كيف يمكن للغرب إعادة روسيا إلى طاولة المفاوضات؟

كيف يمكن للغرب إعادة روسيا إلى طاولة المفاوضات؟

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، أنه “لا يرى أي احتمال يسمح بعودة أوكرانيا لاستئناف المفاوضات مع روسيا”.

ورأى لافروف في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطني في بيلاروسيا أنه “من غير المرجح أن تسمح القوى الغربية لأوكرانيا بالعودة إلى طاولة المفاوضات”، وفق وكالة تاس الروسية.

وأشار إلى أنه “لا يرى أي إمكانية لأوكرانيا لتقديم أي مقترحات.. لن نقترح أي شيء أيضا. قدمنا مقترحات منذ فترة طويلة. الآن الكرة في ملعبهم”.

وتعثرت مفاوضات السلام بين كييف وموسكو منذ أبريل الماضي، حيث عقدت جولات مباحثات عدة من دون التوصل إلى تفاهمات لحل الأزمة.

وبعد مرور أربعة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا، تتضاءل احتمالات السلام، فيما قد تكون موسكو قد دخلت في حرب استنزاف طويلة، وفق تحليل نشرته مجلةناشونال إنترست.

فكيف يمكن العودة لطاولة المفاوضات؟

وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، قال في تصريحات، الأسبوع الماضي، إن التقدم الأوكراني فقط على “أرض المعركة” يمكنه إقناع روسيا بالجلوس على طاولة المفاوضات.

ويشير كلام كوليبا إلى أن كييف عليها اكتساب نوع من الزخم على الجبهتين في جنوب البلاد وشرقها، إذ أن الوصول لهذه النتيجة لن يكون بالأمر السهل، إذ تحتاج أوكرانيا للمزيد من الصواريخ ومضادات السفن والطائرات حتى تستطيع “شن هجمات مضادة فعالة”، وفق كوليبا.

ويلفت التحليل إلى أن الدول الغربية تواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة، لكنها بالكاد تستطيع تلبية الكميات التي تحتاجها كييف، ناهيك عن أن هذه الدول مقيدة باعتبارات استراتيجية حتى لا تؤثر على إمدادات الطاقة في أوروبا، وتجنب التصعيد مع موسكو.

وتؤكد المجلة أن السيناريو المرجح قد يكمن في عدم تمكن أي طرف من تحقيق أهداف في ساحات المعارك، ما يؤدي إلى حرب استنزاف مطولة، والتي قد لا تكون في مصلحة موسكو، خاصة وأن الغرب مصمم على عدم ترك أوكرانيا تسقط.

وأضافت أن روسيا قد تسعى إلى المفاوضات حينها، والتي قد تتيح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحفاظ على الروابط الثقافية واللغوية بين البلدين كجزء من المفاوضات.

ويشكك البعض في أن بوتين لن يكون “مستعدا للموافقة على أي صفقة يمكن الحكم عليها في الداخل على أنها تشكل هزيمة”، ولكن الاستمرار بحرف استنزاف يموت فيها مئات الجنود الروس يوميا وتزايد خنق العقوبات للاقتصاد الروسي، لن تكون في صالح موسكو أيضا، وفقا للمجلة.

ويدعو التحليل إلى إمكانية التفاوض بشأن جعل أوكرانيا منطقة “عازلة” بعيدا عن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وأن ذلك قد يوفر فرصة للنظام الروسي لإعلان نجاحه في مساعيه.

وأضاف أنه هناك آليات يمكنها زيادة الضغط على روسيا لجعلها تنخرط أكثر في محادثات السلام، من خلال حث منتجي النفط على زيادة إنتاجهم، كما يمكن الاستعانة بتدخل الصين للضغط على بوتين أيضا.

ويوضح التحليل أنه يمكن استخدام أوراق عديدة لتحفيز بوتين على التفاوض، من خلال “تخفيف العقوبات” إضافة إلى استغلال ورقة “انضمام السويد وفنلندا” لحلف شمال الأطلسي.

الحرة