اعداد : أماني العبوشي*
ارتكبت ما يسمى جماعات تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في الاونة الاخيرة جرائم في مناطق عديدة في العراق، ما ادى الى تهجير طوائف عديدة الى خارجه, ولم يقتصر الامر على أهل السنة، و انما شمل طوائف اخرى على راسها النصارى (المسيحيين) ، الذين فر اغلبهم من الموصل الى العاصمة الاردنية عمان .
تجول مركز الروابط للأبحاث و الدراسات الاستراتيجية في كنيسة دير اللاتين احدى كنائس عمان، وتحديدا في منطقة ماركا للاطلاع على اوضاع مسيحيين عراقيين, استضافتهم الكنيسة، وقال راعي الكنيسة الاب خليل جعار ان جمعية “كاريتاس” هي المسؤولة عنهم في الاردن مشيرا الى تم توزيعهم على عدة كنائس منها كنيسة مدرسة السريان التي يسكنها 45 شخصا ومركز سيدة السلام 86 شخصا وكنيسة دير الكاثوليك، التي يبلغ اعدادهم 67 شخصا، فيما توجد اعداد قليلة في كنيسة مار شربل المارونية. وتابع جعار ان الحكومة الاردنية أبدت استعدادها لاستقبال ألف مسيحي عراقي.
وشرح لمركز الروابط، رب عائلة معاناته الشاقة مع جماعة داعش التي دخلت الموصل في التاسع من يونيو لعام الفين و اربعة عشر و تهديداتهم التي تشمل دفع الجزية او الدخول الى الاسلام او الرحيل او القتل حيث يتم تفجير ونهب المنازل, وقال لم يكن لدي المال …فما كان علي سوى الهروب من الموصل الى محافظة دهوك التابعة للاكراد لكن سرعان ما تم تفجير منزلي وعندما سألناه كيف عرفت ان منزلك تفجر وانت في دهوك!!قال بكل حزن.. من الجيران الذين صوروا المنزل وهو مهدم وارسلوا لي الصور عبر الهاتف النقال.. و تابع بالنسبة لي هدمه افضل لانه بيتي وطني موضحا أن داعش كتبت على جدران بيوت النصارى عبارة” عقارات الدولة الاسلامية” .وعندما تحدثنا عندور حكومة المنتهية ولايته المالكي في ظل هذه الاحداث قال بكل صراحة هناك تنسيق بين داعش وبين ميليشيات المالكي التي تعمل لمصالح شخصية بعيدة عن الاسس الدينية التي تعمل تحت اسمها .
وروى هذا الأب انه بعد وصوله الى دهوك تدهور الوضع الامني فيها و تمكنت داعش من دخولها فكانت تركيا محطته الجديدة قبل اللجوء الى الاراضي الاردنية التي فتحت كنائسها بكل محبة و سعة صدر له ولاخوانه المسيحيين،عائلة اخرى ايضا عانت من اثار عمليات داعش البشعة لكن بصورة مغايرة. فالأم التي كانت تعمل معلمة بالمدرسة وطردت منها بسب ديانتها المسيحية تقول قبل عام 2003 لم تشهد العراق ما يسمى بالطائفية لكن بدأت تبرز في ظل حكومة المالكي ففي عام 2006 زوجها عمل في السويد لمدة ثلاث سنوات دون ان يعلم احد انه خارج العراق وفي تلك السنوات اضطرت ان تخرج ابناءها من المدرسة لحين عودة زوجها من السفر خوفا من حالات التي يتعرض اليها المسيحيين من عمليات الاختطاف والقتل وما شابه ذلك….وعند عودة الزوج الى الموصل بدأت الاحداث تتصاعد الى ان وصلت داعش و بدأت في عملياتها الارهابية ,فما كان عليهم سوى الفرار بعيدا خوفا على ابنائهم بحسب قولهم ان ثمار حياتناهم أبناؤنا لذلك نعمل ليلا و نهارا لتأمين مستقبلهم الواعد وللاسف في لمحة بصر هدم ما تم بنائه حيث رددت الام “من يخرج من دياره يقل مقداره”
وتابعت الام حديثها ان الجماعات الاسلامية الموجودة في العراق لا يستطيعون الخروج منها فليس هناك اي دولة في العالم العربي ترحب بهم وهذا ما اعطاهم عنصر الامان انهم موجودون حاليا في الاردن على امل الانتقال الى دولة ثالثة تشعرهم بالاستقرار كما كان عليه الوضع في العراق قبل سقوط النظام.
وتبين للمركز ان كل العائلات الموجودة في هذه الكنيسة تعاني المشكلة ذاتها لكن بصور مختلفة وجميعهم يؤكدون ان العراق يعاني انفلاتاً امنياً وتفشي عمليات الجماعات المتطرفة الذي يزداد يوميا ومشيرا الى ان حكومة المالكي هي التي فتحت المجال امام الجماعات المتطرفة لتصعيد جرائمها ضد الشعب العراقي ، خاصة المسحيين واكدوا انه اذا استمر الوضع هكذا فلن يبقى فيها من احد النصارى!
ونتيجة الاحداث والعمليات التي شنت و ما زالت مستمرة ضد مسيحي العراق و الابرياء فإن معظم اللاجئين ينتظرون مفوضية الامم المتحددة لتسجل اسمائهم كلاجئين بغية اعادة توطينهم في دول اجنبية رافضين العودة الى ديارهم ارض السلام العراق…