قراءة في كلمة ابو محمد العدناني الاخيرة

قراءة في كلمة ابو محمد العدناني الاخيرة

                                 

أطلقت مؤسسة الفرقان التابعة للمركز الاعلامي لتنظيم الدولة الاسلامية في 25 كانون الثاني 2015 شريطا صوتيا باسم ( قل موتوا بغيظكم ) منسوبا الى ابو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة الاسلامية , بعدما شهدت ساحات المواجهة بين مقاتلي التنظيم واعداد القوات الامنية والعسكرية والحشد الشعبي في العراق وفي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم قتالا ضاريا وبمشاركة فعلية وبإسناد جوي من التحالف الدولي ادى الى مقتل عدد من قيادي التنظيم بعد استهداف اماكنهم واجتماعاتهم .

يأتي هذا التسجيل في مسعى من التنظيم  للرد على بعض وسائل الاعلام العراقي والعربي والعالمي الذي تحدث عن فقدان مقاتلي الدولة الاسلامية لمساحات كبيرة من المناطق التي استولى عليها بعد احداث 9 حزيران 2014 ودخوله لمدينة الموصل وسيطرته على بعض المدن والقصبات والرئيسية في العراق .

وفي قراءة متأنية لما جاء في حديث العدناني يمكن لنا ان نسجل الملاحظات الاتية:

  1. اعطى ووضع استراتيجية للتحرك ضمن البلدان التي يتواجد فيها عناصره من المتعاونين والمتطوعين معهم ودع خلايا التنظيم النائمة الى القيام بعمليات قتل وتفجير وتغيير تهدف الى زعزعة حاله الامن في هذه البلدان واحداث حاله الرعب والخوف لدى مواطنيها .
  2. تحدى جميع اعداء الدولة الاسلامية في المجيء الى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم مؤكدا انهم عاجزون عن مواجهتهم وأشار اليهم بالحاقدين والمرتدين والروافض والملحدين.
  3. ان الضربات الجوية بقيادة التحالف الدولي لن توقف زحف وتقدم مقاتلي التنظيم وان كل ما يقومون به ويخططون من اجله مصيره الفشل ,وانهم مهما خططوا واجتمعوا وتأمروا وحشدوا فأنهم لم يخيفوا التنظيم .
  4. ان القوى المعادية للدولة الاسلامية من اليهود والصليبيون والرافضة مهما حاولوا ان يوحدوا صفوفهم لإيذاء مقاتلي التنظيم فأنهم لن يفلحوا وأن التنظيم يسعى جاهدا لإيقاع الاذى بهؤلاء الخونة … وأشار بكلمته الى الآية الكريمة ( قل موتوا بغيظكم ).
  5. دعا مقاتلي التنظيم الى رفع شعار ( كل من يحارب الدولة سيكون مصيره الموت ) وهنا أشارة واضحة ودلالة عميقة للاستمرار نهج المواجهة والتقدم والزحف لتحقيق اهداف التنظيم .
  6. أكد للمتعاطفين معهم والمؤيدين لهم بأن دولتكم بخير وبأحسن حال وهي ماضيه واثقة الخطى ولن يتوقف تقدمها لتوسيع رقعة وجودها على الارض .
  7. سخر من الرئيس الامريكي أوباما وحكام العرب ووصفهم بأنهم ضعفاء وعاجزين ومرتدين وأن جيوشهم وسحرتهم من علماء السلاطين لا يستطيعون فعل شيء امام اصرار وتحدي مقاتلي التنظيم .
  8. اعلان امتداد الدولة الاسلامية بعد البيعة التي قام بها عدد من مقاتلي حركة طلبان لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم وتنصيب الشيخ حافظ سعيد خان والي على ولاية خرسان ودعا جميع المقاتلين في الولاية الى مناصرته والتعاون معه , وتمتد حدود ولاية خرسان من باكستان وافغانستان واجزاء من الاراضي الايرانية .
  9. اظهر الفرح بموت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز واشار الى ان الحكام الحقيقين لبلاد الحرمين هم اليهود والصليبين وليس عبدالله ولا نايف .

واذا ما أردنا ان نحلل هذا الخطاب بتوجهاته الاستراتيجية والعسكرية والسياسية , يمكن لنا ان نتوصل الى الاتي:

  1. ايصال رسائل للمسلمين بأن صراعهم مع المسيحين لأجل استمرار تهديد دول أوربا المنضوية تحت التحالف الدولي وأثارة المسلمين الموجودين في الدول المشاركة للقيام بعمليات ارهابية .
  2. تأكيد فكرة الكراهية التي يتبناها التنظيم بإشارته لجميع المسلمين المتواجدين في انحاء العالم باستخدام عبوة صغيرة او طلقة او سكين او سيارة مفخخة او حجر للإيفاء الاذى بما أسماهم بالصليبين الكفرة الملحدين في إشارة للأحداث التي جرت في فرنسا وبلجيكا واستراليا .
  3. أكتفى بمحاربة الصليبين والملحدين والرافضة ولم يسمي ايران بالاسم او يشير الى دورها في العراق ودعمها للمليشيات الطائفية ووجود قادة الحرس الثوري الايراني لمقاتلي التنظيم على مساحات تواجده في العراق .
  4. لم يشر في كلمته الى دور النظام السوري في الاحداث الجارية حاليا واستمرار استهدافه الى ابناء الشعب السوري والممارسات الارهابية التي تقوم بها عناصر الاسد على الارض .
  5. استثنى الدولة التركية من اهداف التنظيم واستراتيجيته التوسعية في الزحف والتقدم وابقاء حالة المهادنة مع النظام السياسي في تركيا وتأجليها حسب الظروف .
  6. توسيع نطاق اعداء الدولة الاسلامية وامتدادها لتشمل جميع بلدان العالم بدعوتها الى الخلايا النائمة بالنهوض والعمل لإيقاع الخسائر بالصليبين والمرتدين والرافضة.
  7. قبول بيعة عدد من مقاتلي حركة طلبان والاعلان عن تشكيل ولاية خرسان التي تشكل حالة جديدة تنذر بأحداث جسام في المناطق الحدودية ما بين باكستان وأفغانستان وتوسيع رقعة انتشار وحركة تنظيم الدولة الاسلامية وبالتالي من المحتمل ان نرى خلافا استراتيجيا بين تنظيم الدولة وبعض قيادات القاعدة هناك للتنافس على الزعامة والقيادة والاستفادة من الواردات والموارد المالية .
  8. ليس من شيم واخلاق الاسلام اللعن والشتم وبالتحديد المتوفي وهذا ما لمسناه في كلمة العدناني عندما أشار الى وفاة الملك عبدالله ووصفه بطاغية الجزيرة وشبهه بفرعون وهامان وان هلاكه لا يعني شيء للتنظيم فقد هلك طاغوت وحل محله طاغوت اخر , وهذا يؤكد استمرار حالة العداء والمواجهة مع حكام السعودية وتأكيدا للوصف السابق لهم بأنهم ( رأس الافعى ومعقل الداء ) .

أن استخدام الأشرطة الصوتية اسلوب يتصف به  التنظيم ويهدف من خلاله مخاطبة مقاتليه واعوانه ومناصريه ولمنع معرفة تواجد قيادات التنظيم على الارض من قبل اجهزة الاستخبارات الدولية.

فهل نرى في قادم الايام ما يؤكد حقيقة ما ذهب اليه العدناني من نشاط الخلايا النائمة وتوسيع عمل التنظيم وتعكير صفو الامن والاستقرار في دول العالم ام سنرى ايقافا لزحف وتمدد التنظيم بفعل فعاليات التحالف الدولي وانشطة الاجهزة الاستخبارية العالمية.؟؟؟

  مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية .