أبرز المحطات في العلاقات بين الجزائر وفرنسا

أبرز المحطات في العلاقات بين الجزائر وفرنسا

تتقلّب العلاقات المعقدة بين فرنسا والجزائر بين التوتر الذي ساد مؤخرا والتهدئة التي بادر إليها السبت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتنديده بـ”جرائم لا مبرر لها” ارتُكبت في 17 تشرين الأول/أكتوبر.

في ما يلي بعض أبرز المحطات في العلاقة بين البلدين:

الاستقلال
في 5 تموز/يوليو 1962، أعلنت الجزائر استقلالها بعد 132 عاما من الاستعمار الفرنسي وحرب التحرير الدامية التي استمرت قرابة ثماني سنوات.

في 18 آذار/مارس، وقع ممثلو فرنسا والحكومة الجزائرية الموقتة اتفاقات إيفيان التي كرست الهزيمة الفرنسية.

تسبب النزاع في مقتل نحو 500 ألف مدني وعسكري بينهم 400 ألف جزائري حسب تقديرات المؤرخين الفرنسيين و1,5 مليون ضحية حسب السلطات الجزائرية.

في أيلول/سبتمبر 1963، أصبح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة. وبعد أقل من شهر، أعلن تأميم الأراضي التي ما زالت مملوكة للأوروبيين.

تم إخلاء القواعد الفرنسية في رقان وبشار في الصحراء والمرسى الكبير ثم قاعدة بوسفر بين عامي 1967 و1970.

تأميم قطاع المحروقات
في حزيران/يونيو 1965، أطيح بن بلة من قبل نائبه ووزير الدفاع هواري بومدين الذي ساعده على الإمساك بالسلطة خلال صراعات داخلية إثر الاستقلال.

في شباط/فبراير 1971، أعلن بومدين تأميم خطوط أنابيب الغاز و51 بالمئة من أصول شركات النفط الفرنسية.

ردا على ذلك، قررت باريس في نيسان/أبريل 1971 إنهاء “العلاقات الامتيازية” مع الجزائر.

جيسكار ديستان في الجزائر
في نيسان/أبريل 1975، بدأ فاليري جيسكار ديستان أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة.

ولأول مرة منذ صيف عام 1962، زينت الأعلام الفرنسية الطرق الرئيسية في الجزائر العاصمة.

في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 1981، أكد الرئيس فرنسوا ميتران لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة رسمية، أن “فرنسا والجزائر قادرتان على التغلب على خلافات الماضي وتجاوزها”.

في كانون الأول/ديسمبر 1982، أجرى الشاذلي بن جديد أول زيارة لرئيس جزائري إلى فرنسا.

عنف المتطرفين الإسلاميين
في أيلول/سبتمبر 1993، تم اختطاف مواطنين فرنسيين وذبحهما، ليصيرا أول ضحيتين أجنبيتين منذ بدء الاشتباكات بين قوات الأمن والجماعات الإسلامية المسلحة عام 1992.

في كانون الأول/ديسمبر 1994، اختطفت “الجماعة الإسلامية المسلحة” طائرة ايرباص تابعة للخطوط الجوية الفرنسية على مدرج مطار الجزائر العاصمة. وانتهت عملية احتجاز الرهائن في مدينة مرسيليا بمقتل الخاطفين الأربعة. ردا على ذلك، اغتيل أربعة قساوسة ثلاثة منهم فرنسيون شرق الجزائر العاصمة.

في آذار/مارس 1996، تم اختطاف سبعة قساوسة من ديرهم في تبحرين ثم إعدامهم، في عملية اغتيال لا تزال ملابساتها غامضة.

من تموز/يوليو إلى تشرين الأول/أكتوبر 1995، خلفت موجة هجمات لـ”الجماعة الإسلامية المسلحة” في فرنسا عشرة قتلى وحوالى 200 جريح.

تدهور العلاقات
في حزيران/يونيو 2000، أجرى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زيارة دولة إلى فرنسا.

في آذار/مارس 2003، وقع الرئيس جاك شيراك في الجزائر العاصمة مع بوتفليقة “إعلان الجزائر” الذي نصّ على “شراكة استثنائية” من أجل تجاوز “ماضٍ لا يزال مؤلما… ينبغي عدم نسيانه أو إنكاره”.

لكن إصدار قانون حول “الدور الإيجابي للاستعمار” شوه العلاقات بين الجزائر وباريس في شباط/فبراير 2005. وصرح بوتفليقة أن هذا القانون يكشف عن “عمى عقلي يكاد يصل إلى الانكار وتحريف التاريخ”.

بعد عام، تم إلغاء القسم المثير للجدل من القانون بمرسوم.

لكن الجزائر اشترطت اعتذارا رسميا عن الجرائم التي ارتكبت في ظل الاستعمار لتوقيع معاهدة صداقة.

في نهاية 2007، ندد الرئيس نيكولا ساركوزي أثناء زيارته إلى الجزائر، بالنظام الاستعماري بدون أن يعتذر ودعا الجزائر إلى “التطلع إلى المستقبل”.

في نهاية 2012، اعترف فرنسوا هولاند في زيارة رسمية بـ”المعاناة التي ألحقها الاستعمار الفرنسي” بالشعب الجزائري.

توترات جديدة
بين أيار/مايو وحزيران/يونيو 2020، استدعي السفير الجزائري في فرنسا بعد بثّ قنوات تلفزة فرنسية شريطا وثائقيا حول الحراك الاحتجاجي.

في كانون الثاني/يناير 2021، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون سيتخذ “إجراءات رمزية” لتهدئة الذاكرة بشأن حرب الجزائر ومحاولة مصالحة البلدين، لكنه لن يقدم “الاعتذارات” التي طلبتها الجزائر، بعد نشر تقرير كُلف به المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا.

في شباط/فبراير، رفضت الجزائر التقرير ووصفته بأنه “غير موضوعي”، منتقدة عدم “اعتراف فرنسا رسميا بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها خلال احتلالها للجزائر”، وفق ما جاء على لسان وزير الاتصال عمار بلحيمر.

في نيسان/أبريل، أرجئت في وقت متأخر زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس.

في 2 تشرين الأول/أكتوبر، استدعت الجزائر سفيرها في باريس ردا على تصريحات للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة لوموند، اعتبر فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها عام 1962 على “ريع للذاكرة” كرسه “النظام السياسي-العسكري”، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

في 5 تشرين الأول/أكتوبر، أعرب إيمانويل ماكرون عن أمله في الوصول إلى “تهدئة”. وقال “أكن احتراما كبيرا للشعب الجزائري وأقيم علاقات ودية فعلا مع الرئيس تبون”.

ماكرون يندد بـ”جرائم لا مبرر لها”
في 16 تشرين الأول/أكتوبر ندد ماكرون بـ”جرائم لا مبرر لها بالنسبة إلى الجمهورية”، إثر إقامة مراسم رسمية إحياء للذكرى الستين لقتل متظاهرين جزائريين في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961 في باريس.

(أ ف ب)