طهران – قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الإيرانيين سيجعلون واشنطن “تندم على لغة التهديد”، وذلك خلال كلمة له بمناسبة الذكرى الـ38 للثورة “الإسلامية”، التي كرست هيمنة المرشد الأعلى على جميع السلطات في البلاد.
وتتزامن ذكرى الثورة هذا العام مع ارتفاع حدة التوتر بين طهران وواشنطن بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي فرض عقوبات جديدة على إيران إثر قيامها بإطلاق صاروخ بالستي قبل أسبوع، ومنع الإيرانيين من زيارة الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر.
ونزل الملايين من الإيرانيين إلى الشوارع الجمعة، وكما هو معتاد في ذكرى الثورة، رفعوا شعارات “الموت لأميركا”، مع التنديد بالمواقف الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب المناهضة لإيران، مدفوعين بتصريحات القادة السياسيين، الذين لوحوا بـ”الشعب” كقوة في مواجهة تهديدات ترامب.
وقال روحاني أمام مئات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة ازادي في طهران “يجب مخاطبة الشعب الإيراني باحترام. الشعب الإيراني سيجعل من يستخدم لغة التهديد أيا كان يندم على ذلك”.
واعتبر روحاني “أن مشاركة الملايين من الإيرانيين في التظاهرات دليل على قوة إيران الإسلامية ورد على أكاذيب المسؤولين الجدد في البيت الأبيض”.
وداس بعض المتظاهرين أعلاما أميركية كبيرة حاملين صورا لترامب ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي. وكتب على صور الثلاثة “نحن لا نخشى التهديدات”.
وقال النائب الإصلاحي مصطفى كواكيبيان الذي شارك في التجمع في طهران “إن مشاركة الشعب هي رسالة إلى ترامب: إذا ارتكب خطأ فإن الشعب سيجعله يندم”. لكن لم يوضح النائب ما هي طبيعة الإجراءات التي سيتخذها الشعب.
ويرى محللون أن القادة الإيرانيين يسعون إلى حشد الشارع الإيراني ضد الدول الغربية ومؤامراتها على ثورتهم، بحسب زعمهم، وإبقاء الشعب تحت سلطة الخوف الدائم من “الشيطان الأكبر”، في الوقت الذي يحاول فيه روحاني التخفيف من حدة التوتر مع واشنطن، بالقول إن القوة العسكرية الإيرانية هي “محض دفاعية”.
وتتذرع إيران بما تعتبره حقا في اختبار صواريخ تحمل “أسلحة تقليدية” فقط الهدف منها دفاعي بمواجهة “الأعداء”.
وكان زعيم الإصلاحيين الرئيس الأسبق محمد خاتمي (2000-1997) الذي يخضع نشاطه لقيود، دعا الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة في التظاهرات “لإفشال المؤامرات”.
وقال خاتمي “بمواجهة أي تهديد يستهدف النظام أو وحدة الأراضي أو المصالح الوطنية لن نتردد لحظة في المقاومة”، داعيا إلى “المصالحة الوطنية”.
ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ عام 1980 أي بعد أشهر قليلة على الثورة الإيرانية وقيام طلاب إسلاميين باحتلال مقر السفارة الأميركية، لكن العلاقة شهدت تصعيدا متزايدا منذ تولي ترامب مهامه في 20 يناير الماضي، والذي لم يوفر إيران بتغريداته ووصفها بأنها “تلعب بالنار”.
وحتى الآن لم ينفذ ترامب الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية بتشديد الموقف من إيران، إذ لم يعمد بعد إلى المس بالاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى.
العرب اللندنية