نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقالا لروز غوتيمولر عن كيفية تفادي صدام نووي بين الغرب وروسيا، والذي قد يؤدي إلى نهاية العالم.
وأشارت الكاتبة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي غزا أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، أطلق تحذيرا لأي دولة تقدم على إرسال قوات للتدخل المباشر في أوكرانيا من “عواقب وخيمة”. ورغم أن بوتين لم يحدد ما هي تلك العواقب، إلا أن ما بين سطور التحذير رُجح بشدة بأنه يقصد الأسلحة النووية.
وتنوه إلى أن بوتين كرر تهديده بالأسلحة النووية أثناء خطابه الذي أعلن فيه ضم أربعة أقاليم أوكرانية إلى الاتحاد الروسي عبر استفتاءات عامة زائفة.
لكن بوتين، كما تؤكد الكاتبة، يعلم جيدا أن للولايات المتحدة سابقة في الهجمات النووية، إذ وجهت ضربة نووية عام 1945 إلى هيروشيما وناغازاكي.
وتشدد على أنه في مقابل تهديدات بوتين النووية، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن خطر نهاية العالم بسبب حرب نووية، أصبح عند أعلى درجاته هذا الشهر منذ أزمة الصواريخ الكوبية قبل 60 سنة.
في مقابل تهديدات بوتين النووية، حذر بايدن من أن خطر نهاية العالم بسبب حرب نووية، أصبح عند أعلى درجاته هذا الشهر منذ أزمة الصواريخ الكوبية قبل 60 سنة
ورجحت الكاتبة أن هناك احتمالا من اثنين للهجوم النووي الروسي المحتمل؛ الأول يشير إلى إمكانية استهداف روسيا بسلاح نووي منشأة عسكرية بعينها، بينما يشير الاحتمال الثاني إلى تنفيذ موسكو ضربة نووية استعراضية – ربما تكون فوق البحر الأسود – وذلك بهدف إرهاب أوكرانيا وحلفائها من دول الغرب والدفع بهم إلى طاولة المفاوضات.
وتناولت الكاتبة الخيارات التي يمكن استخدامها للحيلولة دون ضربة نووية روسية، وأشارت هنا إلى أن هناك معارضة داخل روسيا لهجوم نووري، ومن أنه سيكون “خطأ وجريمة”.
كما أشارت إلى أن هناك معارضة من حلفاء بوتين الأقوياء في الخارج، الصين والهند، إذ أعربت الدولتان عن معارضتهما الشديدة لضربة نووية في أوكرانيا في قمة سمرقند.
ورأت الكاتبة أن هناك حل ثلاثي الأبعاد لمواجهة بوتين وهجومه النووي المحتمل، مؤكدة أن البعد السياسي لهذا الحل قد لا يجدي نفعا في مواجهة الرئيس الروسي بسبب براعة حكومته في الأعمال السياسية الدعائية.
وأشارت أيضا إلى إمكانية فشل البعد الاقتصادي الذي يتمثل في العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، مرجحة أن بوتين قد يكون محصنا ماليا بشكل جيد ضد تلك العقوبات.
وعارضت وحذرت أيضا من الحل العسكري الذي أشارت إلى أن لجوء الغرب إليه قد لا يكون مأمون العواقب نظرا لإمكانية تعجيله بالتصعيد بين بوتين والغرب.
وأكدت أن الحل هو في استخدام الدبلوماسية، وأنها النهج الوحيد الذي من خلاله يمكن الحيلولة دون هجوم نووي روسي في أوكرانيا. وشددت على أن الدبلوماسية قد لا تنهي الصراع، لكنها قد تجنب العالم سيناريو “أرمغدون نووي” (نهاية عالم نووية).
القدس العربي