عامر العمران
تُثير مسألة التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش” موجة من التصريحات المتناقضة بين المسؤولين الايرانيين بين مؤيد للتعاون مع واشنطن ضد التنظيم وبين من يرفض فكرة هذا التعاون .
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال ان الولايات المتحدة الاميركية غير جادة بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش” ، داعياً إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهته؛ ما يؤكد أنباء انتشرت في وسائل إعلام غربية، تفيد أن الولايات المتحدة وإيران تتعاونان عسكرياً في الحرب على داعش.
وكانت بعض الأنباء أفادت إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي طلب من احد كبار القادة العسكريين الإيرانيين الاتصال بالجانب الأمريكي بخصوص التعاون لمواجهة داعش في العراق، لكن سرعان ما نفت وزارة الخارجية الإيرانية هذه التقارير وأكدت انها غير صحيحة.
لكن التناقض مع ما سبق يظهر فيما قاله عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الايراني محمد اسماعيل كوثري، مشيرا الى انه من غير الممكن التعاون مع امريكا للتصدي للتنظيم في العراق .وهو ما يؤكد أن الساسة الايرانيين فقدوا بوصلة الاستراتيجية العامة لبلادهم .
الموقف الرسمي للولايات المتحدة الاميركية جاء على لسان المتحدثة باسم خارجيتها ماريا هارف التي نفت وجود مثل هذا التعاون قائلة: ان واشنطن لا تنسق في الاعمال العسكرية مع ايران، ولا تتبادل معها المعلومات الاستخباراتية.
ويبدو أن كلا الطرفين لا يرغبان في تحالف مشترك حيث حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر من خطورة الحزام الشيعي الممتد من طهران مارا عبر بغداد وحتى بيروت وهو ما يعطى فرصة لإعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية تحت المسمى الشيعي.
ويرى كيسنجر ان إيران تمثل مشكلة اكبر مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” مشيرا إلى أنه مجرد مجموعة من المغامرين يعتنقون افكارا عنيفة.
وبحسب رأي كيسنجر فان مثل هذا التنظيم عليه الاستيلاء على مزيد من الأراضي قبل أن يصبح واقعا استراتيجيا دائما، ويرى “كيسنجر” انه لهذا السبب تعد مواجهة “داعش” مهمة غير انه من السهل إدارتها عن تلك مع إيران.
الموقف الايراني تجاه سياسة الولايات المتحدة في تصديها لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش” تمثل باتهام طهران للولايات المتحدة بعدم التعامل مع الخطر الذي يمثله التنظيم بجدية كافية، مشيرا إلى أن واشنطن دعمت الجهاديين من قبل في الشرق الأوسط.
وبحسب تصريحات محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، التي أبرزتها صحيفة “بزنس إنسايدر” الأمريكية، فإن واشنطن ما تزال غير مستوعبة لحجم الخطر الذي يمثله تنظيم “داعش” .
وبات من الواضح ان كلا الطرفين لا يفضل ان يتعامل مع الاخر ولاسيما أن المصالح الايرانية على النقيض التام مع المصالح الاميركية الامر الذي قد يجعل التعاون العسكري امرا غير مطروح ، ومع ذلك يشارك كل منهما الآخر في مخاوفه إزاء التهديد الذي تمثله “داعش” للمنطقة، والتي تبرز إيران فيها من أكبر القوى الشيعية بالشرق الأوسط.