إن هناك قلقا في أوساط مسؤولي الإدارة الأمريكية من أن الرئيس دونالد ترامب قد يستخدم سلطة الحكومة للبقاء في منصبه أو وضع شروط مواتية للتفاوض على خروجه من البيت الأبيض في حال خسارته بالانتخابات التي ستشهدها الولايات المتحدة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأشار الكاتب إلى أن العديد من الخبراء من داخل وخارج الحكومة، قلقون أيضًا بشأن احتمال استخدام خصوم أمريكا الخارجيين للإنترنت لبث الفوضى، وتعميق الانقسام وتقويض المسار الديمقراطي في البلاد.
وأوضح ساسكيند أنه أجرى مقابلات عديدة خلال الشهر الماضي مع ما يربو على 20 مسؤولاً في الحكومة الأمريكية ما زال العديد منهم يخدمون في وظائف حساسة في الإدارة، وأن المصادر التي اعتمد عليها في مقاله هم مسؤولون كبار سابقون وحاليون في إدارة ترامب، ممن لديهم اتصال مباشر بالرئيس ومطلعون على التقارير على أعلى مستوى، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم.
وقال: إن النقطة المشتركة بين العديد من المسؤولين الذين تحدثوا إليه هي الرغبة في توضيح أن أجراس الإنذار التي تسمع في جميع أنحاء البلاد بشأن ما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات الوشيكة، تقرع عاليا أيضا داخل إدارة ترامب، حيث يوجد مسؤولون حكوميون يتطلعون إلى تجنب حدوث أزمة مهما كان الثمن.
وأشار المقال إلى أنه بالرغم من عدم قدرة المسؤولين على التنبؤ بما سيحدث بالضبط بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها الولايات المتحدة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن مخاوفهم تتراوح بين أن يعمد ترامب للترحيب بالتدخل الأجنبي، ثم الاستفادة منه في الانتخابات، أو يلجأ إلى تشجيع أعمال التخريب والفوضى التي سرعان ما تتحول إلى حرائق تسوغ له استدعاء الجيش الأمريكي للتدخل.
كما يرون أن خطورة الوضع تكمن في أن ترامب الآن محاط بالموالين له، ولا يوجد من بينهم من يستطيع توجيه الرئيس المتهور بما ينبغي عليه فعله أو الإحجام عنه.
ووفقا للمقال فقد أعرب مسؤول سابق في الاستخبارات الأمريكية عن قلقه من أن العديد من خصوم الولايات المتحدة قد حققوا نجاحا في مساعيهم لإثارة الفوضى والانقسام من خلال تضخيم وتوجيه تصريحات ترامب وتغريداته.
وقال: “إن خصوم الولايات المتحدة سعداء للغاية بشأن مدى عمق الانقسام الذي أصبحنا عليه. لقد استفاد دونالد ترامب من ذلك (الانقسام) وإن لم يخترعه، ولكننا سنكتشف قريبًا كيف نوحد بلدنا، لأننا الآن على طريق خطير، وخطير جدا، وقد بتنا عرضة للخطر من قبل الفاعلين السيئين”.
وقد أجمع العديد من المسؤولين الذين تحدث إليهم الكاتب على نقطة أساسية تمثل مصدر قلقهم، هي معرفتهم بترامب عن قرب وما يمكن أن يقدم عليه، حيث ردد العديد منهم “أنت لا تعرف دونالد ترامب كما نعرفه نحن”.
تلك الجملة شرحها مسؤول سابق آخر في الاستخبارات معلقا على المناظرة الأولى بين ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن التي كان أداء الرئيس فيها صادما وتراوح بين التنمر والسخرية والتباهي والتلفيق ومقاطعة خصمه، “هذا الرجل الذي رأيته في المناظرة ، هو ترامب الحقيقي، وليس الأسطورة التي خلقها البعض.. هذا هو ترامب”.
نيويورك تايمز