لندن – كشفت وثائق جديدة أن إيران، وليس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، هي من تقف وراء حادثة لوكيربي التي أسقطت فيها طائرة أميركية فوق اسكتلندا، وأن المتهم الحقيقي يعيش اليوم في الولايات المتحدة تحت غطاء برنامج حماية الشهود الأميركي.
وقالت الوثائق في كتاب حمل عنوان “لوكيربي: الحقيقة” لمؤلفه دوغلاس بويد إن أحمد جبريل، زعيم تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، هو من أمر بتنفيذ العملية. وهذا التنظيم قريب جدا من النظام السوري، وله معسكرات في سوريا.
وفي الأيام والأشهر التي تلت الحادث، قام الآلاف من رجال الشرطة والأفراد العسكريين والمحققين المتخصصين من فرع التحقيق في الحوادث الجوية في بريطانيا بجولة في جنوب اسكتلندا، حيث عثروا على حطام على مساحة 1500 ميل مربع.
كما شارك المحققون من هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيق. وحضر ممثلو وكالة المخابرات المركزية سي.أي.إيه لأسباب لم يكشف عنها حينها.
وتم العثور على مواد متفحمة بعد عدة أسابيع من إرسال التفجير في الغابة بالقرب من لوكيربي لتحليله إلى فورت هالستيد في كنت، وهي مؤسسة الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع، حيث حدد المسؤول العلمي البارز توماس هايز أن أجزاء من البلاستيك الأسود والمعدني وشبكات الأسلاك كانت أجزاء من مشغل كاسيت توشيبا.
واحتوى المشغل على قنبلة وبقايا دائرة كهربائية قال المحققون إنها جزء من عداد وقت. وبعد مرور ثلاثة أعوام على بدء التحقيق الأميركي البريطاني، قاد هذا الدليل وأدلة أخرى إلى اتجاه واحد: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.
وتم اعتقال العديد من الخلايا النائمة التابعة للجبهة في سلسلة مداهمات وقعت في ألمانيا قبيل أسابيع من حادثة لوكيربي. وخلال المداهمات تم العثور على قنابل مخبأة في أشرطة كاسيت توشيبا، إلى جانب ترسانة متفجرات وأسلحة وذخيرة.
وبعد وقوع الحادثة، أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية مذكرة من 80 صفحة قالت فيها إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة تلقت أوامر ودعما من إيران لتفجير الطائرة.
واتهمت المذكرة شخصا يدعى أبوإلياس كمتهم أول في استهداف الطائرة، وقالت إنه تسلل إلى مخزن حقائب الطائرة أثناء وجودها في مطار هيثرو بلندن وتمكن من زرع القنبلة.
وفي سبتمبر عام 1989، بدأ يتضح الدليل على تورط إيران في الحادثة. وأصدرت الاستخبارات العسكرية الأميركية بيانا حينها قالت فيه إن “الهجوم على طائرة بان.ايه.أم تم بأمر مباشر وبدعم مالي من علي أكبر محتشميبور، وزير الداخلية الإيراني الأسبق”.
وأضاف البيان أن “التنفيذ جرى بواسطة أحمد جبريل”.
وتقول تقارير إن سبب “الانتقام” الإيراني كان خطأ الولايات المتحدة الذي وقعت فيه قبل حادثة لوكيربي بخمسة أشهر، عندما أسقطت السفينة الحربية الأميركية “يو.أس.أس. فينسينس″ الطائرة ايه 300 التابعة لشركة إيران اير في يوليو عام 1988. وأصدر المرشد الأعلى حينها آية الله الخميني أمرا بـ”القصاص” عبر استهداف طائرة ركاب أميركية كما فعلت الولايات المتحدة مع إيران.
العرب