واشنطن توسّع تحركاتها العسكرية لمحاصرة وكلاء إيران في المنطقة

واشنطن توسّع تحركاتها العسكرية لمحاصرة وكلاء إيران في المنطقة

ندّد قادة مليشيات إيرانية الاثنين بالغارات الجوية الأميركية في العراق، فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، أن الضربات التي استهدفت منشآت تابعة لحزب الله في العراق وسوريا، مساء الأحد، كانت ناجحة، لافتا إلى أنه لا يستبعد أي خطوات أخرى “إذا لزم الأمر”.

واعتبر إسبر خلال مؤتمر صحفي بعد ساعات من الإعلان عن الضربات، أن “الولايات المتحدة اتخذت إجراءات هجومية ضد جماعة ترعاها إيران”.

وقال مارك إسبر للصحفيين: “سنتخذ مزيدا من الإجراءات إذا لزم الأمر للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران من ارتكاب أعمال معادية”، حسبما نقلت قناة “الحرة” الأميركية.

وتعمل واشنطن حاليا على تشديد الضغوط على طهران ومحاصرة الاستراتيجية الإيرانية بلا هوادة من خلال تضييق الخناق على أذرعها المسلحة في المنطقة.

وقد أكد من جانبه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن بلاده لن “تقبل أن تقوم الجمهورية الاسلامية الإيرانية بأفعال تعرض نساء ورجالا أميركيين للخطر”.

والأحد قالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان، إنها استهدفت بضربات جوية 5 مواقع لكتائب “حزب الله”، بينها 3 في العراق و2 في سوريا ما أسفر عن مقتل 19 شخصا على الأقل.

وأضافت أن الضربات تأتي ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين، أحدثها هجوم استهدف قبل يومين قاعدة “كي وان” في كركوك (شمال)؛ ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أميريكي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأميركية واثنين من قوات الأمن العراقية.
ولم توضح الوزارة الأميركية كيف تم تنفيذ الضربات، بينما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول عسكري أميركي أن الضربات جرى تنفيذها بمقاتلات “إف-15″، دون أن يذكر من أين انطلقت.

ويتهم مسؤولون أميركيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.

ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتين لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.

وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وتثير الهجمات على مصالح أميركية وأخرى على قواعد تابعة لفصائل موالية لطهران خشية المسؤولين العراقيين الذين كانوا يحذرون منذ أشهر من أن يلجأ حليفاهما، الولايات المتحدة وإيران، إلى استخدام الميدان العراقي ساحة مواجهة.

وندد المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، بـ”انتهاك السيادة العراقية”.

من جهته، دعا رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، الاثنين، إلى حماية البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي.

وأكد الحلبوسي في بيان على “ضرورة ضبط النفس والالتزام بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي الموجودة على الأراضي العراقية”.

وقال إن تلك البعثات موجودة “بطلبٍ وموافقةٍ من الحكومة”، مطالباً الجميع بتوحيد الجهود لإكمال الحرب ضد تنظيم داعش.

وطالب رئيس البرلمان بأن “تكون جميع القوات تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية (رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي)”، في إشارة إلى فصائل “الحشد الشعبي”.

كما دعت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق الاثنين إلى ضبط النفس وعدم إدخال العراق في حروب هو في غنى عنها.

وذكرت المفوضية، في بيان، تعليقا على القصف الأميركي لمواقع لكتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي الليلة الماضية، أن على “الجميع ضبط النفس وعدم إدخال العراق في حروب هو في غنى عنها، وحقن دماء العراقيين جميعا واتباع الطرق الدبلوماسية من أجل إيقاف هذه الانتهاكات والتجاوزات”.

وأكدت، في البيان، على “رفض استباحة الدم العراقي والسيادة الوطنية”، وشددت على “استنكارها الشديد للاعتداء الآثم الذي استهدف معسكرات القوات الأمنية وجميع التشكيلات التابعة لها”.

وطالب البيان “الحكومة العراقية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتهاك سيادة الدولة وحفظ الأمن وإلزام الولايات المتحدة الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق بالمهمة التي تتواجد من أجلها وفقا للاتفاقيات الخاصة الموقعة مع الحكومة العراقية”.

العرب