في تصعيد أمني جديد يشهده العراق على صعيد الهجمات التي تنفذها الجماعات المسلحة ضد الوجود الأميركي في البلاد، أعلنت السلطات العراقية سقوط صواريخ “كاتيوشا” على المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، سقط أحدها قرب السفارة الأميركية التي أطلقت صفارات الإنذار عقب الهجوم.
ويأتي الهجوم بعد أقل من 48 ساعة على قصف مماثل استهدف قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين، وأسفر عن إصابة متعاقد أجنبي مع شركة أميركية تعمل في مجال تقديم الدعم الفني لطائرات “F16” العراقية.
ووفقاً لبيان مقتضب صدر عن خلية الإعلام الأمني العراقية، فإنّ القصف لم يسفر عن أي إصابات، غير أنه ألمح إلى انتظار بيان آخر بعد انتهاء “التحقيق والمتابعة”.
ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه على المنطقة الخضراء، بعد صمت دام لنحو شهرين، جرى خلاله الحديث عن هدنة غير معلنة منحتها الفصائل المسلحة الموالية لإيران لواشنطن، وتعهدت بعدم استهداف سفارتها في بغداد.
وأبلغ جنرال عراقي في قيادة عمليات بغداد مراسل “العربي الجديد” بأنّ الهجوم الصاروخي أسفر عن خسائر مادية بسيارات موظفين داخل المنطقة الخضراء، بينما يُنتظر تقرير السفارة الأميركية التي أطلقت صفارات الإنذار فيها، في إشارة إلى وجود خطر طاولها، لافتاً إلى أن التقرير الأولي يشير إلى أن الصواريخ، وعددها ثلاثة، انطلقت من منطقة جنوبي العاصمة بغداد.
ونقل التلفزيون الرسمي العراقي عن المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، قوله إنّ الجماعات المنفلتة هي من تقف خلف القصف”، في إشارة إلى أنّ الهجوم تقف خلفه المليشيات وليس عملاً إرهابياً لتنظيم “داعش”.
ويأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوع على هجوم صاروخي تعرضت له قاعدة للتحالف الدولي في محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، وتبنته مليشيا أطلقت على نفسها “سرايا أولياء الدم”، وهي موالية لإيران، أعقبها هجوم صاروخي آخر على قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين قبل يومين.
من جهته، أكد مسؤول أمني عراقي فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ”العربي الجديد”، أنّ “مروحيات عراقية بدأت عملية مراقبة وبحث عن الجهات التي نفذت الهجوم، وأنها تجول في المناطق القريبة من المنطقة الخضراء”، مبيناً أنّ “الهجوم ينذر بتصعيد جديد من قبل الفصائل المسلحة، ما قد تترتب عليه مراجعة الخطط الأمنية التي تنفذها قواتنا في العاصمة بغداد”.
وتتهم واشنطن الفصائل الموالية لإيران بتنفيذ الهجمات الصاروخية على المقار الأميركية بالعراق، وأرتال المتعاونين مع التحالف الدولي، إلا أن السلطات العراقية لم تعلن عن الجهات التي تقف وراء ذلك.
أكثم سيف الدين
العربي الجديد