أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، منتصف ليلة السبت-الأحد، النتائج النهائية للانتخابات العراقية 2021 التي أجريت الأحد الماضي، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة شهدتها بغداد، إثر بيان أصدرته قوى سياسية حليفة لطهران رفضت فيه نتائج الانتخابات بشكل كامل واعتبرتها مطعوناً في صحتها.
وذكر رئيس مجلس المفوضية، القاضي عدنان جليل، في مؤتمر صحافي عقد في بغداد داخل المنطقة الخضراء، “هذه النتائج تُعد أولية ويمكن الطعن فيها”، مشدداً بالقول “ملزمون بأن نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين”، مشيراً إلى أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 43%.
وفيما كشف أنّ “3681 محطة انتخابية تم عدّها يدوياً خلال الأيام الماضية”، لم يذكر جليل أسماء القوى الفائزة أو عدد ما حصلت عليه من مقاعد برلمانية، لكنه أشار إلى أنها باتت موجودة الآن على موقع المفوضية الرسمي على شبكة الإنترنت.
لكن مراقبين أكدوا أن الموقع وبسبب الضغط الكبير عاد وتوقف عدة مرات خلال الدقائق التي تلت الإعلان عن النتائج، كما أن النتائج توزعت على 18 محافظة من دون أن تقوم مفوضية الانتخابات بجمع النتائج وتقديمها مرة واحدة، لغاية الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق بتوقيت بغداد.
ووفقاً للنتائج، فقد حل “التيار الصدري” في المرتبة الأولى، بواقع 73 مقعداً برلمانياً من أصل 329، أعقبه تحالف “تقدم” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بـ37 مقعداً، وحل تحالف “دولة القانون”، بزعامة نوري المالكي ثالثاً، بواقع 34 مقعداً، كما حلّ في المرتبة الرابعة “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الحاكم في إقليم كردستان العراق بزعامة مسعود البارزاني، بواقع 32 مقعداً، وتمثل نحو ثلثي مقاعد الإقليم المخصصة له في البرلمان.
إلى ذلك ارتفع عدد مقاعد تحالف “الفتح”، الذي يمثل الجناح السياسي لـ”الحشد الشعبي”، من 14 إلى 17 مقعداً، وجاء سادساً “تحالف كردستان”، الذي يضم “الاتحاد الوطني الكردستاني” وقوى كردية أخرى بواقع 16 مقعداً، بينما تراجعت حركة “امتداد” المدنية من 10 مقاعد إلى 9، وكذلك تحالف “عزم”، بواقع 12 مقعداً، ثم “إشراقة كانون” عند 6 مقاعد. فيما فاز مجموع المرشحين المستقلين الذين قدموا أنفسهم خارج إطار الأحزاب والكيانات السياسية وفازوا في هذه الانتخابات بـ 40 مقعداً.
واستبقت القوى السياسية الحليفة لإيران، مساء السبت، إعلان النتائج النهائية للانتخابات ببيان جديد عقب اجتماع عقدته في بغداد، بالتأكيد على “رفضها الكامل” لنتائج الانتخابات، معتبرة أنها مطعون في صحتها.
تقارير عربية
“الإطار التنسيقي” يستبق إعلان نتائج الانتخابات العراقية برفضها
وعلى النقيض من ذلك البيان، أصدر زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، بياناً أعلن فيه عن قبوله لنتائج الانتخابات، مضيفاً أنه “من الآن فصاعداً لا ينبغي أن تكون الانتخابات ونتائجها مثاراً وباباً للخلافات والاختلافات والصراعات”.
وانتشرت وحدات من الجيش العراقي والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب في بغداد ومدن عدة، أبرزها النجف وكربلاء وبابل، تحسباً لردود فعل غاضبة على نتائج الانتخابات.
وقال مراسل “العربي الجديد”، في بغداد، إنّ الانتشار الأمني لوحدات الجيش والشرطة مازال متواصلاً في مناطق من بغداد، خاصة في محيط المنطقة الخضراء.
وأجّلت مفوضية الانتخابات العراقية موعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، عدة مرات، بعد أن ذكرت أنها ستكون في الساعة السادسة مساء ثم التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.
العربي الجديد