القاهرة – أعلنت الدول الإسكندنافية الأربع رفع القيود المفروضة على سفر مواطنيها إلى بعض المناطق السياحية جنوبي سيناء، شمال شرقي مصر، وسط أنباء عن أن روسيا تتجه لاتخاذ نفس الإجراء في أواخر الشهر الجاري، الأمر الذي سينعكس بالتأكيد إيجابا على صورة مصر التي اهتزت في السنوات الأخيرة نتيجة للعمليات الإرهابية.
وفي 31 أكتوبر 2015، سقطت طائرة ركاب روسية فوق سيناء وعلى متنها 224 شخصا، قتلوا جميعا، وتبنت جماعة “ولاية سيناء” المبايعة لتنظيم داعش الحادث، الأمر الذي دفع العديد من الدول الغربية إلى اتخاذ قرار بتعليق السفر إلى مصر وخاصة إلى شبه الجزيرة، في خطوة اعتبرتها القاهرة تحمل أبعادا سياسية أكثر منها أمنية بالنظر إلى تعرض أكثر من دولة إلى هجمات ولم يتم اتخاذ أي تدابير مماثلة بشأنها.
وعاش النظام المصري في السنتين الأوليين من حكمه عقب سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في العام 2013، صعوبات كبيرة في ظل حملة ممنهجة، قادتها الجماعة ورعاتها في المنطقة، للتسويق إلى أن ما حدث في مصر هو انقلاب، وليس ثورة شعبية.
ويرى خبراء أن النظام المصري يبدو أنه نجح في إنهاء حالة “العزلة” التي طوقته في إحدى الفترات، وأن رفع الدول الغربية تباعا لقرار حظر السفر، يعكس هذا الواقع.
وفي بيانات منفصلة، أعلنت سفارات الدنمارك والسويد وفنلندا والنرويج بالقاهرة، رفع القيود المفروضة على سفر مواطنيها إلى كل من شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين.
وجاء في البيانات، أنه “بالتنسيق مع بلدان شمال أوروبا (لم تسمها) تم صدور قرار بتغيير تحذيرات السفر لجنوب سيناء”.
وقالت السفارات إنها “لم تعد تنصح بعدم السفر إلى شرم الشيخ بما في ذلك المطار، ومناطق دهب وسانت كاترين، وأن التغيير يتم اعتبارا من الخميس”.
وأوضحت أن “التغيير يعني أنها لا تنصح بعدم السفر إلى جميع الوجهات السياحية الرئيسية في مصر، بما في ذلك القاهرة، والإسكندرية، وعلى ساحل البحر الأحمر والأقصر، وأسوان، والوجهات السياحية في جنوب سيناء”.
وتعول مصر على السياحة في توفير 20 بالمئة من احتياجاتها من العملة الصعبة، التي تراجعت كميتها في الفترة الأخيرة، ودفعت بالجنيه إلى الهبوط أمام الدولار إلى نحو لامس 19 جنيها في السوق الرسمية.
وتؤكد هذه العودة أن الوضع مسيطر عليه في أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة، وقال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالقوات المسلحة المصرية سابقا، إن رسالة الأربع دول، تشي بأن ما يسوقه البعض عن الوضع السيء في سيناء مجرد مزاعم.
وأضاف لـ“العرب” أن هذه الخطوة من شأنها إحداث “قتل معنوي” للعناصر الإرهابية.
وتنشط في سيناء تنظيمات إرهابية أبرزها ولاية سيناء، وقد نجح الجيش المصري في تسديد ضربات قاسمة إليها، ولكن يبقى الطريق إلى إنهائها مرتبطا بمدى التعاون الدولي للقضاء على الإرهاب.
العرب اللندنية