عقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في البيت الأبيض تمحورت حول الأزمة السورية، في أول لقاء رفيع المستوى بعد الأزمة التي شهدتها علاقات البلدين، عقب قصف طائرات أميركية قاعدة الشعيرات السورية.
وقال لافروف إنه ناقش مع الرئيس ترمب سبل إنجاح مفاوضات أستانا، مؤكدا اتفاق البلدين على ضرورة إنجاح خطة مناطق خفض التصعيد في سوريا.
وقالت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إن لافروف أكد في مؤتمر صحفي عقب لقائه ترمب، أنهما لم يناقشا مسألة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ودعا لافروف المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا إلى الاستمرار في عملية السلام لتسوية الأزمة السورية.
وأضاف “نحن مطالبون بالعمل سوية مع واشنطن لترسيخ الاستقرار على مستوى العالم وحل المشاكل العالقة”، مؤكدا أن هناك إرادة قوية لدى واشنطن لتطوير العلاقات مع موسكو، والرئيس ترمب لديه رغبة ملموسة بهذا الصدد.
وعن العقوبات الأميركية على موسكو، قال لافروف إنه لم يناقش هذا الملف مع الرئيس ترمب، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتخذت قرارات غير إيجابية بالطلب من دبلوماسيين روس مغادرة واشنطن، لكن موسكو لا تريد أن تنخرط في عملية رد فعل مستعجلة على ذلك.
وشدد لافروف على أنه ليست هناك أدلة حتى الآن تدين روسيا بالتدخل في السياسة الداخلية الأميركية، لكن “ساسة أميركيين يحاولون تخريب الصورة الجميلة للديمقراطية الأميركية بادعاء تدخل روسيا في شؤونهم”.
ولقاء ترمب ولافروف أرفع لقاء رسمي بين واشنطن وموسكو منذ تسلم الرئيس الأميركي منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان لافروف قد عقد في وقت سابق اليوم مباحثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون تمحورت أيضا حول الأزمة السورية.
وقبل اللقاء، قالت الخارجية الأميركية إن تيلرسون ينوي بحث جهود خفض العنف في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري وتهيئة الظروف لإيجاد تسوية سياسية للنزاع.
وإضافة إلى الملف السوري وملفات أخرى تشكل مصدر توتر بين واشنطن وموسكو، فإن هذه اللقاءات تتم في أجواء سياسية مشحونة في الولايات المتحدة، إذ عقدت بعد ساعات على قرار الرئيس الأميركي إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) جيمس كومي الذي يحقق في صلات محتملة بين روسيا وفريق حملة ترمب الانتخابية.
المصدر : الجزيرة