قال الخبير الإسرائيلي، إيهود يعاري، في مقال نشره موقع “القناة 12” العبرية: إن “المفاوضات الجارية بين تل أبيب وبيروت لترسيم الحدود البحرية، تحمل أرباحا ومكاسب اقتصادية هائلة، بسبب ما تخفيه هذه المياه على جانبي الحدود من خزان كبير للغاز الطبيعي”.
وأوضح يعاري، أن “هناك بنية جيولوجية تحمل كميات كبيرة من الغاز، ومن الواضح لمفاوضي الجانبين بمقر اليونيفيل في رأس الناقورة، أنه سيكون من الضروري تقاسم ملكية هذا المجال مستقبلا”.
ولفت يعاري إلى ضرورة التوصل لاتفاق بين إسرائيل وقبرص، على صيغة تقسيم هذه المقدرات الاقتصادية، ما قد يعبد الطريق إلى تقاسم وشراكة أخرى بين إسرائيل ولبنان.
وأكد أن “القادة اللبنانيين الذين يختلفون حول بعضهم، ممزقون بين رغبتهم بملء خزائن الحكومة الفارغة وجيوبهم، والخوف من أنهم سيضطرون للانحطاط نحو أعمال مستمرة مع إسرائيل، مع العلم أن بيروت تنتظر انتهاء الخلافات حول تشكيل حكومة سعد الحريري الجديدة، وتركز في هذه الأثناء على تضخيم العضلات أمام إسرائيل”.
وبيّن أنه “في رأس الناقورة، قدم اللبنانيون فجأة طلبا جديدا للحصول على حقلي “القرش والتمساح”، الذي يتدفق منه الغاز في العام المقبل، وأضافوا 1500 كيلومتر مربع أخرى إلى المنطقة المثيرة للجدل البالغة 850 كيلومترا مربعا، مع العلم أنها المرة الثالثة التي يغير فيها لبنان مطالبه الأصلية، التي أودعت في الأمم المتحدة في وقت مبكر من عام 2007، وباتت لديهم شهية تنمو مع ارتفاع روائح الغاز من الجانب الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن “الوسطاء الأمريكيين يخشون أن يصل الوفد الإسرائيلي قرار من تل أبيب بالانسحاب والرحيل، لكن ذلك لم يحدث، حيث قام وزير الطاقة يوفال شتاينتس، بإعداد تعليماته، وبناءً عليها قدم الوفد الإسرائيلي مطالبته الجديدة الخاصة بخط الحدود البحرية الذي يضيف 350 كيلومترا مربعا أخرى للمياه الاقتصادية الإسرائيلية، بما في ذلك البنية الجيولوجية الواعدة التي افتتحتها”.
وكشف النقاب أن “إسرائيل لديها خط آخر رسمه خبراؤها، ويقضي بالذهاب للشمال أبعد من ذلك، بعبارة أخرى، فإنه في نهاية أسبوع المساومة، تضاعفت مساحة النزاع بين إسرائيل ولبنان ثلاث مرات، وبدلاً من تضييق فجواتهما، فقد شهدت توسعا دراماتيكيا لمساحة النقاش، وواضح أننا أمام لعبة مبكرة، ويعلم اللبنانيون أنهم خسروا المليارات، لأن الشركات التي حصلت على امتيازات الحفر، وخاصة شركة توتال الفرنسية، تنتظر الحل”.
ونوه يعاري، إلى أنه “بالتزامن مع المفاوضات البحرية الجارية بين لبنان وإسرائيل، فقد ظهرت إلى السطح شركة غاز روسية، بجانب شركة “شيفرون” الأمريكية، التي قد تندمج مع شركة “إكسون” وجميعها تراهن بكامل قوتها على غاز شرق البحر المتوسط على حساب الصخر الزيتي في الولايات المتحدة نفسها”.
وأوضح أن “الحل إذا وصلنا لمثل هذه اللحظة قد يبدو بسيطا للغاية، فبدلاً من الجدل حول أساليب وضع العلامات المعقدة، وحسابات طريق الحدود، بين المفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين، فلا بد من اعتماد القواعد التي طبقها الأمريكيون لتحديد الحدود البحرية في خليج المكسيك ومع كندا”.
وختم بالقول: إنه “بدلا من الغوص في الخرائط، والبحث عن الشعاب المرجانية البعيدة مثل “الجزيرة” اللازوردية، فسيكون من الأفضل دخول اللبنانيين والإسرائيليين في معادلات رياضية مباشرة، بحيث تكون النتيجة فوز لبنان بنسبة 55 بالمئة من النزاع الأصلي، وربما أكثر من ذلك بقليل، فليس هناك من خيار، بل تجب مواصلة المفاوضات في الناقورة، دون مغادرة الطاولة، حتى تنفد حيل السياسيين في بيروت”.
عربي 21