تتجه الأنظار إلى الهيئة العليا للانتخابات في تركيا التي ستصدر قرارها بشأن طعون حزب العدالة والتنمية الحاكم على نتائج الانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة، بينما احتفلت المعارضة بالنتائج شبه النهائية للمدينتين، وقام مرشحها في إسطنبول بزيارة محملة بالدلالات إلى ضريح أتاتورك في أنقرة.
وأفادت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء بأن هيئة الانتخابات قررت إعادة فرز بعض الأصوات المتعلقة بانتخاب رئيس بلدية أنقرة، كما قررت استئناف التدقيق في أصوات باطلة في إسطنبول.
وقد أظهرت النتائج غير الرسمية للانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد (31 مارس/آذار) فوز تحالف الجمهور الذي شكله حزب العدالة والتنمية الحاكم مع حزب الحركة القومية بنحو 51.7% من مجموع أصوات الناخبين مقابل نحو 37.6% لتحالف الأمة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد.
وبالرغم من ذلك، فقد أظهرت النتائج خسارة حزب العدالة والتنمية للبلديات الكبرى في المدن الرئيسية وأبرزها أنقرة وإسطنبول، لكنه فاز بأغلب البلديات الفرعية في كلتا المدينتين.
وقدم الحزب الحاكم طعونا رسمية على النتائج في إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى، واستنفر كل مسؤوليه وأعضائه لتوثيق أي تلاعب محتمل، وأكد أنه لن يقبل النتائج إلا بعد الفصل في الاعتراضات والإعلان الرسمي من الهيئة العليا للانتخابات.
الفصل بالطعون
وتنتهي اليوم الأربعاء المهلة القانونية للطعون، وتبدأ هيئة الانتخابات في الفصل فيها. ومن شأن أي تغيير أن ينذر بتوتر سياسي حسبما يرى محللون.
ووفقا للأناضول، فقد قررت هيئة الانتخابات إلغاء قرار سابق بوقف عملية إعادة فرز الأصوات الباطلة في عدد من اللجان الانتخابية في سبع بلديات فرعية بولاية إسطنبول.
وأضافت الوكالة أن الهيئة قررت إعادة فرز الأصوات بمنطقة بولاطلي بولاية أنقرة، فيما يتعلق بانتخاب رئيس بلدية أنقرة الكبرى، بناء على طعن تقدم به حزب العدالة والتنمية.
من ناحية أخرى، أقام حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة احتفالات صاخبة بمقره الرئيسي في أنقرة، وقام مرشح الحزب أكرم إمام أوغلو الذي أعلن فوزه برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بزيارة حملت دلالات سياسية إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة.
في الوقت نفسه، أدلى رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو بتصريحات حذر فيها من تغيير نتائج الانتخابات، وقال “أريدكم أن تتأكدوا أن جميع المسؤولين في فروع حزبنا وأعضائنا ونوابنا سيكونون مناوبين على مدار الساعة للدفاع عن الأصوات التي حصلنا عليها وعن هذا الفوز”.
من ناحية أخرى، قال رئيس فرع حزب العدالة والتنمية الحاكم بإسطنبول بايرام شان أوجاق في تصريح صحفي “وثقنا ارتكاب أخطاء قانونية وتلاعبا في فرز الأصوات وتسجيلها. قدمنا اعتراضنا وسنتابع الأمر ونطالب بإعادة فرز الأصوات لأن معلوماتنا تشير إلى أن مرشحنا هو الفائز في إسطنبول”.
في غضون ذلك، دعا مدير الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون كافة الأطراف لاحترام المرحلة القانونية للانتخابات المحلية.
وكتب في تغريدة على تويتر أمس “ندعو كافة الأطراف بما فيها الدول الأجنبية إلى احترام المرحلة القانونية وتجنب جميع الخطوات التي قد تفهم على أنها تدخل في الشؤون الداخلية لتركيا”.
وجاء هذا في سياق الرد على المتحدث باسم الخارجية الأميركية الذي قال “الانتخابات الحرة والنزيهة أساس كافة الديمقراطيات، أي أن قبول النتائج المشروعة أمر ضروري، ولا ننتظر أقل من ذلك من تركيا التي لها تقليد طويل ومشرف بهذا الصدد”.
المصدر : الجزيرة + وكالات