كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها أن حالات الانتحار في الجيش الأميركي تفوق عدد القتلى منهم في الحروب على الرغم من المجهودات الهائلة التي تبذلها وزارة الدفاع الأميركية للحد من الظاهرة.
وتقول عضوة هيئة التحرير في الصحيفة كارول غياكومو إن أكثر من 45 ألف جندي من قدامى المحاربين أو من هم في الخدمة بالجيش الأميركي قد انتحروا خلال الأعوام الستة الماضية، أي نحو عشرين حالة انتحار كل يوم، أو بما يزيد على مجموع قتلى الجيش الأميركي في المعارك بأفغانستان والعراق.
وتظهر أحدث أرقام صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن معدل الانتحار للقوات الأميركية العاملة في جميع فروع الخدمة ارتفع بأكثر من الثلث خلال السنوات الخمس الماضية، وأن معظم الذين يعانون من خطر الانتحار هم من المجندين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما.
وتضيف الصحيفة أن بيانات قدامى المحاربين تعتبر مثيرة للقلق أيضا، ففي عام 2016 كان قدامى المحاربين أكثر عرضة للانتحار بمرتين ونصف مقارنة بالأشخاص الذين لم يخدموا في الجيش.
خطر يتضاعف
وبحسب الصحيفة، فإنه وفقا للجنة مجلس الرقابة والإصلاح فإن نسبة الانتحار بين الذين تتراوح أعمارهم بين 18و34 عاما ارتفعت بمعدل 80% في الفترة من عام 2005 إلى 2016، وإن هذا الخطر يتضاعف في السنة الأولى بعد أن يغادر الجندي الخدمة الفعلية.
ويقول خبراء إن حالات الانتحار معقدة وناتجة عن العديد من العوامل، خاصة القرارات المتهورة، في حين يقول مسؤولو البنتاغون إن أغلبية العسكريين الذين يموتون انتحارا لا يعانون من مرض عقلي.
وتقول الصحيفة إن هذه الوفيات لا تدمر العائلات فحسب، بل يمكن لعمليات الانتحار أن تقوض الروح المعنوية والتماسك داخل الوحدات التي تفقد عضوا بهذه الطريقة.
وتشير الصحيفة إلى حالات الإحباط والصدمة التي يعانيها الجنود الأميركيون بعد عودتهم من المعارك.