بدأ متطوعون الاثنين دفن مئات من ضحايا الزلزال الذي تلاه تسونامي في جزيرة سولاويسي الإندونيسية في مقابر جماعية لمنع انتشار أوبئة، بينما يسابق رجال الإنقاذ الزمن للعثور على أحياء تحت الأنقاض.
وارتفعت حصيلة كارثتي الزلزال والتسونامي اللذين ضربا جزيرة سولاويسي الإندونيسية الجمعة الماضية إلى 1203 قتلى، بينما قال يوسف كالا نائب الرئيس الإندونيسي إن الحصيلة النهائية قد ترتفع إلى آلاف الضحايا نظرا لتعذر الوصول إلى مناطق عدة متضررة.
واستمرت الهزات الارتدادية القوية للزلزال، وذكرت الوكالة الإندونيسية المعنية بتقييم وتطبيق التكنولوجيا في بيان أن الطاقة التي نجمت عن الزلزال كانت تزيد بنحو مئتي مرة عن قوة القنبلة النووية التي أُسقطت على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية.
وأبدت عشرات المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية استعدادها لتقديم مساعدة عاجلة، لكنها تواجه صعوبات في إيصال المساعدات بسبب قطع الطرق وتضرر المطارات.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 191 ألف شخص في إندونيسيا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة بعد الزلزال.
وأضاف المكتب في تقييمه أن بين الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة حوالي 45 ألف طفل و14 ألف مسن، وهم يشكلون الشريحتين الأكثر ضعفا بين السكان، فضلا عن أن أغلب المحتاجين إلى المساعدة يقيمون بعيدا عن المدن حيث تتركز جهود الإنقاذ الحكومية.
وقال المسؤول الحكومي توم ليمبونغ في تغريدة على تويتر إن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو “سمح لنا بقبول مساعدة دولية عاجلة لمواجهة الكارثة”، ودعا الراغبين في تقديم المساعدة إلى الاتصال به مباشرة عبر حسابه أو بالبريد الإلكتروني.
وقالت مسؤولة في “أوكسفام” بإندونيسيا إن المنظمة “تنوي تقديم مساعدة لعدد يمكن أن يصل إلى مئة ألف شخص”، من مواد غذائية وأدوات لتنقية المياه وملاجئ.
فرق الطوارئ تسابق الزمن للعثور على ضحايا تحت الأنقاض بمساعدة المتطوعين (غيتي)
لكن منظمة “أنقذوا الأطفال” أكدت صعوبة إيصال المساعدات، وأضافت أن “المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى قرى حول دونغالا حيث يحتمل أن تكون الأضرار كبيرة جدا وسقط عدد كبير من الضحايا”.
وتُسابق فرق الإنقاذ الزمن لإخراج ناجين من تحت الأنقاض. وتغطي الشوارع هياكل سيارات وأنقاض مبان وأشجار مقتَلعة وخطوط كهرباء مقطوعة، تدل كلها على عنف الهزات الأرضية التي شعر بها سكان مناطق تبعد مئات الكيلومترات، والموجة التي ضربت الشاطئ.
مصائب قوم
وأعلنت السلطات الإندونيسية الاثنين أن نحو 1200 سجين فروا من ثلاثة سجون في إندونيسيا، مستغلين وقوع الزلزال.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول في وزارة العدل سري بوغوه أوتامي قوله إن هؤلاء السجناء وجدوا وسيلة للفرار من السجون التي تضم عددا من المعتقلين يفوق طاقتها في منطقتي بالو ودونغالا.
وقال “إنني واثق من أنهم هربوا لأنهم كانوا يخشون أن يتضرروا بالزلزال.. إنها بالتأكيد مسألة حياة أو موت بالنسبة للسجناء”.
وشهدت إندونيسيا سلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنوات الأخيرة خلفت مقتل عشرات الآلاف.
ففي 2004، تسبب تسونامي أعقب زلزالا تحت البحر بقوة 9.3 درجات قبالة سومطرة غربي إندونيسيا في وفاة 220 ألف شخص في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفا في إندونيسيا.
وفي 2006، ضرب زلزال بقوة 6.3 درجات إقليم جاوا المكتظ بالسكان، مما تسبب في مقتل ستة آلاف شخص وإصابة 38 ألفا آخرين. ودمر الزلزال 157 ألف منزل وتسبب في تشريد 420 ألف شخص.
وفي 2010 قُتل نحو 430 شخصا عندما تسبب زلزال بقوة 7.8 درجات في مد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة.
المصدر : الجزيرة + وكالات