انخفضت أسعار النفط أمس بعدما ارتفعت مخزونات الخام الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ كانون الأول (ديسمبر) 2017، ما يذكي المخاوف من تخمة في المعروض العالمي، لكن حديث “أوبك” عن خفض الإنتاج يكبح الخسائر.
وانخفض خام القياس العالمي برنت 67 سنتاً إلى 62.82 دولار للبرميل، بعدما هبط دولاراً في وقت سابق من الجلسة، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أكثر من دولار قبل أن يقلص خسائره ليجري تداوله منخفضاً 49 سنتاً عند 53.84 دولار للبرميل.
وأعلنت “إدارة معلومات الطاقة الأميركية” في وقت متقدم أول من أمس أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت 4.9 مليون برميل إلى 446.91 مليون برميل الأسبوع الماضي. وبقي إنتاج النفط الخام الأميركي عند مستوى قياسي يبلغ 11.7 مليون برميل يومياً، بحسب إدارة معلومات الطاقة.
وتتعرض سوق النفط لضغوط جراء ضعف الأسواق الآسيوية مع شعور المستثمرين بالقلق تجاه تباطؤ النمو العالمي في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية والتوترات التجارية. وقد يتجه مزيد من النفط الأميركي إلى السوق مع التخلص من اختناقات في خطوط الأنابيب في الولايات المتحدة في النصف الثاني من عام 2019. وتفوق الزيادة في إنتاج الولايات المتحدة من النفط القدرة على نقل الخام الإضافي. ولمواجهة الزيادة في الإمدادات، تدرس “أوبك” اتفاقاً لخفض الإنتاج خلال اجتماعها المقبل في 6 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
إلى ذلك، خفضت شركات الطاقة الأميركية عدد الحفارات النفطية خلال الأسبوع الجاري للمرة الأولى في 3 أسابيع، مع هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوى منذ أكثر من سنة. وأعلنت شركة “بيكر هيوز” لخدمات الطاقة في تقريرها الأسبوعي أن عدد الحفارات النفطية النشطة في أميركا انخفض بمقدار 3 حفارات في الأسبوع المنتهي في 21 الجاري، ليصل العدد الإجمالي إلى 885 حفارة. وبعد زيادة متواضعة بلغت 5 حفارات في الربع الثالث الماضي، أضافت شركات الطاقة 22 حفارة منذ بداية الربع الأخير. وعدد الحفارات النفطية النشطة في أميركا، وهو مؤشر أولي للانتاج مستقبلاً، مرتفع عن مستواه قبل سنة عندما بلغ 747 حفارة، مع زيادة شركات الطاقة الإنفاق خلال العام الحالي لتعزيز الإنتاج للاستفادة من صعود الأسعار.
إلى ذلك، أعلن جنوب السودان أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في البلاد أخيراً، ساعد على إنعاش قطاع النفط المتضرر من الحرب، إذ زاد الانتاج 20 ألف برميل يومياً خلال الشهرين الماضيين.
في أيلول (سبتمبر) الماضي، وقع الطرفان المتحاربان في البلاد اتفاق سلام جديداً لإنهاء 5 سنوات من الحرب الأهلية، شلت قطاع النفط الذي يمول نحو 98 في المئة من موازنة الدولة.
وقال وزير النفط ازيكيل لول غاتكوث أن مئات المستثمرين يشاركون في منتدى مدته 3 أيام في جوبا، بعد أن أحيا اتفاق السلام النشاط في ولاية الوحدة وأدى إلى ارتفاع إنتاج النفط من 135 إلى 155 ألف برميل يومياً. وقال في مؤتمر “النفط والطاقة في أفريقيا” الذي يعقد للمرة الثانية في جنوب السودان: “نعمل جاهدين لنبلغ العالم أن الإمكانات مرتفعة جداً هنا، وبعد عملية السلام، يجب أن نعود إلى حيث كنا”. وبلغ إنتاج النفط في جنوب السودان عند ذروته 350 ألف برميل يومياً.
وأكد أن شركات من روسيا ونيجيريا وقعت اتفاقات للتنقيب عن حقول جديدة للنفط”. وأضاف: “نعمل على استقطاب المستثمرين وزيادة الإنتاج ونقوم بعمليات تنقيب عن النفط في مناطق عديدة”.