اتسم العام الأول للرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحكم بفضائح وجدل واستقطاب وتصريحات مثيرة للجدل، ما بدّل أسلوب تفاعل الأميركيين مع رئيسهم. لكن مؤشرات تفيد بأنهم ملّوا الدراما المحيطة به.
وقال ترامب لدى دعوته صحافيين إلى غرفة في البيت الأبيض، لإيجازهم عن سنته الأولى في الحكم: «مرحباً بكم في الاستوديو».
ويرى ريتشارد فاتز، وهو أستاذ متابع لمسألة التواصل الرئاسي في جامعة تاوسن، أن «خطاب دونالد ترامب لا يشبه خطاب أي رئيس في العهد الحديث»، مضيفاً: «إنه يتواصل باستمرار أكثر، ويبدو مهتماً في شكل أقلّ بعواقب خطابه، من أي رئيس في هذه الحقبة. إنه يرفض الاعتذار ويستخدم أسلوبه الفظّ من دون أي اعتذار».
واستخدم الرئيس موقع «تويتر» في شكل نشط جداً، بينها أكثر من 180 تغريدة عن «الأخبار الكاذبة» ونحو 170 عن شبكة «فوكس نيوز» الداعمة له. لكن تصريحاته لم تعُد تؤخذ بحرفيتها، إذ قال المفاوض السابق في ملفات الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر: «يتساءل حلفاؤنا وخصومنا: إلى أي درجة يمكن الوثوق بالرئيس وما مدى صدقيته؟ هل يعني ما يقول وهل يقول ما يعني»؟
وتمسك ترامب باستراتيجية القاعدة الشعبية أولاً، متجاهلاً أصداء تصريحاته في العالم. لكن زعماء، مثل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أدركوا أن الإطراء هو أفضل استراتيجية في التعامل مع الرئيس الأميركي.
وخلال معظم العام، شهد البيت الأبيض تسريبات من أنصار «العولمة» ضد «الشعبويين»، والعكس، فيما صدرت تسريبات من الطرفين ضد الرئيس. وتراجعت النميمة في أروقة البيت الأبيض، بعد تعيين جون كيلي كبيراً لموظفيه، وطرد المخطط الاستراتيجي ستيف بانون. لكن الفوضى لم تنتهِ، إذ يعود موظفون إلى العمل بعد أشهر على طردهم، فيما يشهد كل أسبوع مغادرة أشخاص جدد مناصبهم.
لكن الشكوك تفاقمت في شأن تصرّفات ترامب، إذ أظهر استفتاء أعدّته جامعة كوينيباك أن 69 في المئة من المشاركين يعتقدون بأنه ليس متزناً، فيما اعتبر 57 في المئة أنه ليس مؤهلاً للرئاسة.
ويشكّل المحقق الخاص روبرت مولر خطراً داهماً على ترامب، إذ يقود تحقيقاً في «تواطؤ» محتمل للحملة الانتخابية للرئيس مع روسيا. لكن ما قد يقلق الرئيس أكثر هو وجود مؤشرات إلى أن الأميركيين ملّوا من الدراما المحيطة به، إذ يفيد مؤشر «غوغل تريندز» الذي يحفظ المعلومات المتعلّقة بالبحث، إلى تراجع الاهتمام بترامب، منذ تنصيبه في 20 كانون الثاني (يناير) 2017، إذ انخفض بنسبة 75 في المئة.
إلى ذلك، كرّر الرئيس الأميركي دفاعه عن نفسه، بعدما نُسبت إليه تصريحات يصف فيها بلداناً يأتي منها مهاجرون، لا سيّما أفريقيا، بـ «حثالة». وقال لدى تناوله العشاء مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي: «لست عنصرياً. أنا الشخص الأقل عنصرية الذي تُقابلونه».
وتطرّق إلى ملف الهجرة، مجدداً رفضه لبرنامج يانصيب التأشيرات الذي يتيح الحصول على البطاقة الخضراء في الولايات المتحدة، إذ كتب على موقع «تويتر»: «أنا، بصفتي رئيساً، أريد أن يأتي أشخاص إلى بلادنا لمساعدتنا في أن نصبح أقوياء وعظماء مجدداً، أشخاص يأتون عبر نظام يستند إلى الجدارة. لا مزيد من اليانصيب! أميركا أولاً».
ورأى أن «داكا مات على الأرجح»، في إشارة إلى برنامج أعدّته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عام 2012، لتمكين 690 ألف مهاجر شاب غير شرعيين من العمل والدراسة في الولايات المتحدة في شكل قانوني. وأضاف ترامب: «نحن جاهزون ومصممون وقادرون على إنجاز اتفاق حول داكا. أعتقد بأن الديموقراطيين لا يريدون التوصّل إلى اتفاق. على الخاضعين لبرنامج داكا أن يعلموا أن الديموقراطيين هم الذين لن ينجزوا الاتفاق».
صحيفة الحياة اللندنية