الصدر لا تهمّه المرأة العراقية إلا إذا كانت ناخبة

الصدر لا تهمّه المرأة العراقية إلا إذا كانت ناخبة

حملة انتخابية مبكرة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تويتر من أجل حث أنصاره على تحديث بياناتهم الانتخابية ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات بينما المدن العراقية -وخاصة مدينة الصدر- تغرق في الفيضانات؛ وهو ما أثار سخرية العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

بغداد – أثار هاشتاغ #نتلاكه_بالانتخابات، الذي يعني “نلتقي في الانتخابات”، والذي أطلقه التيار الصدري لحشد أنصاره في العراق -وخاصة في مدينة الصدر- سخرية بالغة على مواقع التواصل الاجتماعي.

والهاشتاغ دعاية انتخابية مبكرة تزعمها صالح محمد العراقي الذي دعا أنصار التيار الصدري إلى تحديث بياناتهم الانتخابية للحصول على البطاقة الانتخابية “البيومترية”، كخطوة أولى للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، المقرر إجراؤها في السادس من يونيو المقبل.

ويُقصد بـ”البطاقة البيومترية” أنها بطاقة انتخاب تحمل كافة بيانات الناخب، إضافة إلى بعض العلامات التي لا يمكن تزويرها، كبصمات الأصابع وصورة حامل البطاقة، وهي البيانات التي بدأ جمعها من الناخبين في عام 2013، تحت مظلة ما عُرف بـ”مشروع التسجيل البيومتري”.

وصالح محمد العراقي هو حساب لشخصية وهمية توصف بالمقرّبة جدا من الصدر، كما أن قادة التيار الصدري يؤكدون إشراف الصدر شخصيّا على الحساب الناطق باسمه، فيما يقول متابعون للشأن العراقي إن الصدر اختار ابن أخيه أحمد ابن سيد مصطفى ليكتب له تغريدات تافهة تحت اسم صالح محمد العراقي، لأنه معجب بتعابير ابن أخيه الساذجة.

وقال صالح محمد العراقي إن تحديث بطاقة الناخب ليس حكرا على الرجال، وأعاد نشر تغريدة لأحد أتباع التيار بخروج أهالٍ إلى مراكز تحديث بطاقة الناخب مع الالتزام بالوقاية الصحية. كما علق العراقي على المعترضين على خروج النساء لتحديث سجل الناخبين قائلا ما نصه “هل هناك معترض بعد ذهاب قائدكم مع عائلته للانتخابات؟”.

وأثار المنشور جدلا واسعا خاصة أن الصدر سبق أن أهان المشاركات في الاحتجاجات الشعبية. ورد العراقيون على الصدر حينها بهاشتاغ #العراقيات_أشرف_من_عمائمكم.

ونشر الصدر سلسلة تغريدات تدعو إلى منع الاختلاط بين الجنسين في ساحات التظاهر، وتتهم بعض النساء المتواجدات هناك بارتكاب أعمال “لا أخلاقية”.

وتعرضت الكثير من الناشطات لعمليات اغتيال واختطاف يعتقد أن ميليشيات عراقية موالية لإيران تقف خلفها.

وتأمل المرأة العراقية أن تحصل على حقوقها التي قمعها رجال الدين طويلا بعد تحرر العراق منهم. وقال مغردون إن الصدر لا تهمه المرأة إلا إذا كانت ناخبة.

في سياق آخر، حث ساخرون أنصار “السيد” على الذهاب سباحة لتحديث بطاقاتهم في وقت يغرق فيه العراق جراء الفيضانات. وفي مقابل ذلك تصدرت عدة هاشتاغات موالية للصدر.

وعلقت مغردة على صور لمدينة الصدر تغرق في الفيضانات:

@RussolALQaysar

غرقت مدينة الصدر في بغداد. ماذا قدم مقتدى لهذهِ المدينة التي تحمل اسم عائلتهِ على مدار 17 عاما؟ ما هي إنجازاته؟ ماذا فعل صاحب الـ54 مقعدا بالبرلمان لهذه المدينة الفقيرة المعدومة من أبسط مقومات العيش؟ العراق على حافة الانهيار؛ انتخب الذي يقدم لك حياة كريمة وصحية #نتلاكه_بالانتخابات.

وتظهرُ صورٌ ومقاطعُ فيديو غرقَ مناطق في العاصمة بغداد ودخول المياه إلى بعض المنازل في أكثر من منطقة، فيما تدخلت آليات الجيش العراقي للمساعدة في شفط مياه الأمطار.

وعبر العراقيون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم وحمّلوا الحكومات المتعاقبة مسؤولية ذلك. وقال حساب:

@dulaimia__

وما العجب لو خان الفؤاد ضلوعه؟! إن الذي خان العراق عراقي.. #العراق_يغرق.

يذكر أن المدن العراقية تشهد كل عام فيضانات كبيرة مع الساعات الأولى التي تبدأ فيها الأمطار بالهطول.

وتناول بعض المغردين الموضوع بصورة كوميدية، حيث نشروا صورا لبعض الشوارع الغارقة مع تشبيهها بمدينة البندقية الإيطالية التي تطفو فوق سطح الماء.

وشن أنصار الصدر حملات منظمة على المنتقدين مع تدخل صالح محمد العراقي للتحريض ضدّهم، وقال العراقي إنها “صفحات حقود” وأصحابها “أعداء الوطن والدين”.

وكتب مغرد:

@Aboaliakber

حتى المطر يستغلونه للنيل من التيار الصدري، يركزون على غرق مدينة الصدر ويتناسون بقية المدن، يتجاهلون مدينة ميسان التي ما أضرها المطر، ويتذرعون بقلة مطرها. حقدكم يزيدنا تماسكا ووحدة وقوة وإصرارا وعزيمة.

وحرض مغرد ضد ناشطين بالاسم كمقدمة لتخويفهم وربما استهدافهم.

وقال مغرد في هذا السياق:

وقال الصحافي شاهو القرة داغي متهكما:

وتدور على مواقع التواصل في العراق حرب نفوذ، إذ تسعى الميليشيات الإلكترونية التابعة للأحزاب الدينية إلى استرجاع نفوذها على مواقع التواصل الاجتماعي والذي تراجع بشكل غير مسبوق لفائدة المحتجين، وهو ما بات يهدد حكم المعممين الذين لطالما استغلوا مواقع التواصل في الترويج لخرافات “المقدسات” و”المقاومة”.

وفي الفترة الماضية خاض العراقيون حربا إلكترونية واسعة ضد “أصنام إيران” في العراق التي كان انتقادها من المحرمات، بموازاة احتجاجاتهم في الساحات. ويعتبر مغردون أن العراق حكمته مجموعة من اللصوص والمشعوذين منذ عام 2003، مؤكدين أنه لا يمكن إنقاذ العراق إلا برحيل عمائم إيران.

العرب