أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في سلطنة عمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت أن السلطان قابوس بن سعيد توفي مساء الجمعة. وستجرى صباح اليوم السبت مراسم رسمية لجنازة السلطان الراحل انطلاقا من قصر بيت البركة وحتى جامع السلطان الأكبر حيث يصلى عليه ثم يدفن في مقبرة الأسرة.
وحكم السلطان قابوس (79 عاما) الذي كان مدعوما من الغرب سلطنة عمان منذ توليه السلطة في انقلاب أبيض عام 1970 بمساعدة بريطانيا الدولة المستعمرة لعُمان سابقا.
ولم يكن للسلطان قابوس أولاد ولم يعلن تعيين خلف له. ويقول النظام الأساسي لسلطنة عمان الذي تم وضعه عام 1996 إن الأسرة الحاكمة تختار خلفا خلال ثلاثة أيام من خلو العرش.
وإذا لم تتوصل الأسرة الحاكمة لاتفاق يعلن مجلس يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين ورؤساء المحكمة العليا ورئيسي مجلسي الدولة والشورى تولي الشخص الذي حدد السلطان اسمه بشكل سري في رسالة مغلقة الحكم في السلطنة.
وكان الإعلام العماني نقل الثلاثاء عن ديوان البلاط السلطاني قوله إنّ “حال السلطان قابوس مستقرّ” منذ ملازمته المستشفى مؤخّرًا.
وأشارت وكالة الأنباء العُمانيّة الرسميّة إلى أنّ وفاة السلطان جاءت “بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر تموز/يوليو عام 1970 م وبعد مسيرة حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسةٍ متّزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا”.
والسلطان قابوس غير متزوج ولا ابناء واشقاء له. وهو كان يتلقى العلاج من سرطان في القولون بحسب دبلوماسيين.
وتكثفت الشائعات حول وضعه الصحي في الأسابيع الأخيرة منذ عودته من بلجيكا حيث خضع لفحوص طبّيّة.
وكانت زياراته المتكرّرة لألمانيا بدافع العلاج قد أثارت القلق حول خلافته واستقرار البلاد التي تؤدّي بانتظام دور الوسيط للحلفاء الغربيين خصوصا في العلاقات مع إيران.
وقابوس بن سعيد، من مواليد 18 نوفمبر/ تشرين ثان 1940، وهو صاحب أطول فترة حكم بين الحكام العرب الحاليين إذ يتربع منذ نحو 50 عاما عليه بعد تسلمه مقاليد العرش في 23 يوليو/ يوليو 1970.
ويعد ثامن سلاطين أسرة البوسعيد، وينحدر نسبه من أحمد بن سعيد، المؤسس الأول لسلطنة عمان.
وكانت صحيفة “الغارديان” نشرت الشهر الماضي تقريرا أكدت فيه أن سلطنة عمان بدأت بالتحضير لعملية خلافة السلطان إثر تراجع صحته بشكل كبير.
وقال باتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي، في تقرير الصحيفة إن نقاشا دقيقا كان يجري في البلاط الملكي في عمان حول من سيخلف السلطان قابوس. وتقتضي مراسيم الخلافة فتح رسائل مغلقة تحدد خيار السلطان وما يجب عمله حال لم يتفق البلاط بينهم حول الخليفة. ويقول الكاتب إن السلطان قابوس ظل جزءا رئيسيا من سياسة الشرق الأوسط في العقود الأربعة الماضية، وعاد من بلجيكا حيث عولج من سرطان القولون والذي عاد مرة أخرى. وتم قطع رحلة العلاج وعاد السلطان إلى بلاده حيث كان من المتوقع أن يظل في بلجيكا حتى نهاية كانون الثاني (يناير).
وشهدت عمان في عهد السلطان نهضة إصلاحية، واتسمت سياسة السلطان الذي تعلم في بريطانيا بالحيادية ولعب دور الوساطة خاصة بين إيران والولايات المتحدة التي قادت إلى توقيع المعاهدة النووية في عام 2015. وتجري فيها جهود الوساطة بين السعودية والحوثيين في اليمن. وتقوم سياسة عمان على “صداقة مع الجميع لا عداوة”، ورفضت عمان دعم أي طرف في النزاع الحالي بين الإمارات والسعودية من جهة وقطر من جهة أخرى.
القدس العربي