على وقع صدمة العقوبات المالية الساحقة، تتوالى المصائب على اقتصاد إيران الرازح تحت ضغوطات دولية بسبب تبعات العقوبات المفروضة على طهران منذ أغسطس/ آب 2018، بينما أخذ الفساد مساحة واسعة من قضايا البلاد.
وأثار تخصيص قروض بدون فوائد لمدة ثلاث سنوات لأعضاء البرلمان الإيراني لشراء سيارات بأسعار منخفضة غضبا عارما في إيران.
وذكر تقرير لموقع قناة “إيران إنترناشيونال” المعارضة التي تبث من لندن أن المتشددين غالبًا ما ينتهجون لغة ثورية قائمة على المساواة في حديثهم إلى الإيرانيين الأكثر فقرا لانتقاد الإصلاحيين بسبب الفساد والترف.
لكن البرلمان الذي يهيمن عليه المتشددون المنتخب في فبراير/شباط، وهو الحادي عشر منذ ثورة عام 1979، تعرض لانتقادات بسبب مجموعة متنوعة من الامتيازات، التي حظي بها هؤلاء البرلمانيون والتي تراوحت بين تلقي لقاحات الإنفلونزا قبل الإيرانيين المعرضين للخطر إلى تلقي القروض والودائع لاستئجار المنازل كبدائل للشقق التي عادة ما يتم توفيرها للنواب.
أمام هذا الفساد، قوبلت مزاعم الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل عدة أيام بتفوق طهران اقتصاديا على ألمانيا بموجة من الدهشة والسخرية من جانب رواد موقع “تويتر”.
وزعم روحاني خلال اجتماع بالمقر الوطني لإدارة أزمة كورونا، السبت الماضي، وسط تفاخر بما وصفه بـ”النجاح” في التعامل مع مرض (كوفيد – 19)، أن الوضع الاقتصادي لإيران ليس سيئا فحسب، بل أفضل أيضا من بلد مثل ألمانيا.
وسخرت صحيفة جهان صنعت المحلية ضمنيا من تصريحات الرئيس الإيراني، بقولها: “في ظل اهتمام الناس في الشوارع والأسواق الإيرانية بارتفاع أسعار البيض يدعي الرئيس حسن روحاني أن وضعنا أفضل من الألمان”.
وبسبب وضعية طهران المنفرة بسبب سياساتها، احتل جواز السفر الإيراني المرتبة الـ 71 قابعا في أسفل جدول ترتيب مكانة جوازات سفر دول العالم خلال العام الجاري.
وتصدر جواز السفر النيوزيلندي المرتبة الأولى من بين 193 دولة و6 مناطق حول العالم، حسب موقع باسبورت إيندكس الذي يقع مقره في المملكة المتحدة.
أزمة جواز السفر
وحاز جواز السفر الإيراني ترتيبا أقل من جوازات سفر دول كازاخستان وأذربيجان وأرمينيا وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وباكستان.
وفي موضوع النفط، أفادت بيانات تعقب السفن من رفينيتيف بأن واحدة من ناقلتين تحملان شحنات من البنزين الإيراني صادرتها الولايات المتحدة جرى تفريغها في نيويورك الخميس، مما ينهي رحلة استمرت 3 أشهر.
كانت وزارة العدل الأمريكية صادرت في يوليو/تموز الماضي، نحو 1.1 مليون برميل من الوقود كانت على متن 4 ناقلات متجهة إلى فنزويلا، وذلك في إطار جهود واشنطن لعرقلة التجارة بين البلدين الخاضعين لعقوبات.
وأظهرت بيانات تعقب السفن أنه جرى تفريغ 557 ألف برميل من البنزين في نيويورك من الناقلة ميرسك بروجرس، التي ترفع علم سنغافورة، بعد تحميلها في سريلانكا في الرابع من يوليو/تموز الماضي. وامتنع متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية عن التعقيب.
في سياق آخر، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ضبط شبكة من عناوين النطاقات الإلكترونية على الإنترنت يستخدمها الحرس الثوري الإيراني في حملة لنشر تقارير للتضليل الإعلامي السياسي في مختلف أنحاء العالم.
وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان إنها سيطرت على 92 نطاقا إلكترونيا يستخدمها الحرس الثوري في التظاهر بأنها منافذ إعلامية مستقلة تستهدف جمهور القراء في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
وشدد المدعي الاتحادي الأمريكي ديفيد أندرسون على أنه “لا يمكن السماح لإيران بالاختباء خلف مواقع إخبارية زائفة”.
محمد فرحات
العين الإخباري