وفقا لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فإن كل المؤشرات تدل على أن دمشق تشن هجمات بالكلور “في الوقت الراهن”؛ مما يعني أن “الخط الأحمر” الذي حدده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس السوري بشار الأسد يومض بشكل خطير، حسب ما جاء في صحيفة لوفيغارو.
الصحيفة ذكَّرت بالعهد الذي قطعه ماكرون على نفسه فور تسلمه مقاليد السلطة في فرنسا، حين أكد أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يمثل “خطا أحمر”، سينتج عن تجاوزه “رد فوري”، ولو من فرنسا وحدها.
ويتصدر موضوع الأسلحة الكيميائية بسوريا الأخبار الدولية في الوقت الحالي، وقد عبر الأميركيون عن “قلقهم البالغ” من هجمات الكلور الجديدة، ولم يستبعدوا استخدام القوة ردا على ذلك.
وعن سبب تريث الفرنسيين في الرد، نقلت الصحيفة عن برونو ترترايس نائب مدير مؤسسة البحوث الإستراتيجية قوله “في الخط الأحمر، هناك دائما رسالة وروح”.
والروح هنا -حسب الصحيفة- هي التي نوقشت مع الأميركيين وتحددت مرجعيتها بأن يكون الرد على الهجمات المدمرة وواسعة النطاق كالتي ارتكبت في الغوطة عام 2013 أو التي شنت على خان شيخون في أبريل/نيسان 2017، وهذه الأخيرة هي التي ردت عليها واشنطن بإطلاق وابل من صواريخ كروز على مواقع للجيش السوري النظامي.
وعلى خلاف الهجمات السابقة، فإن هجمات الكلور الأخيرة في سراقب في الشمال الغربي السوري وفي دوما قرب دمشق لم تقتل أي شخص، ولا تزال موضع تحقيق للأمم المتحدة، لكن تكرار هذه الهجمات، واتهام النظام السوري بها، وكونها ارتكبت مباشرة بعد المؤتمر الدولي الذي نظمته فرنسا لحظر الأسلحة الكيميائية يمكن أن يقلب الموازين، ويجعل من الضروري -حسب ترترايس- “طرح مسألة القيام بعمل عسكري ولو رمزيا”.
وتحدثت لوفيغارو عن الغطاء الذي يوفره الروس للأسد في مواجهة موجة الغضب التي تجتاح الغربيين بسبب استخدام الرئيس السوري الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى تفكيكهم من خلال حق النقض (الفيتو) للبعثة الدولية حول استخدام الأسلحة الكيميائية، بعد أن أشارت إلى مسؤولية دمشق عن تلك الهجمات.
ولكن كما أشار برونو ترترايس، “لا يمكن طرح مسألة العمل العسكري دون دراسة السياق الدبلوماسي، ومعرفة إذا كان مثل هذا العمل يخدم مصالحنا أو لا يخدمها”، على حد تعبيره.
المصدر : الجزيرة / لوفيغارو