التقى أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على هامش الاحتفال بذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس، في خطوة لإذابة الجليد بين موسكو وتل أبيب.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن «بوتين تحدّث على انفراد مع نتانياهو في أروقة قصر الإليزيه» في باريس، في لقاء هو الأول بينهما بعد إسقاط طائرة استطلاع روسية من طراز «إيل- 20» قبالة السواحل السورية فوق البحر المتوسط.
ووصف نتانياهو اللقاء بـ «المهم»، وقال للصحافيين: «الحديث مع الرئيس بوتين كان جيداً وعملياً. بل قد أصفه بأنه مهم للغاية»، مشيراً إلى أنه تحدّث أيضاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وعلى هامش الاحتفالات في باريس، التقى بوتين أيضاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان التقى مساء السبت نظيره الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
على صعيد آخر، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، ذات الغالبية الكردية، أمس استئناف عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» في آخر جيب يسيطر عليه في شرق نهر الفرات، بعد عشرة أيام على تعليق هذه العمليات رداً على القصف التركي مناطق سيطرة الأكراد شمال سورية.
وقالت «قسد» في بيان: «نتيجة الاتصالات المكثّفة بين القيادة العامة لقواتنا وقادة التحالف الدولي (بقيادة واشنطن)، وكذلك الحركة الديبلوماسية الناشطة التي استهدفت نزع فتيل الأزمة على الحدود… ارتأت القيادة العامة لقوات سورية الديموقراطية استئناف عملياتها العسكرية ضد داعش».
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: «خلال اجتماع عُقد قبل يومين، بلّغت قيادات من التحالف، وتحديداً أميركيين وفرنسيين، قوات سورية الديموقراطية بأنها تلقّت وعوداً من تركيا بأنها لن تشن هجوماً ضد المنطقة الواقعة قرب حدودها». وأضاف أنه منذ ذلك الحين، توقف القصف التركي الذي طاول خلال الفترة الماضية تحديداً منطقتي كوباني (شمال حلب) وتل أبيض (شمال الرقة). وأشار إلى أن «قسد ترسل المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة استعداداً لبدء العمليات البرية».
وبدا أمس أن المعركة ضد «داعش» بشرق الفرات فرضت على الأكراد التنسيق مع حلفاء إيران في سورية والعراق، ففيما أعلن «الحشد الشعبي» أمس «تعزيز قدراته الصاروخية على الحدود مع سورية»، أفيد بأن قوات النظام السوري وميليشيات موالية لإيران قصفت من الضفة الغربية للفرات، مناطق تمركز «داعش» في الضفة الشرقية للنهر.
وأعلن «الحشد الشعبي» العراقي إحباط تسلل لعناصر من «داعش» على الحدود، وأنه تعامل مع أهداف تابعة للتنظيم داخل العمق السوري. وقال في بيان: «بناء على معلومات استخبارية دقيقة، عالجت القوة الصاروخية للحشد الشعبي فجر أمس، أهدافاً مهمة لداعش داخل العمق السوري»، مضيفاً: «قواتنا استهدفت أيضاً مجموعة من عناصر داعش حاولت الاقتراب والتسلل في اتجاه الحدود العراقية». وأفاد إعلام كتيبة الصواريخ للحشد، بأن «مفارز كتيبة الصواريخ عزّزت مواقعها على الحدود لمساندة القوات العسكرية للحشد لمنع أي تسلل لداعش باتجاه الأراضي العراقية».
وأفاد المرصد السوري بأن دوي انفجارات سُمع عند الضفاف الشرقية للفرات، إثر قصف نفذته قوات النظام والميليشيات الموالية لإيران، طاول مناطق في ريف دير الزور الشرقي. وأضاف أن مقاتلات التحالف الدولي واصلت قصفها المكثّف للجيب الأخير لـ «داعش». ونقل عن مصادر موثوقة أن التنظيم كان استولى على نحو 20 سيارة مدرعة أميركية من طراز «هامر»، خلال هجماته المعاكسة التي أجبرت قوات التحالف الدولي على الانسحاب من المنطقة وترك الآليات. وأكدت أن العربات تحتوي على تقنيات حديثة يمكن طائرات التحالف كشف مكانها، وبالتالي استهدافها بشكل دقيق. وأضافت أن ما لا يقل عن 14 عنصراً من «داعش» قتلوا في غارات أمس، بالإضافة إلى جرح آخرين.
في غضون ذلك، أجرى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد محادثات في دمشق أمس مع رئيس إدارة الدول المجاورة في وزارة الخارجية العراقية السفير عدي الخير الله والوفد المرافق له، تطرقت الى ملف فتح المعابر بين البلدين.
ووفقاً لوكالة الأنباء السورية (سانا)، نوّه المقداد بـ «التنسيق المستمر بين الجيشين السوري والحشد الشعبي في مقاومة داعش». واعتبر أن إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين «تزيد من مناعتهما، وتعزز علاقاتهما الاقتصادية، وتوفر فرصاً للتبادل الاقتصادي والتجاري بما يلبي حاجات الشعبين ومصالحهما»، فيما نقلت الوكالة تشديد الخير الله على «أهمية سورية بالنسبة الى العراق، خصوصاً أنها تشكل مجالاً حيوياً لتلبية متطلبات التنمية والتقدم الاقتصادي للعراقيين».
الحياة