صراع القوقاز يتجدد على “عتبات واشنطن”

صراع القوقاز يتجدد على “عتبات واشنطن”

تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات الإثنين السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، في شأن قصف جديد على الحدود قبل محادثات في واشنطن تهدف إلى وضع حد لصراع أودى بحياة مئات الأشخاص خلال الأشهر الأخيرة.

ويتوجه وزيرا خارجية البلدين المتنازعين في القوقاز إلى الولايات المتحدة الإثنين لعقد محادثات برعاية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وتعهد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف منذ أسبوع فقط “بعدم اللجوء للقوة” خلال قمة في روسيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن وزارة الدفاع الأرمينية أكدت في بيان أن “وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية أطلقت النار ليل الأحد على مواقع أرمينية تقع في المنطقة الشرقية من الحدود”، مشيرة إلى عدم وقوع “أي ضحايا”.

من جهتها اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمنية بإطلاق النار “بأسلحة خفيفة من عيارات مختلفة” على مواقع باكو من دون أن تبلغ عن أية خسائر.

ودعا “الكرملين” يريفان وباكو إلى “الامتناع من أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوتر”.

وخاضت أذربيجان وأرمينيا مواجهات عدة منذ عقود ضمن نزاع للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ، كانت من أشدها معارك عام 2020.

وخلفت حرب الخريف الماضي بين أرمينيا وأذربيجان أكثر من 6500 قتيل من الجانبين، وانتهت بهزيمة عسكرية أرمنية واتفاق سلام برعاية موسكو.

لكن مواجهات متقطعة استمرت على رغم وجود قوات روسية، سواء في ناغورني قره باغ أو عند الحدود المعترف بها بين البلدين، كما حصل في سبتمبر (أيلول) الماضي حين قتل 286 شخصاً على الأقل في مواجهات جديدة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.

واندلعت الحرب الأولى بين البلدين مع سقوط النظام السوفياتي مطلع تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على هذه المنطقة ذات الغالبية الأرمنية في الأراضي الأذربيجانية، مما أسفر عن مقتل 30 ألف شخص.

وبينما تزداد عزلة موسكو على الساحة الدولية منذ حربها على أوكرانيا في أواخر فبراير (شباط)، يؤدي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دوراً رئيساً كوسيطين في عملية التطبيع بين باكو ويريفان.

والتقى أشينيان وعلييف في بروكسل مرات عدة برعاية الاتحاد الأوروبي، وسبق لوزيري خارجية البلدين أن التقيا في سبتمبر في نيويورك بتدبير من وزير الخارجية الأميركي.

وتنظر روسيا بسلبية إلى هذه المبادرات إذ تسعى إلى تأكيد نفوذها في منطقة القوقاز وتشك في رغبة الغرب بمنافستها أثناء انشغالها بحرب أوكرانيا

اندبندت عربي