باريس – تعكس تصريحات المسؤولين الفرنسيين تزايد اهتمام باريس بالأزمة السورية، ما يلـمّح إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بات يبحث عن تدارك غياب بلاده في سوريا.
وبحث ماكرون الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آفاق التسوية السياسية للأزمة السورية، والفرص المتاحة للمساعدة على إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الحرب.
وذكر الكرملين في بيان صدر عنه الجمعة أن الزعيمين أكدا في اتصال هاتفي اهتمام بلديهما بتحريك المفاوضات السورية – السورية الجارية في جنيف تحت الرعاية الأممية، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 مع مراعاة نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في مدينة سوتشي الروسية في الـ30 من الشهر الماضي.
وأشار البيان إلى أن بوتين وماكرون شددا عموما على أهمية تفعيل التعاون الروسي الفرنسي في ما يتعلق بالنقاط الرئيسية ضمن الملف السوري.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة تصريحات المسؤولين الفرنسيين إزاء الأزمة السورية التي ازدادت تعقيدا، منذ بدء العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيًّا.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء، إلى انسحاب كافة القوات المدعومة من قبل إيران، بما فيها حزب الله من سوريا.
وردا على سؤال عن موقف باريس من وجود القوات التركية في سوريا، قال لودريان في تصريحات إعلامية إنه من الضروري “انسحاب الجميع الذين لا يجب أن يكونوا في سوريا، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية ومن بينها حزب الله”.
واتهم لودريان إيران وتركيا بانتهاك القانون الدولي في سوريا، وقال تعليقا على العملية التركية بشمال سوريا إن “ضمان أمن الحدود لا يعني قتل المدنيين، وهذا ما يجب إدانته، وفي ظل الوضع الخطير في سوريا ينبغي (على تركيا) عدم تصعيد الحرب”.
ويقول مراقبون إن ماكرون يسعى لتدارك الغياب الفرنسي في الملف السوري الذي بات تحت سيطرة روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران.
وتضغط فرنسا من أجل وقف أعمال العنف التي تصاعدت وتيرتها منذ الاثنين الماضي، بعد أن بدأ الجيش السوري حملة عنيفة على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي الجمعة، إن بلادها تريد إنهاء الضربات الجوية في سوريا ودعت إلى فتح ممرات إنسانية في أسرع وقت ممكن.
وأضافت قائلة لراديو فرانس إنترناسيونال “نحن قلقون جدا ونرقب الوضع على الأرض عن كثب. يجب وقف الضربات الجوية”.
فرنسا تضغط لوقف أعمال العنف في إدلب والغوطة الشرقية وتدعو إلى فتح ممرات إنسانية في أسرع وقت ممكن
وتابعت “المدنيون هم الأهداف في إدلب وفي شرقي دمشق. هذا القتال غير مقبول إطلاقا”.
وواصلت قوات النظام السوري الجمعة قصفها العنيف للغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، لتتخطى حصيلة القتلى منذ الاثنين 220 مدنيا.
وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سوريا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانة في مايو برعاية روسيا وإيران، أبرز حليفَيْن لدمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وترد الفصائل المعارضة على قصف قوات النظام بقصف دمشق وضواحيها بالقذائف، وقد استهدفت الخميس منطقة واقعة تحت سيطرة قوات النظام في ضاحية حرستا، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
وأخفق مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع عقده الخميس في التوصل إلى نتيجة ملموسة حول قضية إعلان هدنة إنسانية في سوريا حيث يزداد الوضع خطورة في مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وخرج عدد كبير من سفراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس من الاجتماع المغلق بوجوه متجهمة دون أن يدلوا بأي تصريح لوسائل الإعلام.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر “لا تعليق” فيما علق دبلوماسي في بلد أوروبي آخر “الأمر رهيب”.
وكان ماكرون هدد في مايو الماضي بشن ضربات ضد النظام السوري، إذا تم استخدام أسلحة كيميائية.
وقالت فلورنس بارلي الجمعة إن عدم “تأكيد” حصول هجمات كيميائية مفترضة في سوريا، يحمل على القول إنه لم يتم تجاوز الخط الأحمر الذي حدده إيمانويل ماكرون للقيام برد فرنسي.
العرب اللندنية