لندن – تصاعدت المشاعر المعادية للمسلمين والعرب في بريطانيا وفقا لاستطلاع رأي، قال إن معظم البريطانيين يؤمنون بفشل العرب خصوصا في الاندماج في المجتمع البريطاني، وأن وجودهم في بريطانيا ليس مفيدا.
ويظهر الاستطلاع الذي أجراه “مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني” وصحيفة “أراب نيوز″، أن معظم الذين صوتوا يُرجعون وضع السياسات الأمنية على أساس افتراض حدوث الجرائم بسبب وجود بعض المجتمعات العرقية المختلفة في بريطانيا، في ما يُعرف بـ”الاشتباه على أسس عنصرية”.
وأظهرت النتائج النهائية للاستطلاع أن نسبة 28 بالمئة من المصوتين يعتقدون أن هجرة العرب إلى المملكة المتحدة كانت مفيدة، في حين يرى 64 بالمئة منهم أن العرب فشلوا في الاندماج.
ويعتقد معظم البريطانيين، وفقا لنتائج الاستطلاع، أن أعداد اللاجئين الذين قدموا إلى المملكة المتحدة من سوريا والعراق كانت مرتفعة جدا.
وكانت أكثر ثلاث خصائص ارتبطت في أذهان البريطانيين بالعالم العربي هي الفصل بين الجنسين والثروة والإسلام، ثم يأتي التطرف والتاريخ الثري في المرتبة الثانية. لكن التصويت لصالح الابتكار أو التفكير قدما كانت نسبته ضئيلة.
وقال كريس دويل، رئيس “مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني” لـ”العرب” إن “هذا الاستطلاع أجري في أغسطس الماضي بالتزامن مع تصاعد هجمات ارتكبها جهاديون في صفوف تنظيم داعش في عدة مدن أوروبية”.
كريس دويل: بعض العرب لا يعملون ويعتمدون على الدعم الحكومي، وهذا يثير مشاعر البريطانيين
وأضاف “السبب الثاني لهذه الانطباعات عن العرب هو النزعة المعادية للهجرة الآخذة في التصاعد عند البريطانيين، كما أظهرتها نتائج الاستفتاء عن الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي أجري في يونيو من العام الماضي، وأسفرت نتائجه عن التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد.
وكثيرا ما ترتبط صورة العرب في بريطانيا بالإسلام، ويسير الاثنان بالتوازي في مخيلة السكان المحليين، خصوصا الذين يعيشون في الريف والمناطق النائية.
ويرى 85 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن الولايات المتحدة وبريطانيا ارتكبتا خطأ بقرار غزو العراق في العام 2003، ولكن لا يزال هناك اتفاق بين الغالبية على التدخل الحالي الذي تمارسه بريطانيا في الحملات الجوية التي تشنها لاستهداف عناصر تنظيم داعش في العراق وسوريا.
هذه الأمثلة السابقة من الخوف والتجاهل والعداء، تُبرز التوترات التي بدأت في الظهور في المجتمع البريطاني ومواقفه تجاه الإسلام والعالم العربي، إذ يدعم غالبية البريطانيين اليوم سياسة “الاشتباه على أسس عنصرية”، التي من المرجح أن تزعج النشطاء المدافعين عن الحريات المدنية.
ويرى 55 بالمئة من المصوتين أنه من حق الشرطة استخدام هذه السياسة ضد العرب والمسلمين لأسباب أمنية، بينما يرفض 24 بالمئة تطبيق هذا القانون.
ويسمح “الاشتباه على أسس عنصرية” للشرطة وأجهزة الأمن بالحفاظ على النظام على أساس افتراضات حول احتمال ارتكاب بعض الجرائم من قبل أشخاص ينتمون إلى أقليات عرقية أو دينية أو قومية في المملكة المتحدة. ووصلت نسبة الداعمين لهذه السياسة بين المحافظين إلى 72 بالمئة.
وفي مسح آخر كشفت النتائج عن التجاهل الذي يمارسه الغرب تجاه العالم العربي، حيث اعتقد 63 بالمئة أن العرب فشلوا في الاندماج في المجتمع الغربي وكنتيجة لذلك يعيشون في مجتمعات منعزلة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الهجرة من العالم العربي مفيدة للمملكة المتحدة، وافقت نسبة 23 بالمئة من المصوتين، بينما رأى 41 بالمئة منهم أن هجرة العرب إلى بريطانيا لم تكن مفيدة.
كما وافق 72 بالمئة من المصوتين عليه وردا على أن “الإسلاموفوبيا” تتنامى بوتيرة سريعة في المملكة المتحدة.
ويقول دويل إن “هناك أعدادا من العرب الذين جاؤوا وظلوا يعتمدون على نظام الدعم الاجتماعي الحكومي دون أن يحصلوا على وظائف، هؤلاء هم سبب رئيسي في هذه المشاعر المتنامية تجاه العرب”.
وحول ما إذا كانت هذه المشاعر من الممكن أن تترجم في صورة هجمات ضد العرب والمسلمين في المستقبل، قال دويل إن “هذا يتناسب طرديا مع عدد هجمات الإسلاميين المتشددين في المستقبل التي إذا تنامت فأعتقد أننا سنشهد هجمات ضد العرب والمسلمين أيضا”.
العرب اللندنية