بغداد – يواجه الاستفتاء الذي يعتزم أكراد العراق تنظيمه في شهر سبتمبر القادم بشأن استقلال إقليمهم بعقبة مركزية تتمثّل في الرفض الدولي له، فضلا عن الاعتراض الإقليمي عليه، ورفض حكومة بغداد المركزية والكثير من القوى السياسية العراقية بما في ذلك قوى كردية، التسليم بمشروعيته والاعتراف بما سينجم عنه في حال إجرائه.
وتقف المملكة المتحدة إلى جانب الولايات المتحدة في رفضها لإجراء الاستفتاء المقرّر في الخامس من سبتمبر القادم، على الأقلّ في الظرف الراهن حيث لم يستقرّ ترتيب الأوضاع في العراق ومن حوله ولم تتضح معالم خارطة النفوذ هناك، حيث يُستخدم الأكراد أنفسهم في ترتيب تلك الأوضاع وفي رسم تلك الخارطة من خلال مشاركتهم الفاعلة في الحرب على تنظيم داعش، خصوصا في سوريا، إذ أن تلك الحرب بالنسبة للولايات المتحدة تنطوي أيضا على معركة غير معلنة لتركيز موطئ قدم بشكل مباشر أو بالوكالة في منطقة يغزوها نفوذ دول أخرى على رأسها روسيا.
وجدّد السفير البريطاني في العراق فرانك بيكر الأربعاء إثر استقباله من طرف أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي موقف حكومة بلاده بأن “الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق ليس الطريق الصحيح، وأن الوقت غير مناسب لإجرائه”، مشيرا إلى وجوب أن يكون هناك اتفاق بشأنه مع الحكومة العراقية المركزية .
ويقف رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بقوّة وراء فكرة إجراء الاستفتاء، معتبرا أن الظرفية التاريخية الحالية تشكّل الفرصة الأنسب لتأسيس الأكراد لدولتهم المستقلّة في المنطقة. ولا يزال البارزاني رغم الاعتراض الدولي يصدر مواقف معبّرة عن التمسك بإجراء الاستفتاء في موعده.
وكان الاعتراض الأميركي على الاستفتاء مثّل مفاجأة للمراقبين بالنظر إلى العلاقات الجيدة جدّا التي ربطت بين واشنطن وأكراد العراق في فترة ما بعد غزو 2003 وفي مرحلة التحضير له بمساعدة كردية فاعلة.
ويعتبر هؤلاء أن الولايات المتحدة هي أصلا من جعلت كردستان العراق أقرب إلى الكيان المستقل، لكنّ آخرين يفسرون الموقف الأميركي بحاجة واشنطن إلى الحفاظ على الوضع الحالي وعدم استثارة أنقرة ضدّ الأكراد ودفعها إلى المزيد من التحالف مع موسكو، وحتى مع طهران.
العرب اللندنية