البرد وماكرون يمهدان لوقف الحرب في أوكرانيا

البرد وماكرون يمهدان لوقف الحرب في أوكرانيا

باريس- موسكو- أعطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقوى إشارات الاستعداد الغربي لتقديم تطمينات أمنية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتمهيد لوقف الحرب بعد أن صار واضحا أن موسكو ليست بصدد التراجع رغم الانتكاسات العسكرية، وأن سلاح الطاقة سيكون ذا أثر بعيد مع تراجع درجات الحرارة في أوروبا.

وأبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت استعداده لتقديم ضمانات أمنية لروسيا إذا عادت إلى طاولة المفاوضات.

وقال ماكرون، في مقابلة مع تلفزيون “تي أف1” الفرنسي، “يجب علينا أن نفكر في الهيكل الأمني الذي سنعيش في ظله غدا. أتحدث بشكل خاص عن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الناتو يقترب من حدود روسيا، وينشر أسلحة يمكن أن تهددها”.

وتابع في تصريحاته التي نقلتها أيضا وكالة أنباء تاس الروسية “هذه المسألة ستكون جزءا من المناقشات حول السلام، ويجب أن نستعد لما سيأتي بعد (النزاع الأوكراني)، ونفكر كيف يمكننا أن نحمي حلفاءنا وفي الوقت نفسه كيف نقدم لروسيا ضمانات تخص أمنها بمجرد عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات”.

◘ تصريحات ماكرون تتزامن مع تواصل المستشار الألماني مع بوتين وتصريحات لبايدن تحث روسيا على وقف الحرب

وينظر العالم إلى اجتماع أوبك+ ودخول سقف الأسعار للنفط الروسي على التوالي يومي الأحد والاثنين كنقطة فاصلة، في ظل مخاوف من أن يؤدي التصعيد الغربي – الروسي إلى تخفيض جديد في الإمدادات سواء بقرار جماعي داخل أوبك+ أو بقرار من موسكو في حال تمسكت الدول السبع بوضع سقف لأسعار النفط الروسي.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف للصحافيين “لن نقبل هذا السقف”. وأكّد أن موسكو كانت قد “استعدّت” لمثل هذا الأمر، من دون أن يضيف أيّ تفاصيل.

وتراقب أوروبا بترقب كبير الموقف الروسي وسط تلميحات بأن موسكو قد تقرر خفض إنتاجها في حدود مليون ونصف مليون برميل يوميا، وهي خطوة ستؤثر بشكل كبير على الإمدادات في السوق العالمية وتدفع إلى ارتفاع حاد في الأسعار.

ويدور سعر برميل النفط الروسي الخام من جبال الأورال حاليًا حول 65 دولارًا، وهو أعلى بقليل من السقف الأوروبي، ما يشير إلى تأثير محدود للإجراء الأوروبي على المدى القصير. لكن مع ذلك تلوّح روسيا بردة فعل قوية.

ولا يعرف إن كانت دول أوبك+ ستستمر في سياسة تخفيض الإنتاج أم لا للحفاظ على مستوى ثابت للأسعار، وإذا تزامن هذا مع الخطوة الروسية المتوقعة فستحدث أزمة عالمية كبيرة.

وتأتي تصريحات ماكرون بالتزامن مع تواصل المستشار الألماني أولاف شولتس مع بوتين وتصريحات من الرئيس الأميركي جو بايدن تحث روسيا على التحرك لوقف الحرب، وهو ما يحمل إقرارا غربيا بأن قرار حث أوكرانيا على الدخول في الحرب كان خاطئا وأن مسار استفزاز روسيا أدّى إلى نتائج مخيبة لأوروبا التي تكتوي حاليا بنار هذه الحرب على أبواب الشتاء.

والجمعة، اتفقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول السبع وأستراليا على وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، وفق ما جاء في بيان مشترك.

وعادت بولندا التي رفضت دعم خطة تحديد سقف للسعر باعتباره مرتفعًا جدًا، ووافقت على ذلك، كما أكد سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي مساء الجمعة.

ومطلع سبتمبر الماضي، كان وزراء مالية الدول الأعضاء في مجموعة السبع قد اتفقوا على هذه الآلية المصممة لحرمان روسيا من الموارد المالية.

وقالت مجموعة السبع وأستراليا إن الآلية ستدخل حيز التنفيذ الاثنين “أو بعد ذلك بوقت قصير جدًا”.

ويفترض أن يمنع نظام الاتحاد الأوروبي الشركات من تقديم خدمات تسمح بالنقل البحري (الشحن والتأمين وغيرها) للنفط الروسي إذا تجاوز سعره الحد الأقصى البالغ 60 دولارًا، من أجل الحد من الإيرادات التي تجنيها موسكو من عمليات التسليم إلى الدول التي لا تفرض حظرًا مثل الصين أو الهند.

وتسعى الآلية التي اقترحتها بروكسل أيضًا لإضافة حدّ 5 في المئة أقل من أسعار السوق في حال انخفاض سعر النفط الروسي إلى أقلّ من 60 دولارًا.

وفي أوكرانيا، حثت السلطات مجددًا السبت المدنيين على التأقلم رغم الظروف المعيشية الصعبة بشكل متزايد. ويغرق انقطاع التيار الكهربائي الملايين من الأوكرانيين في الظلام عدة مرات يوميًا، في ظلّ اجتياح البرد لمنازلهم.

وفي بعض المناطق، تلامس درجات الحرارة أقل من 5 درجات مئوية تحت الصفر في الأيام الأخيرة، على أن تكون درجات الحرارة المحسوسة منخفضة بعد أكثر.

وقال حاكم منطقة ميكولايف (جنوب) فيتالي كيم للتلفزيون الأوكراني “علينا أن نصمد”.

وأعلن أن التيار الكهربائي سيُقطع “لأربع ساعات” في ميكولايف للتعامل مع “زيادة الاستهلاك” الذي يهدد بزيادة العبء على الشبكة.

العرب