بغداد – بعد نحو عامين من الاستقرار الأمني النسبي في محافظة ديالى، شرقي العراق، عاد تنظيم “داعش” الإرهابي لشن هجمات بها على مواقع للجيش والشرطة أوقعت قتلى وجرحى خلال الأيام الماضية.
وتتزامن تلك الهجمات مع توافر معلومات استخباراتية لدى القوات الأمنية تشير إلى أن مسلحي “داعش” سيصعدون من هجماتهم على المواقع العسكرية والمناطق المدنية بديالى، تزامنا مع استعدادات عسكرية تجرى لاقتحام قضاء الحويجة جنوبي محافظة كركوك (شمال)، بحسب مصادر أمنية. وهاجم التنظيم، الاثنين الماضي، حاجزا أمنيا لمقاتلين سُنة بناحية العظيم شمالي ديالى وقتل 6 منهم، فيما قتل، السبت، 18 شخصا بينهم عناصر في الجيش والشرطة والحشد الشعبي (فصائل شيعية تقاتل بجانب الحكومة) بهجمات منفصلة استهدفت حواجز أمنية في المحافظة.
وتمتلك محافظة ديالى حدودا ذات طبيعة زراعية وجغرافية معقدة مع محافظتي صلاح الدين وكركوك، ولا تزال المناطق المشتركة بين المحافظات الثلاث تشهد تحركات لمسلحي تنظيم “داعش”، بحسب مسؤولين أمنيين.
وقال محمد الحمداني، عضو مجلس محافظة ديالى، إن المنطقة الفاصلة بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك “جبلية وواسعة وتنظيم داعش يمكنه التحرك فيها”.
وأضاف أن “تنظيم داعش وبسبب المعارك الجارية ضده في الموصل (شمال) حاول، من خلال الخلايا النائمة في مناطق جبال حمرين وحاوي العظيم والمناطق المحاذية لمحافظتي صلاح الدين وكركوك، تفعيل عناصره والقيام بهجمات إرهابية”.
وأوضح الحمداني أن “القوات الأمنية تفرض حاليا إجراءات أمنية مشددة خصوصا في السيطرات الأمنية (نقاط التفتيش) على الطرق الرئيسة التي يستغلها داعش الإرهابي لإرسال سياراته المفخخة إلى المناطق المستقرة”.
وأعلن، مطلع عام 2015، عن تحرير محافظة ديالى بالكامل من سيطرة “داعش” بعد معارك متواصلة استمرت أكثر من عام ضد التنظيم.
وقال العميد نافع الأسدي، ضابط متقاعد في الجيش العراقي بمحافظة ديالى، إن “العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الأمنية سابقا في مناطق شمالي محافظة ديالى وتحديدا في سلسلة جبال حمرين لم تكن مدروسة بشكل جيد”.
وأشار الأسدي إلى أن “القوات العراقية شنت هجمات سريعة في مناطق سلسلة جبال حمرين وهي منطقة جبلية معقدة التضاريس، لكن تنظيم داعش الذي سيطر عليها لأكثر من عام تمكن من إيجاد مخابئ ومنافذ يمكنه التحرك فيها بعيدا عن رصده من قبل القوات الأمنية والطائرات العسكرية”.
ولفت إلى أن “المنطقة بحاجة إلى عملية عسكرية واسعة وتثبيت نقاط أمنية للجيش والشرطة العراقية في تلك المناطق، وهذا غير ممكن في المرحلة الحالية كون العديد من الوحدات العسكرية التابعة للفرقة الخامسة من الجيش العراقي في ديالى تقاتل حاليا في الموصل”.
وطالبت محافظة ديالى، الاثنين قبل الماضي، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإعادة قوات الجيش التي تتولى القتال ضد تنظيم “داعش” خارج حدود المحافظة على خلفية الخروقات الأمنية.
وتتولى فصائل من الحشد الشعبي الانتشار بالقرب من سلسلة جبال حمرين لمنع الهجمات التي يشنها مسلحو تنظيم “داعش”.
ومن جانبه، قال محمد العلي، منتسب في الحشد الشعبي بديالى، “عملنا يركز على منع حركة مسلحي تنظيم داعش بواسطة السيارات المفخخة إلى مركز المحافظة”.
وأضاف العلي أن “تنظيم داعش يستغل الليل لحركة عناصره وسياراته المفخخة لمنع رصده من قبل النقاط الأمنية التابعة للحشد ضمن منطقة سلسلة جبال حمرين، لذلك نحتاج إلى أسلحة نوعية ومعدات عسكرية لمراقبة حركة الإرهابيين أثناء الليل”.
وكان داعش قد سيطر في 2014 على مناطق واسعة في محافظة ديالى شرقي البلاد. ونفذت قوات من الجيش العراقي مدعومة بالتحالف الدولي عمليات عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من تحرير جميع المناطق.
العرب اللندنية