين إلى صعدة، لكن الأخيرة أرسلت المقاتلين والآلات العسكرية إلى تعز، وقالت إنها تحارب داعش في محافظة الثقافة.
عدن وبعض محافطات الجنوب لم تسلم من بطش هذه الجماعة المستقوية بعلي عبدالله صالح، وكان لها نصيب وافر من الخراب، لولا أنّ التحالف العربي والمقاومة حرّروا الجنوب.
كانت الخيانة ترافق شذّاذ الآفاق في كلّ معاركهم، وكان صالح يسلم لهم المعسكر تلو الآخر، في حين ذهب حسن زيد يتحدث عن استخلاف المؤمنين في الأرض، وأطلقوا على هذه المعارك اسم فتوحات.
كانت آفاق الرؤية قاصرة لدى هذه الجماعة، تصوّروا أنّ في مقدورهم صعدنة كل المحافظات اليمنية، ولم يكن ذلك هيناً؛ حتى وإن لم تتوفر مقاومة، لم يكن الصمت معبّراً عن الرضى، بل كان مقاومة ضعيفة.
فشلت الجماعة في تحسين صورتها لدى الشعب اليمني، وبدت سوءاتها، وعرفها الشعب من أقصاه إلى أقصاه، لم تقف، بل استمرت تستعبد الشعب، وتزج المعارضين في سجونها، وتدفع شبابها إلى مختلف الجبهات، وبالتالي، فشلت في الهيمنة على اليمن، وذهبت أحلامها أدراج الرياح، ولا سيّما بعد مساعدة الجيوش العربية اليمنيين في استعادة دولتهم.
لا تعمّر هذه الجماعات طويلاً، وتتفكك من داخلها، وحتماً سينهزمون بغبائهم وعنجهيتهم، ليسوا سوى فقاعة وستنتهي، وسيكتب التاريخ أنّ صالح ورجاله ساعدوا تلك الجماعة القادمة من ورآء العصور، وعلّموهم كيف يستخدمون الإنترنت.
عبدالرحمن مزارق
صحيفة العربي الجديد