لم تكن وفاة الأمير نواف الأحمد الصباح، البالغ من العمر ستة وثمانين عاماً، مفاجئة. ففي تشرين الثاني/نوفمبر، تم نقله إلى المستشفى لأسباب غير معلنة، وكان وضعه الصحي المتردي بشكل متزايد قد دفعه أساساً إلى منح ولي العهد مشعل الأحمد الصباح زمام الحكم الفعلي في عام 2021. ولكن أخيه غير الشقيق، الشيخ مشعل، هو نفسه في الثالثة والثمانين من عمره، الأمر الذي سيثير الكثير من التكهنات حول الشخص الذي تفضله عشيرة الصباح الأوسع نطاقاً ليكون الوريث الشرعي لمشعل وما إذا كان سيتم اختيار شخص أصغر سناً بكثير وأكثر قدرة على الحكم لفترة أطول. وفي النظام الكويتي، أمام الأمير الجديد، الذي لم يؤدِ اليمين الدستورية بعد في “مجلس الأمة الكويتي”، اثني عشر شهراً لاختيار وريثه. ولم تظهر بعد أسماء المرشحين المحتملين علناً.
إن الكويت منخرطة حالياً في البروتوكول. وكان قد أُعلن عن وفاة الأمير نواف في 16 كانون الأول/ديسمبر، ووُري الثرى بعد مراسم تشييع حضرها أفراد عائلته ورئيس “مجلس الأمة الكويتي” في 17 كانون الأول/ديسمبر. ويقوم القادة الإقليميون والعالميون حالياً بزيارات لتقديم التعزية. وكان أول القادمين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أعقبه العاهل الأردني الملك عبد الله، ثم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الزعماء الذين أعقبوهم في الوصول لتقديم التعزية. وقد مثّل السعودية ولي العهد محمد بن سلمان، مما يشير إلى أن والده الملك سلمان، الذي سيبلغ الثامنة والثمانين من عمره في العام المقبل وسيكون أكبر زعماء الخليج سناً، لم يكن في صحة جيدة بما يكفي لسفره لتقديم التعزية.
إن ذكرى غزو الكويت بقيادة الرئيس العراقي صدام حسين في عام 1990 وما تلا ذلك من تحرير البلاد على يد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، تستحضر موقع الكويت الهش في الطرف الشمالي للخليج العربي، بين العراق والسعودية، حيث لا تبعد إيران سوى أميال قليلة عبر المياه. وتمتلك الكويت، العضو في منظمة “أوبك”، ما يقرب من 10 في المائة من النفط العالمي، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة – 70 في المائة منهم من المغتربين – وأصبح اسمها مرادفاً للثروة.
لكن على الرغم من ذلك، تعاني البلاد من انقسامات في الحكم وسوء الإدارة. وكثيراً ما ينتقد أعضاء “مجلس الأمة” الخمسين الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف، الابن الأكبر للأمير الراحل. ونتيجة للاستجواب والمساءلة القاسيان اللذين يواجههما الوزراء في “المجلس”، شكّل الشيخ أحمد أساساً، والذي تم تعيينه في تموز/يوليو 2022، حكومته الرابعة. وفي هذا الصدد، وصف الإصدار الأخير للنشرة الإخبارية للطاقة التابعة “للمسح الاقتصادي للشرق الأوسط” (MEES) علاقاته مع “مجلس الأمة” بأنها “مضطربة”، وجاء فيها: “في ظل هذه العلاقة المتوترة، لا تزال الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة بشدة غير مطبقة”. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك هي الحاجة الناشئة إلى استئجار محطات لتوليد الكهرباء على متن السفن لأن البنية التحتية البرية الحالية بالكاد تكفي لتوفير الطاقة لأشهر الصيف، عندما يبلغ الطلب على تكييف الهواء ذروته.
وتتطلع القيادة الكويتية إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري وتستضيف أكثر من 13000 جندي أمريكي في البلاد. يجب أن تتمنى واشنطن التوفيق للشيخ مشعل في دوره القيادي وتأمل أن يتمكن في النهاية من اختيار خلفاً له وربما أصغر سناً من عائلة الصباح يكون قادراً (على إدارة البلاد).
سايمون هندرسون
معهد واشنطن