دمشق – قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة إنه لا يجب التركيز على مصير الرئيس بشار الأسد للتوصل إلى اتفاق سلام في سوريا، في تصريح لافت يعكس تغيّرا نسبيا في الموقف الفرنسي حيال التسوية السورية، وربما يكون مرتبطا بتوجه دولي لمقاربة الأزمة من زاوية مختلفة، بعد أن فشل المجتمع الدولي في تحقيق أي تقدم لحلها على مرّ السنوات الماضية.
وجاء التطور في الموقف الفرنسي بعد ساعات من تأكيد ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي من تركيا، الخميس أن “مصير الأسد يقرره على الأمد البعيد الشعب السوري” وهو أوضح تصريح لمسؤول كبير في إدارة دونالد ترامب حيال الأزمة السورية.
وقال آيرولت عند وصوله إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي “إذا كان البعض يريد أن يتركز الجدل بأي ثمن حول ‘هل نبقي أو لا نبقي على الأسد’، فالسؤال لا يطرح بهذا الشكل. بل أن نعرف ما إذا كانت الأسرة الدولية تحترم التعهدات التي قطعتها”.
وأوضح أنه سينتهز فرصة وجود وزير الخارجية الأميركي في الاجتماع ليطلب “توضيحات” للبعض من مواقف واشنطن حول قضايا مثل نفقات الدفاع ومكافحة الإرهاب والانتقال السياسي في سوريا.
وأضاف الوزير الفرنسي “إذا كنا نريد سلاما وأمنا دائمين في سوريا، فيجب ألا يكون الخيار عسكريا فقط بل يجب أن يطرح أيضا الخيار السياسي، وهو التفاوض على عملية انتقالية” طبقا للموقف الذي تبنته الأمم المتحدة في ديسمبر 2015.
وأقرت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في 18 ديسمبر 2015 القرار 2254 الذي ينص على خارطة طريق لحل سياسي في سوريا.
والى جانب مفاوضات بين المعارضة والنظام مثل تلك التي جرت في جنيف ووقف إطلاق النار، يقضي النص بإقامة حكومة انتقالية وإجراء انتخابات.
وكانت الإدارة الأميركية اعترفت الخميس بأن رحيل الأسد لم يعد “أولوية” وبأنها تبحث عن استراتيجية جديدة لتسوية النزاع المستمر منذ سبع سنوات في سوريا، الأمر الذي أغضب المعارضة السورية التي شددت على موقفها لجهة تنحيه ومحاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال رئيس وفد المعارضة في جنيف ناصر الحريري، الجمعة “نحن متمسكون بالوصول لحل سياسي عادل دون بشار الأسد وأركانه”، لافتا إلى أن تصريحات المسؤولين الأميركيين متضاربة ولا يمكن البناء عليها، مطالبين واشنطن بالوضوح في هذا الشأن.
العرب اللندنية