استأنفت القوات العراقية أمس الأحد حملتها العسكرية على تنظيم الدولة الإسلامية غربي الموصل (شمال البلاد)، فيما باشرت السلطات العراقية التحقيق في سقوط مئات القتلى المدنيين بقصف حي الموصل الجديدة.
وقال قائد عمليات “قادمون يا نينوى” الفريق عبد الأمير يار الله إن المعارك في الجانب الغربي من الموصل تجددت الأحد، وإن القوات العراقية تمكنت من استعادة أحياء وادي عين ورجم الحديد والعروبة بعد اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة.
وجاءت هذه التطورات بعد يومين من توقف المعارك في هذا المحور، رغم إعلان مصادر عسكرية أن المواجهات ما زالت متوقفة، وأن قوات الشرطة الاتحادية لم تبرح مواقعها منذ أيام.
من جانب آخر، قالت مصادر أمنية عراقية إن 16 مدنيا قتلوا وأصيب 43 آخرون بينهم نساء وأطفال، بسقوط ثلاث قذائف هاون أطلقها تنظيم الدولة على سوق النبي يونس في الجانب الشرقي من الموصل.
وذكرت المصادر أن التنظيم قصف سوق النبي يونس من جهة حي الدركزلية بثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا، مما أدى لسقوط هؤلاء القتلى والجرحى
اتهام ونفي
من ناحية أخرى، قال أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية العراقي إن القوات العراقية والتحالف الدولي استخدما ما وصفها بالقوة المفرطة في الموصل.
وأضاف النجيفي أن تغييرا في قواعد الاشتباك سمح باستهداف مواقع فيها مدنيون، مؤكدا أن قصف حي الموصل الجديدة أسفر عن مقتل نحو خمسمئة شخص.
وأعرب عن اعتقاده أن هناك حسابات سياسية وراء ما حدث، وأن الهدف هو إنهاء المعركة في أسرع وقت بغض النظر عن العواقب.
في المقابل، نفى الجيش العراقي تورطه في مقتل مئات من سكان حي الموصل الجديدة إثر استهدافهم بضربة جوية.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول -لوكالة الصحافة الفرنسية- إن “وزارة الدفاع فتحت تحقيقا في هذا الموضوع”، مشير إلى أن “هناك لجان تحقيق ستصدر بيانا عند انتهاء عملها”.
وعزت خلية الإعلام الحربي سقوط العدد الكبير من القتلى إلى قيام تنظيم الدولة بتفجير عدد من العربات الملغمة التي يقودها انتحاريون لإعاقة تقدم القوات العراقية، بحسب قولها.
ونقلت وكالة رويترز عن الجيش العراقي قوله في بيان إن 61 جثة انتشلت من تحت أنقاض مبنى فخخه تنظيم الدولة غرب الموصل، لكن لم تكن هناك علامات على أن ضربة جوية للتحالف استهدفته، على الرغم من العثور على سيارة ملغمة ضخمة بالقرب منه.
رواية عسكرية
واختلف البيان العسكري عن تقارير شهود عيان ومسؤولين محليين قالوا إن ما يصل إلى مئتي جثة انتشلت من تحت أنقاض مبنى منهار بعد ضربة للتحالف الأسبوع الماضي، استهدفت مقاتلين وعتادا لتنظيم الدولة في حي الموصل الجديدة.
وفي هذا السياق، قال مسؤول محلي في البلدية السبت إن 240 جثة انتشلت من تحت الحطام، بينما ذكر نائب محلي وشاهدان أن الضربة الجوية للتحالف ربما استهدفت شاحنة ملغمة كبيرة مما تسبب في انفجار أدى إلى انهيار المباني.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قد ذكرت السبت أن مراجعة أظهرت أن التحالف الدولي استهدف -بطلب من قوات الأمن العراقية- مقاتلين وعتادا لتنظيم الدولة في موقع يتوافق مع مزاعم سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال التحالف في بيان إنه “أخذ هذه المزاعم على محمل الجد وفتح تحقيقا للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين”، إلا أنه لم يذكر أعداد الضحايا أو تفاصيل الأهداف.
المصدر : الجزيرة + وكالات