ملخص
تبحث هذه الورقة قضية الصراع السعودي-الإيراني على اليمن، والذي بقي قائمًا على الوكالة حتى إسقاط الحوثيين صنعاء وما ترتب عليه من تطورات هدَّدت الأمن السعودي الداخلي والنفوذ السعودي في المنطقة. وتناقش تبعات ذلك على الداخل اليمني، وتختم الورقة بمجموعة من السيناريوهات المتوقعة، وأهمها: استمرار الضربات الجوية: وهذا السيناريو ضعيف الحدوث، بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وتضرر البنية التحتية اليمنية؛ الأمر الذي يعود بنتائج سلبية لا تصب في مصلحة السعودية ويجعل المجتمع الدولي يمارس ضغوطًا عليها. القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن من خلال تفكيك العلاقة بين إيران وحلفائها الحوثيين: وهذا السيناريو، يجد ما يعارضه أيضًا، فبالرغم من حالة الاستياء الواضحة بين صفوف الحوثيين جرَّاء موقف إيران، تبقى إيران السبيل الوحيدة لوصول الحوثيين إلى حُكم اليمن وتبقى المصالح هي محور العلاقة بين الطرفين. إيقاف الضربات الجوية واستمرار الحرب الداخلية: يفترض هذا السيناريو استجابة السعودية ودول التحالف للضغوطات الدولية وقيامهم بوقف الضربات الجوية، ولكن سيبقى من الصعب على المجتمع الدولي إقناع الحوثيين بالتنازل عن النفوذ الذي حققوه بعد سيطرتهم على اليمن. |
اتسمت العلاقات السعودية-الإيرانية بالشدِّ والجذب منذ أمد بعيد، غلبت القطيعة على العلاقات بين البلدين في عهد الشاه رضا بهلوي، وكُتب على جواز السفر الإيراني في تلك الفترة عبارة (يُسمح لحامل هذا الجواز بزيارة جميع الدول ما عدا الحجاز)(1)، إلا أنها تحسنت في عهد محمد رضا بهلوي، ومن المفارقات التاريخية تعاون المملكة السعودية والشاة محمد رضا للوقوف في وجه عبد الناصر في اليمن ودعمهما حُكمَ الزيدية الملَكي(2). منذ بدأت بريطانيا بالترتيب للانسحاب من منطقة الخليج العربي في عام 1968 بدأ الصراع بين السعودية وإيران؛ بسبب التنافس على تحقيق مكاسب استراتيجية في المنطقة عن طريق ملء الفراغ الذي ستتركه بريطانيا، ومع إعلان نيتها الانسحاب من البحرين قام الشاه بالمطالبة بضَمِّ البحرين التي اعتبرها جزءًا من إيران، ووقفت السعودية إلى جانب شيخ البحرين ودعمته للحصول على الاستقلال، وبالفعل حصلت البحرين على الاستقلال في عام1971 وأصبحت تابعةً ضمنيًّا للنفوذ السعودي في المنطقة، وردًّا على ذلك قام الشاه باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى) و(طنب الصغرى) و(أبو موسى).
ومع سقوط الشاه وقيام جمهورية إسلامية بهُويَّة شيعية، أخذ الصراع بين السعودية وإيران منحى طائفيًّا سُنيًّا-شيعيًّا. بقي التنافس يسيطر على مشهد العلاقات بين البلدين والمنطقة بشكل عام، وبالرغم من انفراج العلاقات في عهد الرئيس خاتمي في التسعينات، استمر الشد والجذب حتى قدوم الربيع العربي حاملًا الفرص والتهديدات لكلا البلدين.
تبحث هذه الورقة قضية الصراع السعودي-الإيراني على اليمن، والذي بقي قائمًا على الوكالة حتى إسقاط الحوثيين صنعاء وما ترتَّب عليه من تطورات هدَّدت الأمن السعودي الداخلي والنفوذ السعودي في المنطقة. وتناقش تبعات ذلك على الداخل اليمني، وتختم الورقة بمجموعة من السيناريوهات المتوقعة.
صراعات أيديولوجية بالوكالة
انطلقت شرارة الثورات العربية التي باركتها إيران في مصر والبحرين واليمن ورأت أنها مُستلهَمة من الثورة الإسلامية الإيرانية، واختلف رأيها في الثورة السورية، لتراها مؤامرة من أجل الإطاحة بمحور المقاومة. وحقيقة الأمر أن الثورات في اليمن والبحرين تتوافق مع النفوذ الإيراني في المنطقة بل وتزيده؛ فالثورة اليمنية كانت تساعد على الصعود السياسي لحلفائها الحوثيين الذين كانوا في كهوف صعدة حتى قيام ثورة فبراير/شباط اليمنية 2011. وفي البحرين سيزداد النفوذ الإيراني في حال صعود حكومة شيعية موالية لإيران، أمَّا في سوريا فالمشهد مختلف تمامًا؛ فالثورة في سوريا تطالب برحيل الأسد حليف إيران الاستراتيجي في المنطقة، ناهيك عن موقع سوريا الاستراتيجي بالنسبة للنفوذ الإيراني في المنطقة فسوريا تمثِّل حلقة الوصل التي تربط مناطق النفوذ الإيراني بسلسلة جغرافية متصلة تبدأ من غرب إيران مرورًا بالعراق ووصولًا إلى فلسطين عبر سوريا ولبنان(3). ولذلك فإن نجاح الثورة السورية يعني تغير معادلة النفوذ الإقليمي في المنطقة لغير مصلحة إيران، لذلك وقفت إيران بكل ثقلها إلى جانب الأسد، وأخذت السعودية صفَّ المعارضة المطالِبة بإسقاطه.
إن عدم وجود رؤية مشتركة لأمن المنطقة بين قوتين إقليميتين بحجم إيران والسعودية جعل من المنطقة ساحة تنافس وصراع ساخنة بين هاتين القوتين، وتحاول كل واحدة منهما الاستفادة من التغيرات التي طرأت بسبب الثورات، وتحيُّن الفرصة لضرب نفوذ الأخرى وإحراز تقدم لصالحها.
سقوط صنعاء: نقطة التحول
بقيت السعودية منذ نهاية الستينات وحتى إسقاط صنعاء وسيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة في اليمن؛ قوة فاعلة قادرة على التحكم بالقرار اليمني بسبب امتلاكها شبكة من العلاقات والتحالفات مع عدة قبائل وشخصيات مؤثِّرة في الساحة اليمنية، بالإضافة إلى حاجة اليمن للدعم المالي الذي تقدمه السعودية حيث قدَّمت السعودية خلال السنوات الماضية أكثر من 50 مليار دولار(4).
ويعود الاهتمام السعودي باليمن إلى أسباب عدَّة، أهمها أن اليمن يُعتبر الفناء الخلفي للسعودية لذلك من الطبيعي أن تتأثر السعودية بالأحداث الداخلية وعدم الاستقرار فيه نتيجة القرب الجغرافي بين البلدين، ويشكِّل اليمن أهمية جيوسياسية للمملكة للأسباب التالية:
-
وجود أكثر من ثلاثة منافذ برية تربط اليمن بالسعودية.
-
أهمية باب المندب في التجارة العالمية للنفط؛ حيث تصدِّر السعودية ما يقارب 65% من صادراتها النفطية عن طريق ميناء ينبُع في شواطئ البحر الأحمر(5)، وسيطرة إيران على باب المندب تعني تحكمها بأهم ثلاثة ممرات مائية تتحكم في تجارة النفط العالمية؛ فباب المندب يتيح لها التحكم بقناة السويس أيضًا وبذلك تسيطر على مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس.
شكَّل تزايد النفوذ الإيراني في اليمن مصدر قلق لأمن السعودية الداخلي قبل تهديده لنفوذها الإقليمي، لسببين، الأول: التمكين السياسي لحلفاء إيران، الحوثيين، الذين هم أقلية زيدية محسوبة على الطائفة الشيعية، قد يشجِّع الأقليات الشيعية في الداخل السعودي على الاحتجاج، خاصة مع وجود خلفية تاريخية لمثل هذه الحوادث. الثاني: القرب الجغرافي للمنافذ البرية وطول الشريط الحدودي بين البلدين مع الأخذ بعين الاعتبار كمية السلاح الهائلة الموجودة في اليمن، ناهيك عن اعتماد المملكة على العمالة اليمنية التي تعبر الحدود يوميًّا.
بقي الصراع على اليمن بين السعودية وإيران قائمًا على الوكالة حتى إسقاط الحوثيين صنعاء وما ترتَّب عليه من تطورات هددت الأمن السعودي الداخلي والنفوذ السعودي في المنطقة، وانقلاب الحوثيين على الشرعية الذي كان يعني ضمنيًّا، نهاية النفوذ السعودي في اليمن، وبداية عهد جديد تتصدر فيه إيران المشهد اليمني.
الدور اليمني في تأجيج الصراع
لعبت الأطراف الداخلية الفاعلة في اليمن دورًا ضليعًا في تأجيج الصراع بين السعودية وإيران وإيصاله إلى نقطة التصادم؛ فالتقديرات الخاطئة للرئيس عبد ربه هادي أدَّت إلى الصعود السياسي والعسكري للحوثيين وتمكُّنهم من إسقاط صنعاء وفقْد السيطرة عليهم بعد ذلك؛ فما زال الغموض يكتنف أسباب عدم تصدي الجيش اليمني للحوثيين وكيف سُلِّمت المعسكرات ومعداتها وأسلحتها طواعية للحوثيين؛ فيرى البعض أن الرئيس هادي أراد التخلص من نفوذ حزب الإصلاح وسيطرته على مواقع عسكرية مهمة فتخاذل عن التدخل في معركة سقوط عمران لتُحسم لصالح الحوثيين وبذلك تتغير موازين القوى على الساحة اليمنية لصالحهم(6)، ولكنه فقد السيطرة بعد ذلك ولم يستطع كبح جماح الطموح الحوثي، الذي وصل إلى حدِّ الانقلاب على شرعيته.
لعب الحوثيون دورًا كبيرًا في تأكيد المخاوف السعودية بشأن أمنها القومي؛ حيث أطلقوا تصريحات مفادها أنهم سيقومون باستعادة مدن جيزان وعسير ونجران من السعودية، ورأت السعودية في ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي ولسيادة أراضيها(7)؛ فقامت بإجراء مناورات عسكرية بالقرب من الحدود الجنوبية مع المملكة استُخدمت فيها الذخيرة الحية والأسلحة المتوسطة والثقيلة(8).
إيران والانقلاب الحوثي
بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 انتهجت الولايات المتحدة استراتيجية الحروب الوقائية للقضاء على ما أسمته بالإرهاب، جاءت التغييرات التي شهدتها المنطقة نتيجة لهذه الاستراتيجية لتصب في مصلحة إيران؛ حيث تخلَّصت من عدوَّيْها اللدودين في المنطقة: نظام “طالبان” ونظام صدام حسين، وصعدت حكومة عراقية موالية لها، وتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار النفط الذي ساعدها على بناء تحالفات قوية مكوِّنة ما عُرف بمحور المقاومة، وبذلك تغيرات المعادلة الإقليمية لصالح تزايد النفوذ الإيراني.
لذلك، كان من الصعب أن تضحي إيران بهذا النفوذ الواسع وتُفسح المجال لصعود السعودية التي تنافسها على زعامة المنطقة وقيادة العالم الإسلامي والسماح بتغيير موازين القوى لصالح السعودية، ومع طول أمد حسم الحرب في سوريا، وتململ بعض الشيعة في لبنان من تزايد عدد القتلى بين صفوف مقاتلي حزب الله في سوريا، وتعرُّض الحزب لانتقادات شديدة في لبنان، وانخفاض أسعار النفط الذي تعتمد عليه بشكل أساسي في دعم حلفائها والحفاظ على نفوذها؛ الأمر الذي نظرت إليه إيران على أنه حرب موجهة ضدها من دول الخليج وعلى رأسها السعودية، وصرَّح روحاني بأن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط ستندم(9)، وكان الرد الإيراني توجيه ضربة للسعودية في اليمن؛ خاصرتها التي أصبحت رخوة جدًّا مع تولي الحوثيين مقاليد الحكم فيها. ومما شجع إيران على هذا التحرك سلسلة من الأحداث سبقت سقوط صنعاء منها تفجير الحوثيين لمنازل الحلفاء التقليديين للمملكة وملاحقتهم والتنكيل بهم، ولم تحرك دول المنطقة ومعهم السعودية ساكنًا.
منذ قيام ثورة فبراير/شباط اليمنية وإيران تعمل على الاستفادة من التغييرات في الساحة اليمنية لصالح حلفائها الحوثيين، وتمهِّد لإيصالهم إلى السلطة لذلك دعمتهم بأشكال الدعم المختلفة، مثل: تصويرهم من خلال قنواتها الإعلامية بأنهم من يقود الثورة والمكوِّن الأقوى فيها والبقية هم قلَّة خاضعة للوصاية الأميركية والسعودية(10)، وساعدتهم في افتتاح قناتهم الرسمية “المسيرة” من بيروت(11)، وجنَّدت شبكة تجسس في اليمن لصالحهم(12)، وزودتهم بالأسلحة(13)، وبعناصر من الحرس الثوري وحزب الله ليقوموا بتدريبيهم ومن ثم مساعدتهم في تنفيذ مخططاتهم بعد إسقاط صنعاء(14)، وأنشأت معسكرات تدريبية في إحدى الجزر الأريترية ليقوم الحرس الثوري بتدريب الحوثيين(15)، وأنشأت للحوثيين شبكة اتصالات داخلية مستقلة كشبكة اتصالات حزب الله في لبنان(16).
وكذلك فتحت إيران قنوات سياسية مع المؤتمر الشعبي العام وجماعات أخرى في البلاد لزعزعة اليمن، وساعدت في إقامة تحالف بين الحوثيين وعلي صالح والاستفادة من ولاءات رجاله في مواقع عسكرية ومؤسسات أمنية مهمة أسهمت في إسقاط صنعاء والتمدد الحوثي ولا تزال حتى اليوم تقاتل اليمنيين إلى جانبه في تعز وعدن ومأرب والجوف وإب وشبوة ولحج والضالع.
ومن المفارقات أن إيران أيدت ثورة الحوثيين المضادة والتي أسقطت العاصمة بسبب رفع الدعم عن المشتقات النفطية، ورأت أنها استمرار للثورة الإسلامية الإيرانية، ليقوم الحوثيون فيما بعد برفع أسعار المشتقات النفطية(17).
التقارب الأميركي-الإيراني
منذ وصول الرئيس حسن روحاني إلى سُدَّة الحكم في إيران في أغسطس/آب 2013، وتبنيه ما عُرف بـ”الانخراط البنَّاء” في سياسة إيران الخارجية شهدت العلاقات الأميركية-الإيرانية انفراجًا ملحوظًا، ساعده على ذلك أيضًا؛ الرغبة القوية للأغلبية في الشارع الإيراني بإقامة علاقات مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى اتفاق مختلف الأطياف السياسة في إيران على ضرورة امتصاص تذمُّر الشعب الإيراني من الوضع الاقتصادي للبلاد وازدياد تكاليف المعيشة عامًا وراء الآخر؛ وهذا الأمر يتطلب رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، التي من الصعب أن تتم دون تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، لذلك عمل روحاني على أن تخطو إيران خطوات جدية في محاولة رفع العقوبات والبرهنة للشعب الإيراني على أن حكومتهم تفكِّر بهم وتعمل على توفير حياة أفضل لهم، خاصة أن المظاهرات التي رافقت إعلان فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية في العام 2009 بيَّنت مدى الغضب المكبوت في الشارع الإيراني والذي من المحتمل أن ينفجر مرة أخرى.
تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة مفتاح الولوج إلى مفاوضات نووية ناجحة من جهة، وتحسين علاقة إيران بالغرب وأوروبا من جهة أخرى، خاصة مع وجود توجه أميركي لفتح صفحة جديدة مع طهران وإمكانية استثمار علاقة جيدة معها في حلِّ عدد من الملفات الأمنية في المنطقة، مثل محاربة الإرهاب في العراق وسوريا، لذلك أرسلت إيران عده إشارات تُلمِّح فيها إلى أنها على استعداد لتغيير سلوكها السياسي والتفاهم حول المسائل العالقة بينها وبين الولايات المتحدة مثل موقفها من إسرائيل، وقامت إيران بسلك اتجاه مغاير لسياساتها القديمة، فتحدث وزير الخارجية جواد ظريف عن القبول بتسوية توافق عليها الأطراف الفلسطينية وأقرَّ بوقوع الهولوكوست واعتبرها مأساة وحشية، وبعد رفضهم المستمر للتواجد الأميركي في المنطقة بدافع أمني أصبح الإيرانيون يتحدثون عن تعاون أمني مع الولايات المتحدة(18).
هذه الإشارات التي دلَّت على تقارب أميركي-إيراني، كانت تقلق دول الخليج بشدة وفي مقدمتها السعودية؛ فقد قامت هذه الدول في أوائل التسعينات بتوقيع اتفاقيات أمن ثنائية مع الولايات المتحدة كلَّفتها ميزانيات باهظة في سبيل ضمان أمن بلدانهم وأمن المنطقة ضد أي تهديدات أمنية محتملة قد تكون إيران واحدة منها.
الاستفزازات الإيرانية
تمادى الحوثيون حلفاء إيران في استخدام القوة لفرض سيطرتهم على اليمن، وتمددوا في مختلف المحافظات اليمنية لبسط سيطرتهم عليها بقوة السلاح إلى أن وصلوا إلى العاصمة صنعاء وأسقطوها، وقاموا باقتحام ونهب(19): 15 مؤسسة حكومية عسكرية؛ و13 مؤسسة حكومية مدنية؛ وثماني مؤسسات إعلامية؛ و26 مؤسسة تعليمية؛ و29 مقرًّا حزبيًّا؛ وخمس مؤسسات طبية؛ و35 مسجدًا؛ بالإضافة إلى 62 منزلًا سكنيًّا معظمها لقيادات سياسية وعسكرية وناشطين مدنيين.
بعد ذلك أصبحوا يرغمون الرئيس هادي على تنفيذ قراراتهم؛ الأمر الذي دعاه إلى تقديم استقالته ليضعوه بعدها تحت الإقامة الجبرية، وبعد هروبه إلى عدن في محاولة لفرض شرعيته وإدارة أمور البلاد من هناك لحقوا به للقضاء عليه والسيطرة على الحكم بشكل كامل.
هذا السلوك العدواني للحوثيين والذي باركته إيران، ورأت فيه ثورة مستمَدَّة من ثورتها الإسلامية في 1979، طرح الكثير من التساؤلات حول أمن دول الخليج، وفي مقدمة ذلك المملكة العربية السعودية، ومنها:
-
هل سيقف الطموح الإيراني-الحوثي في التمدد عند الحدود الجغرافية اليمنية؟
-
هل سيصبح الحوثيون فزاعةً بيد إيران تخيف بها دول المنطقة والسعودية على وجه الخصوص؟
-
ماذا سيترتب على ذلك في موضوع الأقليات الشيعية في دول الخليج وخاصة السعودية والبحرين؟
زاد من حدَّة هذه الهواجس استمرار إيران في إرسال الأسلحة للحوثيين في اليمن بالرغم من سيطرتهم على 70% من قدرات الجيش اليمني(20)؛ حيث وصلت سفن محملة بالأسلحة إلى ميناء الحديدة، بالإضافة إلى الجسر الجوي بين طهران وصنعاء بمعدل رحلتين يوميًّا، وتزامنت هذه المخاوف مع تصريحات استفزازية من شخصيات إيرانية بارزة، مثل(21):
-
مجتبى ذي النور، ممثل المرشد علي خامنئي في الحرس الثوري، الذي قال: “إن انتصار الجمهورية الإسلامية في اليمن فتح بوابة الانتصار في السعودية”.
-
علي رضا زاكاني، قائد سابق في قوات الباسيج، قال: “بعد النصر في اليمن أصبح دور السعودية مؤكَّدًا بسبب وجود ما يقارب ألفي كيلو متر من الحدود المشتركة بين البلدين”.
-
سعد الله زارعي، عضو الدائرة السياسية في الحرس الثوري، قال: “إن السعودية قلقة من أن يتولى ملفَّها قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس”.
وفي مراسم تدشينه للمدمرة “دماوند” التدريبية، قال علي شمخاني: إن إيران باتت الآن في ضفاف المتوسط وباب المندب(22).
عاصفة الحزم
جاء ردُّ السعودية بتشكيل تحالف ضم عشر دول شمل دول الخليج جميعها ما عدا سلطنة عُمان؛ للقيام بعملية “عاصفة الحزم” التي رأت فيها وسيلة حسم لأكثر من ملف، وهي:
-
وضع حدٍّ للتمدد الإيراني في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص، وإرسال رسالة بأن دول التحالف لن تقف موقف المتفرج من التمدد الإيراني.
-
التأثير على المفاوضات النووية الإيرانية.
-
التعبير عن قلقها من التقارب الأميركي-الإيراني الذي ترى دول التحالف، وعلى رأسها السعودية، أنه سيكون على حساب نفوذها في المنطقة ويقوِّي من دور إيران في معادلة النفوذ الإقليمية.
-
إثبات أن دول المنطقة قادرة على حماية نفسها بنفسها واتخاذ الإجراء المناسب متى لزم الأمر، وأن الإنفاق الهائل على التسلح طوال السنوات الماضية لم يكن هباء ولم يذهب سدى.
الرد الإيراني ..محاولة استعادة الهيبة
عملت إيران في اتجاهين لتجاوز أزمة الضربات الجوية ضد حلفائها الحوثيين، وكان الاتجاه الأول موجَّهًا للسعودية ودول المنطقة ولجأت فيه إلى شنِّ حرب إعلامية، وإطلاق تهديدات، ومحاولة إضفاء صبغة طائفية على الصراع، وإضعاف التحالف الذي أنشأته السعودية.
أمَّا الاتجاه الثاني فكان موجَّهًا للحوثيين؛، حيث عملت على إيهامهم بأنها تقف إلى جانبهم بقوة قد تُورِّطها في تدخل عسكري، وعمدت إلى ذلك بحادثي الطائرة الإيرانية التي أصرَّ طيارها على الهبوط في مدرج مطار صنعاء بالرغم من تحذيره بعدم الهبوط مما جعل طيران التحالف يقصف مدرج الهبوط، والحادثة الثانية هي إرسال إيران لسفينة المساعدات “شاهد إيران” ترافقها قطع بحرية عسكرية لحمايتها والتصريح بأن السفينة سترسو في اليمن وبأنها ستقطع يد من ستمتد يده لهذه السفينة، لترسو بعد ذلك وتُفرغ حمولتها في جيبوتي.
انعكاسات الصراع على المجتمع اليمني
يبدو جليًّا من تطورات الأحداث على الساحة اليمنية أن المجتمع اليمني هو الخاسر الأكبر؛ حيث انعكست تداعيات هذا الصراع على المجتمع اليمني بالشكل التالي:
أضعف النسيج الاجتماعي لسببين: الأول: دخول الطائفية لأول مرة في تاريخ النزاعات والحروب الأهلية في اليمن كسبب من أسباب الاقتتال الداخلي، بعد أن كان التعايش سمة من سمات المجتمع اليمني بتعدد طوائفه وأديانه، حتى ثورة 1962 التي أنهت حكم أئمة الزيدية في شمال اليمن والذي استمر قرابة الألف عام كان أبرز قادتها من أبناء المذهب الزيدي الذين أرادوا رؤية يمنٍ جديد، إلا أن الحوثيين قاموا بالتلاعب بالورقة الطائفية حتى يتمكَّنوا من حشد الناس حولهم حيث اعتمدوا في حشدهم على أبناء المذهب الزيدي في شمال الشمال وتأييد الأسر الهاشمية من جهة؛ وإيجاد تبرير لحروبهم في المدن اليمنية يتم استثمارها والترويج لها في وسائل الإعلام من جهة أخرى، والسبب الثاني الذي أدَّى إلى إضعاف النسيج الاجتماعي هو تعميق الحرب التي شنَّها الحوثيون على محافظتي تعز وعدن للخلافات المناطقية.
ضاعفت حرب الحوثيين على المدن الجنوبية: عدن، لحج، شبوة، أبين، الضالع، من رغبة أبناء الجنوب بالانفصال عن شمال اليمن.
اقتصاد شبه منهار: دخل الاقتصاد اليمني في مواجهة مع مشكلات عديدة منذ إسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء منها: فرار رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية وتوقف المشاريع الاستثمارية وارتفاع معدل التهرب الضريبي، وتجميد بعض الدول المانحة لمساعداتها المالية بسبب عدم ثقتها بالحوثيين، بالإضافة إلى إغلاق أبواب سفاراتها بسبب الأوضاع الأمنية(23). وقد خسر الاقتصاد اليمني مليارات الدولارات منذ بدء عاصفة الحزم حيث تضرر عدد من المنشات الاقتصادية(24)، وتوقفت حركة الاستيراد والتصدير، وأغلقت منشأة الغاز المسال الوحيدة أبوابها بسبب اقتراب المعارك التي يقودها الحوثيون منها وغادر موظفوها الأجانب اليمن(25)، وقيام الحوثيين بسرقة ونهب عدد من البنوك(26).
وعلى الصعيد الإنساني: فاقم الصراع من معاناة الإنسان اليمني بسبب الحصار المفروض على الموانئ اليمنية البحرية والجوية حيث يستورد اليمن 90% من احتياجاته الغذائية(27)، ووصل خط الفقر إلى 54.5%(28)، وبحسب منظمة أوكسفام كان هناك ما يقارب 16 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية قبل الحصار وبحسب المنظمة نفسها فإن هذا الرقم يعادل ثلث من هم بحاجة للدعم الإنساني.
لا شك بأن هذا الرقم قد تضاعف بسبب الحصار، وفي هذا السياق قامت إيران بإرسال سفينة المساعدات “شاهد” بحمولة 2500 طن، منها 1200 طن كانت عبارة عن أرز ستنتهي صلاحية كمية كبيرة منه في بداية شهر يونيو/حزيران أي إنها ستنتهي قبل وصولها الموانئ اليمنية وكمية ضئيلة ستنتهي بعد شهرين(29)، و400 طن كانت عبارة عن مياه شرب(30).
زيادة معدل تجنيد الأطفال ومشاركتهم في القتال: بحسب دراسة أُعدَّت في 2010 كانت نسبة الأطفال من مجموع المقاتلين الحوثيين في صعدة %50(31)، وفي عام 2014 وبسبب استمرار الصراعات زاد تجنيد الأطفال بنسبة 47% مقارنة بعام 2013(32). وبحسب تقرير لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية في إبريل/نيسان 2015 شكَّل الأطفال ثلث القوات العسكرية في اليمن(33).
تسبَّب العنف في نزوح أكثر من مليون شخص من اليمنيين نحو الأماكن العامة في المحافظات المجاورة اليمنية ليعيشوا في بيئة غير صحية(34)، ونزحت أعداد كبيرة من اليمنيين نحو الصومال وجيبوتي.
انتشار الأمراض الوبائية: مثل “حمى الضنك” بسبب التأخر في انتشال جثث القتلى وانتشار القمامة، تزامنًا مع عدم قدرة المستشفيات على استيعاب جميع المرضى بسبب الأوضاع الصعبة من انقطاع للتيار الكهربائي وشبة انعدام للأدوية والمواد الطبية.
سيناريوهات مستقبلية
كان عنصر المفاجأة في تطور الأحداث على الساحة اليمنية هو سيد الموقف، ويبدو من الصعب استنباط سيناريوهات بالاستناد إلى التطورات الجارية، لكن قد تكون السيناريوهات التالية مقاربة:
استمرار الضربات الجوية: الاستمرار في اعتماد الضربات الجوية كوسيلة للقضاء على نفوذ الحوثيين حلفاء إيران في اليمن، ويبدو هذا السيناريو ضعيفًا بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وتضرر البنية التحتية اليمنية؛ الأمر الذي حرَّك المجتمع الدولي ضد السعودية وبدأ يمارس ضغوطًا عليها، خاصة مع قرابة إكمال الضربات لشهرها الثالث.
القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن: من خلال تفكيك العلاقة بين إيران وحلفائها الحوثيين، وهذا السيناريو يجد ما ينقضه أيضًا، وستبقى إيران السبيل الوحيدة لوصول الحوثيين إلى حكم اليمن، وتبقى المصالح هي محور العلاقة بين الطرفين؛ وذلك على الرغم من حالة الاستياء الواضحة بين صفوف الحوثيين جرَّاء موقف إيران، وهو ما صرَّح به قادة وناشطون محسوبون على جماعة الحوثي، مثل علي البخيتي الذي عبَّر عن استيائه من خلال مقابلة له في قناة الميادين، مع وصول حمولة السفينة التي لم تكن صالحة للاستهلاك الآدمي.
إيقاف الضربات الجوية واستمرار الحرب الداخلية: يفترض هذا السيناريو استجابة السعودية ودول التحالف للضغوطات الدولية وقيامهم بوقف الضربات الجوية، ولكن سيبقى من الصعب على المجتمع الدولي إقناع الحوثيين بالتنازل عن النفوذ الذي حققوه بعد سيطرتهم على اليمن، على الأقل في المدى القريب، ويعزِّز من ذلك انتشار ميليشياتهم المسلحة وصمودها حتى الآن وتحقيقها انتصارات مثل ما حصل في محافظة الجوف مؤخرًا، كما أن مماطلتهم في مؤتمر جنيف تدل على وجود أهداف يريدون تحقيقها قد تعزِّز من سقف مطالبهم في جولات حوارية أخرى. وعلى الأرجح سيستمر الحوثيون في حربهم الداخلية.
________________________________
الهوامش والمصادر
1– شحادات، بسام، العلاقات السعودية الإيرانية حتى سقوط الشاه، التقرير ،21 مايو/ايار 2014 ، (تاريخ الدخول : 14 يونيو/حزيران 2015):
http://altagreer.com/%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%B4%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7
2- شحادات، بسام، المرجع السابق،
http://altagreer.com/%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D9%85
-%D8%B4%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7
3- اللباد، مصطفى، “قراءة في مشروع إيران الاستراتيجي تجاه المنطقة العربية”، مجلة شؤون عربية،2009،ص40
4- البقمي، شجاع، “مليار دولار.. حجم الدعم السعودي لاقتصاد اليمن”، الشرق الأوسط، 26 مارس/آذار 2015 ، (تاريخ الدخول : 16 يونيو/حزيران 2015):
http://aawsat.com/home/article/321906/50-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86
5– أبو الهيجاء، وسام، “عاصفة الحزم.. دوافع وتداعيات التحرك السعودي”، الخليج أونلاين، 7 ابريل/نيسان 2015، (تاريخ الدخول : 16 يونيو/حزيران 2015):
http://alkhaleejonline.net/#!/articles/1428328789666513800/
6- شجاع الدين، ميساء، الحوثيون: رحلة التيه بين العزلة والتمدد، مركز الجزيرة للدراسات، 07 أبريل/نيسان 2015 ، (تاريخ الدخول : 17 يونيو/حزيران 2015):
http://studies.aljazeera.net/reports/2015/04/201546101236472592.htm
7- أبو الهيجاء، وسام، “عاصفة الحزم.. دوافع وتداعيات التحرك السعودي”، الخليج أونلاين، 7 إبريل/نيسان 2015، (تاريخ الدخول : 16 يونيو/حزيران 2015):
http://alkhaleejonline.net/#!/articles/1428328789666513800/
8- عبدالله، جمال، السياق الجيو سياسي لعاصفة الحزم ومواقف الدول الخليجية منها،مركز الجزيرة للدراسات، 09 أبريل/نيسان 2015 ، (تاريخ الدخول : 15 يونيو/حزيران 2015):
http://studies.aljazeera.net/reports/2015/04/201549105225602952.htm
9- روحاني يصرخ :ستندمون على أسعار النفط، صحيفة صدى الإلكترونية، 13 يناير/كانون الثاني 2015 ، (تاريخ الدخول : 15 يونيو/حزيران 2015):
http://www.slaati.com/2015/01/13/p280677.html
10- الدغشي ، حمد محمد ، الحوثيون ومستقبلهم العسكري والسياسي والتربوي (منتدى العلاقات العربية والدولية، الدوحة، 2013) ، الطبعة الأولى ، ص84
11- نبيل البكيري، التمدد الإيراني في اليمن: علاقة إيران بجيرانها العرب ما بين التوتر والخصومة، الشرق الأوسط، 9 يوليو/تموز 2013، (تاريخ الدخول : 19 يونيو/حزيران 2015):
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=39&issueno=12642&article=735554
12- أحمد، محمد الدغشي، الحوثيون ومستقبلهم العسكري والسياسي والتربوي، مرجع سبق ذكره، ص88.
13- عبد الله، أحمد حسن، في مؤتمر صحفي عرض فيه تفاصيل ضبط سفينة الأسلحة “جيهان 1″، الصحوة نت ،9 فبراير/شباط 2015 ، (تاريخ الدخول : 20 يونيو/حزيران 2015):
http://www.alsahwa-yemen.net/arabic/subjects/1/2013/2/9/27121.htm
14- عرفات، مدابش وحمدان الرحبي، عناصر حزب الله والحرس الثوري في صنعاء لمساعدة الحوثيين، الشرق الأوسط، ،27 سبتمبر/ايلول 2014 ، (تاريخ الدخول : 21 يونيو/حزيران 2015):
http://aawsat.com/home/article/189461
15- محمد جميح، مصادر سياسية يمنية: الحرس الثوري الإيراني يدرب الحوثيين في جزر إرتيرية، الشرق الأوسط، 21 يناير/كانون الثاني 2013، (تاريخ الدخول : 19 يونيو/حزيران 2015): http://archive.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=12473&article=713915#.VRsDhPyUcT0
16- – المشهد اليمني ـ صنعاء، الحوثيون في اليمن والدور المرسوم: تقييم وتحليل، المشهد اليمني، 5 مارس/آذار 2014 ، (تاريخ الدخول : 22 يونيو/حزيران 2015):
http://www.almashhad-alyemeni.com/news35062.html
17- إيران تحاول إنقاذ اقتصادها برفع صاروخي لأسعار الوقود ، العربية. نت، 5 مارس/آذار 2014 ، (تاريخ الدخول : 18 يونيو/حزيران 2015):
http://www.alarabiya.net/ar/aswaq/2014/04/26/%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE%D9%8A-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1–
%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D9%88%D8%AF.html
18- الصمادي فاطمة، في التقارب الإيراني- الأمريكي : من أين تمر الطريق إلى فلسطين؟، مركز الجزيرة للدراسات، 02 أبريل 2014 ، (تاريخ الدخول : 19 يونيو/حزيران 2015):
http://studies.aljazeera.net/files/iranfuturerole/2014/03/20143319817189447.htm
19- انتهاكات الحوثيين بصنعاء ..حقائق وأرقام، تقرير للجزيرة نت من صنعاء، الجزيرة نت ، 9 اكتوبر/تشرين الأول 2014 ، (تاريخ الدخول : 22 يونيو/حزيران 2015):
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2014/10/8/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B5%D9%86%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85
20- تقرير أبعاد: سبعة آلاف قتيل من اليمنين في عام الحصاد المر والحوثيون يسيطرون على%70 من قدرات الدولة العسكرية، مركز أبعاد للدراسات والبحوث ، 1 إبريل/نيسان 2015 ، (تاريخ الدخول : 21 يونيو/حزيران 2015):
http://www.abaadstudies.org/?p=1837
21- مشاور نماينده على خامنه اى در سپاه پاسداران پس از پيروزى يمن نوبت فتح عربستان است )ممثل علي خامنئي في الحرس: بعد انتصار اليمن سيكون الدور على السعودية( ، ديگربان، ? مهر ???? ، ، (تاريخ الدخول : 18 يونيو/حزيران 2015):
https://www.digarban.com/node/19754
22- ايران نحن متواجدون على شواطئ المتوسط وباب المندب، قناه العربية، 10 مارس/آذار 2015 ،(تاريخ الدخول : 21 يونيو/حزيران 2015):http://www.alarabiya.net/ar/iran/2015/03/10/%D8%B4%D9%85%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AF%D8%A8.html23–
23- عبدالرحمن شكري ، الاقتصاد اليمني على حافة الانهيار،رصيف22 ، 27 فبراير/شباط 2015 ، (تاريخ الدخول : 20 يونيو/حزيران 2015):
http://raseef22.com/economy/2015/02/27/yemens-economy-on-the-brink-of-collapse/
24- الكمالي فاروق، الحرب تكبد اليمن الفقير مليارات دولار، العربي الجديد، 26 أبريل/شباط 2015 ، (تاريخ الدخول : 19 يونيو/حزيران 2015):
http://www.alaraby.co.uk/economy/2015/4/26/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%AA%D9%83%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A%D8%B1-10-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1
25- الكمالي فاروق، توتال الفرنسية توقف عملياتها في اليمن وتجلي موظفيها، العربي الجديد، 30 مارس/آذار 2015 ، (تاريخ الدخول : 19 يونيو/حزيران 2015):
http://www.alaraby.co.uk/economy/2015/3/30/%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%B8%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%A7
26- الكمالي، فاروق، الحوثيون ينهبون مليار ريال من البنك المركزي اليمني، العربي الجديد، 28 أبريل/نيسان 2015 ، (تاريخ الدخول : 17 يونيو/حزيران 2015):
http://www.alaraby.co.uk/economy/2015/4/28/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%A8%D9%88%D9%86-23-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A
27- تقرير للأمم المتحدة، اليمن يستورد 90 % من احتياجاته الغذائية وأكثر من 10 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي ، الأمم المتحدة ، 21 مايو/أيار 2015 ، (تاريخ الدخول : 19 يونيو/حزيران 2015):
http://www.unmultimedia.org/arabic/radio/archives/169198/#.VWt5h7mqqko
28- تقرير سكاي نيوز عربية، اليمن.. ارتفاع نسبة الفقر إلى 54.5% ، سكاي نيوز عربية، 24 فبراير/شباط, 2015 ، (تاريخ الدخول : 19 يونيو/حزيران 2015):
http://www.skynewsarabia.com/web/video/726441/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1-545
29- وكالات ، السفينة الإيرانية تحمل مساعدات منتهية الصلاحية، يمن برس، 26 مايو/أيار 2015 ، (تاريخ الدخول : 22 يونيو/حزيران 2015):
http://moheet.com/2015/05/26/2269662/%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9.html#.VYlPi0blBk0
30- سفن حربية إيرانية ترافق سفينة المساعدات الإيرانية، التغيير، 20 مايو/أيار 2015، (تاريخ الدخول: 22 يونيو/حزيران 2015):
http://al-tagheer.com/news79708.html
31- عبد الرحمن شكري، أطفال اليمن ينتقلون من مقاعد الدراسة إلى ساحات القتال،رصيف22 ، 19 ابريل/نيسان 2015 ، (تاريخ الدخول : 22 يونيو/حزيران 2015):
http://raseef22.com/politics/2015/04/19/yemeni-children-from-schools-to-battlefields
32- يونيسيف” تحذر من زيادة الانتهاكات “الخطيرة” لحقوق الأطفال في اليمن، البلاد ، 24 مارس/آذار 2015 ، (تاريخ الدخول : 20 يونيو/حزيران 2015):
http://www.el-balad.com/1452630
33- ديلي تلغراف: الأطفال يحملون السلاح في اليمن، بي بي سي ، 15 أبريل 2015 ، (تاريخ الدخول : 22 يونيو/حزيران 2015):
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2015/04/150414_press_wednesday
34- النازحون في اليمن يواجهون مخاطر صحية خطيرة على نحو متزايد، مركز أنباء الأمم المتحدة، 24 يونيو/حزيران 2015، (تاريخ الدخول: 22 يونيو/حزيران 2015):
http://www.un.org/arabic/news/story.asp?newsID=23750#.VYkz5bmqqko
أمل عالم
مركز الجزيرة