صنعاء – قالت مصادر من العاصمة اليمنية إن أنصار الرئيس علي عبدالله صالح، الذي اغتاله الحوثيون الاثنين، تفاعلوا بشكل كبير مع الرسالة المنسوبة لنجله أحمد التي تعهد فيها بالمضي قدما في مواجهة المتمردين الحوثيين كونه البديل المرتقب الذي يفترض أن يأخذ المشعل لإنقاذ اليمن من قبضة الميليشيات التي تتحكم فيها إيران.
وتعهد أحمد علي عبدالله صالح في أول رسالة منه تعليقا على مقتل والده بمواجهة من سماهم “أعداء الوطن والإنسانية الذين يحاولون طمس هويته وهدم مكتسباته وإذلال اليمن واليمنيين، وطمس تاريخهم المشرق والضارب في أعماق التاريخ، بترويج الخديعة والخرافات والأفكار الضالة والمشبعة بالوهم والخديعة”.
ويرى مراقبون محليون أن أحمد علي سيكون محور الاهتمام في الشارع اليمني خاصة بعد مقتل ابن عمه طارق محمد عبدالله صالح، ما يعني أنه سيكون مكلفا بإدارة الصراع مع المتمردين، وإعادة تقييم العلاقة مع الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي وجبهة الشرعية اليمنية، فضلا عن السعي لتوحيد حزب المؤتمر على قاعدة أوّلية، تحرير صنعاء.
ويعتقد المراقبون أن الجريمة الحوثية ستخرج أحمد من جلباب أبيه لأول مرة، بعد إزالة أي عقبة نفسية لدى الأطراف المختلفة من أنه يمثل والده، وأنه هو الآن يمثل نفسه، مشيرين إلى أن الرأي العام اليمني سينظر إليه من الآن كشخصية مخلصة.
وعكست الرسالة المنسوبة إليه رغبته في أن يقدم نفسه كقيادي مؤسس في الحرس الجمهوري، وأن الأب وإن أتاح لابنه الفرصة في ذلك، فإن الابن تميز ونجح في بناء حرس جمهوري “برؤية وطنية بعيدا عن الرؤى الضيقة والتوجهات الحزبية.. فكان الحرس الجمهوري وبشهادة الجميع نموذجا للجيش الذي يصون الوطن وإنجازاته، ويقف حاميا لمقدراته ومكتسباته في النظام الجمهوري والديمقراطية والوحدة”.
ويريد أحمد علي أن يظهر لأنصار والده وأنصار حزب المؤتمر أنه قائد عسكري من الدرجة الأولى، وهو من بنى الحرس الجمهوري الذي كان له الفضل في أن يفتح للحوثيين أبواب صنعاء في سياق ظروف خاصة، وأن هذا الحرس قادر على إخراجهم منها بالقوة.
ويذهب العديد من المراقبين إلى إمكانية لعب نجل الرئيس السابق دورا محوريا في معارك تحرير صنعاء التي أعلنت عنها الحكومة الشرعية، وهو الأمر الذي سيترافق مع انهيار محتمل في الجبهات التي كان يتولى قيادتها الحرس الجمهوري، كما هو الحال في جبهات نهم وصرواح المتاخمة لمناطق قبلية يسود فيها الولاء لصالح وحزب المؤتمر مثل خولان وسنحان وبني بهلول.
وحمل ظهور نجل الرئيس الراحل قلقا لدى من يدورون في فلك حزب الإصلاح الإخواني وقطر كونهم كانوا يفكرون في استثمار الفراغ الذي خلفه علي عبدالله صالح للتحالف مع الحوثيين وتقاسم السلطة معهم، ودشن الإخوان حملة استبقت أي بيان لأحمد علي يهاجمونه ويهاجمون أباه.
وأفاد بيان لحزب المؤتمر بأن طارق محمد عبدالله صالح، وهو ابن شقيق صالح والقائد العسكري الكبير، قد قتل خلال اشتباكات مع جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران قبل مقتل عمه الذي صلى على ابن أخيه هو وأفراد حراسته في جامع الثنية قبل ساعات من مقتل صالح نفسه، وفق ما جاء في بيان للعميد يحيى محمد عبدالله صالح.
ولم يكن مصير طارق معروفا في أعقاب هجوم شنه الحوثيون في صنعاء ليل الأحد وأدى إلى مقتل الرئيس السابق.
وذكر البيان أن العقيد الركن محمد عبدالله صالح (شقيق طارق) تعرض لإصابة بشظية من صاروخ في الكبد أسعف على إثرها في المستشفى الألماني ومعه الرائد أحمد الرحبي وقد تم اختطافهما من المستشفى على يد الحوثيين.
وكشف البيان أن مدين نجل الرئيس الراحل قد تم أسره، وأن مصير شقيقه صلاح، وكذلك مصير اللواء الركن محمد عبدالله القوسي لا يزالان مجهولين.
العرب اللندنية