تونس – أكد رئيس المؤسسة الليبية للنفط مصطفى صنع الله إن المؤسسة تنسق مع قيادة الجيش الوطني الليبي لاستعادة إدارة ميناءي رأس لانوف والسدر النفطيين.
وثارت مؤخرا شكوك برغبة الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر في إعادة تسليم إدارة الميناءين إلى المؤسسة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرا، بعد استعادة الجيش السيطرة على الميناءين.
ويتهم مسؤولون في حكومة شرق ليبيا الغرماء في طرابلس ومدينة مصراتة في الشرق بدعم هجوم شنه فصيل يعرف باسم سرايا الدفاع عن بنغازي على الميناءين في 3 مارس الجاري.
وتخضع إيرادات المواقع لسيطرة البنك المركزي وحكومة تدعمها الأمم المتحدة في العاصمة لكن الفصائل الداعمة للجيش الوطني تعارضها.
وبعد استعادة السيطرة على الميناءين قال رئيس مكتب المؤسسة في بنغازي المعين من قبل الحكومة في شرق ليبيا إنه سينسحب من اتفاق توحيد المؤسسة الذي أبرم في يوليو الماضي. وقال متحدث باسم الجيش الوطني إن قرار تسليم الموانئ لن يصدر على الفور.
مصطفى صنع الله:لا يوجد ما يدعونا للاعتقاد بأن الجيش الوطني لن يعيد لنا إدارة الميناءين
ونسبت رويترز إلى صنع الله قوله إن المؤسسة تنسق مع الجيش الوطني “وليس هناك ما يدعونا إلى الاعتقاد بأن الجيش الوطني الليبي لن يعيد إلينا السيطرة على الميناءين”. وتبلغ الطاقة الإجمالية لميناءي السدرة ورأس لانوف معا 600 ألف برميل يوميا، وهي تشكل محورا أساسيا في جهود مؤسسة النفط لإنعاش الإنتاج الليبي المتضرر بفعل سنوات الصراع والفوضى السياسية.
وكان الجيش الوطني قد فرض سيطرته على الموانئ في سبتمبر الماضي منهيا توقف 3 موانئ لمدة عامين وسارع حينها بدعوة مؤسسة النفط إلى استئناف الصادرات.
ولحقت أضرار بالغة بميناءي السدرة ورأس لانوف خلال جولات القتال السابقة وهما يعملان بأقل من المستويات العادية بكثير. ونالت الاشتباكات الأخيرة التي تضمنت معارك برية وغارات جوية من منشآت تصدير النفط. لكن شركة الواحة استأنفت ضخ النفط إلى السدرة يوم السبت. وقال صنع الله إن مؤسسة النفط قررت استئناف العمليات في الموانئ بناء على التقييمات الفنية ومراجعة قام بها المهندسون العسكريون.
وقال إن “هناك حاجة في موقع أو موقعين إلى بعض الأعمال التي سينفذها المهندسون العسكريون. عمالنا يعودون إلى مرافئهم تدريجيا… ومعظم المنشآت لم تتضرر”.
وأكد مهندس في حقل الواحة النفطي أمس إن الحقل يضخ 25 ألف برميل يوميا إلى السدرة مع استئناف الإنتاج الذي بلغ 75 ألف برميل يوميا قبل الاشتباكات.
وذكر صنع الله أن مؤسسة النفط تأمل في زيادة الإنتاج الإجمالي إلى 800 ألف برميل يوميا بنهاية أبريل من 611 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي. وحصلت ليبيا ونيجيريا على إعفاء من تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها مع منظمة أوبك، لكن أي مكاسب في ليبيا تظل هشة إذا استمرت الاضطرابات السياسية التي تعاني منها البلاد منذ عام 2011.
وتخضع مرافق النفط لحماية حرس المنشآت النفطية لكن وحدات الحرس تعمل عادة بشكل مستقل أو لصالح فصيل سياسي معين.
وقال صنع الله إن حرس المنشآت محايد وينبغي أن يضطلع بدور “لكن تحت سلطة مؤسسة النفط وإدارتها الحقيقية”. وأضاف “نعتقد أن وضع حرس المنشآت تحت إمرة مؤسسة النفط سيقطع شوطا طويلا صوب ألا تظل الأصول النفطية الليبية هدفا للمنافسة العسكرية”.
العرب اللندنية