بايدن لا يساوره “أدنى شك” بالفوز وترامب يتهم الديمقراطيين بسرقة الانتخابات

بايدن لا يساوره “أدنى شك” بالفوز وترامب يتهم الديمقراطيين بسرقة الانتخابات

واشنطن- طمأن المرشّح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن إلى أنّ نتائج الانتخابات ستظهر “قريبا جدا” وستمنحه “دون أدنى شك” الفوز على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي جدّد من جهته التأكيد على أنّه سيكون الفائز بالانتخابات إلا إذا “سرقها” منه الديمقراطيون بواسطة أصوات غير شرعية، في اتّهام لم يقدّم أيّ دليل عليه.

وقال بايدن للصحافيين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير “أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب والفرز جار وسنعرف النتيجة قريبا جدا”.

وأضاف نائب الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عاما “لا يزال شعورنا جيّدا جدا حول الأوضاع الحالية. لا نملك أدنى شك بأنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيتم إعلان فوزنا، السناتورة هاريس وأنا”.

وبايدن الذي اختار السناتورة كامالا هاريس لخوض الانتخابات معه لمنصب نائب الرئيس يتقدّم على ترامب في السباق للحصول على 270 من أصوات المجمّع الانتخابي لقيادة الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، مع إعراب حملته الانتخابية عن ثقتها بأنّه سيحصد ما يكفي من الأصوات للفوز في ولايات تحتدم فيها المنافسة مع الجمهوريين ولم تصدر نتائجها حتى الآن وأهمّها بنسلفانيا.

وتقلصت الفوارق في الولايات المتأرجحة مع استمرار فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركية مساء الخميس.

وتشير أحدث الأرقام إلى أنه بعد فرز 95 في المئة من الأصوات في ولاية بنسلفانيا الحاسمة، حصل ترامب على 49.5 في المئة من الأصوات مقابل 49.2 في المئة لبايدن.

وفي ولاية أريزونا، يتقلص تقدم المرشح الجمهوري ويتقدم فيها بايدن بحوالي 46 ألف صوت بنسبة

50.3 في المئة مقابل حصول ترامب على نسبة 48.3 في المئة .

وفي الوقت نفسه، تشهد ولاية جورجيا تساويا في الحظوظ بين المرشحين، حيث يفصل بينهما أقل من ألفي صوت فقط في الولاية التي تضم 16 صوتا في المجمع الانتخابي.

وفي ولاية نيفادا يتقدم بايدن بحوالي 11400 صوت. وللولاية ستة أصوات بالمجمع الانتخابي.

وبعدما كان الرئيس الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية متقدّما على بايدن في النتائج الأولية التي نشرت بعيد إغلاق صناديق الاقتراع، بدأ هذا التقدّم يضمحلّ بعد فرز بطاقات الاقتراع البريدية التي تصبّ 80 في المئة منها لصالح بايدن.

ومساء الخميس جدّد الرئيس المنتهية ولايته التأكيد على أنّه سيكون الفائز بالانتخابات إلا إذا “سرقها” منه الديمقراطيون. وقال ترامب أمام الصحافيين في البيت الأبيض بعد يومين من إعلانه فوزه بالانتخابات إنّه “إذا أحصيتم الأصوات الشرعية أفُز بسهولة. إذا أحصيتم الأصوات غير الشرعية، يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منّا”.

وأضاف أنّ حملته الانتخابية رفعت “قدرا هائلا من الدعاوى القضائية” لمواجهة “فساد” الديمقراطيين، في اتّهام يصطدم بواقع أنّ العديد من المسؤولين في الولايات المعنية بهذه المزاعم أكّدوا نزاهة العملية الانتخابية في ولاياتهم.

واعتبر ترامب أنّه “على الرّغم من التدخّل الذي لم يسبق له مثيل في انتخابات، من قبل وسائل الإعلام الرئيسية وعالم الأعمال وعمالقة التكنولوجيا، فقد فزنا وبأرقام تاريخية، والاستطلاعات كانت خاطئة عمدا”.

وشدّد الملياردير الجمهوري على أنّ “الموجة الزرقاء التي أعلنوا عنها لم تحصل” في إشارة إلى ما توقّعته استطلاعات رأي عديدة قبل الانتخابات من أنّ الديمقراطيين الذين يتّخذون من اللون الأزرق شعارا لهم سيحقّقون فوزا جارفا في الانتخابات.

وأسهب ترامب في كلمته في سرد مزاعم واتهامات بالفساد من دون أن يقدّم أيّ دليل على أيّ منها، وقال “لا يمكننا السماح لأحد بتكميم أفواه ناخبينا واختلاق نتائج”.

وأضاف “أشعر بأنّ القضاء يجب أن يبتّ بالأمر في نهاية المطاف”.

وحالما انتهى ترامب من إلقاء كلمته أمام الصحافيين غادر القاعة من دون أن يجيب على أي سؤال.

وقطعت شبكات تلفزيونية أميركية عديدة مساء الخميس النقل المباشر للكلمة التي ألقاها ترامب من البيت الأبيض بسبب تضمنّها “سيلا من الأكاذيب” بشأن نزاهة الانتخابات التي يبدو الملياردير الجمهوري مع تقدّم عمليات فرز الأصوات أنّه على وشك خسارتها أمام منافسه الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن.

ويجد الرئيس المنتهية ولايته نفسه في عزلة متزايدة داخل معسكره الجمهوري في معركته هذه ضدّ “التزوير والاحتيال”، والتي يعتبرها كثيرون معركة خيالية، في وقت يعتصم فيه قادة الحزب الجمهوري بالصمت منتظرين انتهاء عمليات فرز الأصوات في الولايات المتبقّية وصدور النتائج.

وبعيد كلمة ترامب كتب بايدن على تويتر “لن يسلبنا أحد ديمقراطيتنا. لا اليوم ولا أبدا”.

وقالت مديرة حملة المرشح الديمقراطي جينيفر ديلون “أظن أن هذا اليوم سيكون إيجابيا جدا لنائب الرئيس”، وأضافت “نحن واثقون تماما أن جو بايدن سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة”.

وبعد مرور يومين على الاقتراع الرئاسي الأميركي، يسود التوتر في الولايات الرئيسية التي قد تحسم مصير الانتخابات لصالح بايدن، فيما أطلق معسكر دونالد ترامب دعاوى قضائية مدعومة في بعض الحالات بتظاهرات نظّمها مناصرون للملياردير الجمهوري.

ولم يعد أمام المرشح الديمقراطي الذي كان نائبا للرئيس باراك أوباما لثماني سنوات، سوى الفوز في واحدة أو اثنتين من الولايات الرئيسية الباقية ليؤدّي اليمين في 20 يناير رئيسا للولايات المتحدة. وامتنع بايدن عن إعلان فوزه، على عكس ما فعل خصمه بعد ساعات على انتهاء العملية الانتخابية.

العرب