دمشق – يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الخميس المقبل، أي قبل خمسة أيام فقط من الانتخابات الإسرائيلية العامة المقررة في التاسع من أبريل الجاري.
وتثير زيارة نتنياهو إلى موسكو وهي الثانية له خلال أقل من شهر الكثير من التساؤلات، خاصة بعد تسريبات إسرائيلية تحدثت مؤخرا عن عرض قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي للكرملين بشأن تسوية الأزمة السورية.
ونفى الكرملين أن يكون نتنياهو قد قدم عرضا بشأن سوريا خلال زيارته الأخيرة، حيث قال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، في تصريح للصحافيين إن نتنياهو لم يعرض أي خطة على الرئيس بوتين خلال زيارته إلى موسكو في فبراير الماضي. وأضاف متحدث الرئاسة الروسية أن على نتنياهو توضيح مقصده من هذه الادعاءات.
وكانت تلك التسريبات قد جرت عقب اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمرتفعات الجولان السوري المحتلة أرضا إسرائيلية، الأمر الذي أثار موجة من الاستنكار والرفض الدوليين.
ويرى مراقبون أنه في ظل حالة التكتم الشديدة بشأن طبيعة هذه الزيارة ومغزاها، لا يمكن الجزم بما في جعبة نتنياهو ليقدمه إلى روسيا، التي سبق وأن نددت بخطوة ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرة أن الخطوة لا تصب في مسار تحقيق السلام في المنطقة. وسبق الإعلان عن الزيارة الجديدة اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونتنياهو الذي بادر بالكشف عن هذا الاتصال.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين، إن العلاقات مع روسيا مهمة من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل، جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في القدس المحتلة بحضور الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو.
ونقلت قناة السابعة الإسرائيلية، عن نتنياهو قوله إنه تواصل هاتفيا مع بوتين حيث ناقشا آخر المستجدات في الشرق الأوسط، وبخاصة الوضع في سوريا، والبحث عن السبل المتاحة لتعزيز التعاون القائم بين الجانبين، والعلاقات العسكرية بين الطرفين.
وتلعب روسيا دورا محوريا في ضبط إيقاع الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا، خاصة في المناطق الجنوبية من الجولان المحتلة، حيث تسعى طهران لتعزيز تمركز قواتها وعناصر حزب الله اللبناني لتشكيل جبهة متقدمة ضد إسرائيل، وهو الأمر الذي نجحت تل أبيب في استثماره لجهة إقناع الإدارة الأميركية بأهمية الجولان للأمن القومي الإسرائيلي.
ويرى متابعون أنه إلى جانب ما قد تحمله الزيارة من مستجدات بشأن سوريا، بيد أنه لا يمكن التغاضي عن أن نتنياهو يريد إيصال رسالة للناخب الإسرائيلي قبيل يوم الاقتراع بأنه الممسك بزمام اللعبة في المنطقة، والوحيد القادر على توفير الأمن له.
وعقد نتنياهو سلسلة اجتماعات مع مسؤولين وقادة أجانب في فترة ما قبل الانتخابات، ما ساعده على تعزيز حجته بأنه رجل دولة لا يمكن الاستغناء عنه. ويستضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الذي وصل إلى إسرائيل الأحد في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
كما استضاف مؤخرا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والتقى الأسبوع الماضي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن. ويواجه نتنياهو تحديا صعبا من قائد الجيش السابق بيني غانتس.
وأظهر استطلاع نشرت نتائجه القناة الإسرائيلية الثانية عشرة، الاثنين، مؤشرات عن انقلاب في مواقف الرأي العام لصالح حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وارتفاع عدد المقاعد التي سيحصل عليها.
وهذه هي المرة الأولى منذ أسابيع التي يحصل فيها الليكود على 31 مقعدا، مقابل 30 مقعدا لتحالف “ابيض أزرق”، الذي كان يتفوق على الليكود بمقعدين إلى 3 مقاعد. ويشير الاستطلاع إلى تعزّز معسكر اليمين المؤيد لائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو، ليصل إلى 66 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست.
وجاء نشر الاستطلاع بعد أن كشف تحقيق مشترك لـ“يديعوت أحرونوت”و”نيويورك تايمز” الأميركية، نشر الاثنين أيضا، أن الليكود شكل جيشا من الذباب الإلكتروني قام بتفعيله في الانتخابات وبث أكثر من 130 ألف رسالة إلى نحو 2.5 مليون إسرائيلي. ورفض نتنياهو في بيان نشر على الإنترنت التحقيق ووصفه بأنه “بحث كاذب” نشر بإيعاز من وسائل الإعلام المناهضة له.
العرب