وصفت القوات الأميركية مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في الموصل بالمأساة الرهيبة وأكدت إجراء تحقيق، بينما واصلت السلطات العراقية إنكار علاقتها بالحادث وحملت تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية، فيما جرى إعلان محافظة نينوى بكاملها منطقة منكوبة.
ووصف قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتل مقتل عدد كبير من المدنيين في ضربات جوية بالجانب الغربي من الموصل بمحافظة نينوى، بالمأساة الرهيبة، مؤكدا أن التحالف الدولي ما زال يحقق في الغارة التي يعتقد أنها أميركية.
وقال فوتل في بيان إن التحالف يجري حاليا تحقيقا حول ما حدث في حي الموصل الجديدة حيث قضى عشرات المدنيين تحت الأنقاض في غارة يعتقد أن طائرات التحالف نفذتها في 17 مارس/آذار الجاري.
وكانت قوات التحالف بقيادة واشنطن أكدت السبت أنها وجهت ضربات إلى القطاع الذي سقط فيه العدد الكبير من المدنيين في غرب الموصل .
وأشار فوتل أن المعركة في الموصل صعبة بسبب “اختلاط الجهاديين بالمدنيين”، مؤكدا أن القوات العراقية وقوات التحالف “اتخذت تدابير لتخفيف بأكبر قدر ممكن معاناة” السكان.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم القوات العراقية قال يوم السبت إنه نفد ضربة على مقاتلين وعتاد للدولة الإسلامية في المنطقة التي تم الإبلاغ فيها عن سقوط قتلى لكنه لا يزال يحقق. ولم يعط البيان أعدادا للضحايا أو تفاصيل عن الأهداف، مشيرا إلى أن عملية القصف جرت بطلب من الجيش العراقي.
وقال البريغادير جنرال ماثيو إيسلر وهو نائب للقائد العام للتحالف لرويترز إنه لا يستطيع تقديم
تفاصيل بشأن التحقيق العسكري الذي يجري في مقتل المدنيين بغرب الموصل في غارة 17 مارس/ آذار.
وقال إيسلر عبر الهاتف من بغداد “التحالف يتخذ كل إجراء ممكن لحماية المدنيين من الأذى. التحالف يأخذ أي ادعاء على محمل الجد ويحقق في كل الادعاءات ذات المصداقية.”
اما السلطات العراقيية فواصلت روايتها المستندة على تحميل تنظيم الدولة مسؤولية الانفجار الضخم الذي تسبب بتهديم عدة مباني في حي الموصل الجديدة ومقتل أعداد كبيرة من المدنيين المختبئين فيها بلغوا نحو 500 شخصا حسب بعض التقديرات .
وقالتالمصادر الاعلامية للجيش العراقي إن عناصر تنظيم الدولة لغموا المباني وأجبروا السكان على الدخول إلى أقبيتها لاستخدامهم دروعا بشرية، وأضاف أن مسلحي التنظيم أطلقوا النار على القوات العراقية من تلك المنازل.
وأكد رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي أن المجلس صوت بالإجماع على اعتبار عموم نينوى محافظة منكوبة.
تضارب التقارير
وتضاربت التقارير الرسمية مع تقارير شهود العيان والمسؤولين المحليين بشأن الخسائر البشرية والدمار الذي لحق في الجانب الغربي للموصل المكتظ بالسكان، جراء الغارات الجوية.
فمن جانبها كانت رئيسة مجلس قضاء الموصل أعلنت من المكان الذي تعرض للتدمير في غرب الموصل أن عدد القتلى بلغ 500 شخص ممن جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، وهو رقم أكده من جانبه أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية العراقي.
وأضاف النجيفي أن القوات العراقية والتحالف الدولي استخدما ما وصفها بالقوة المفرطة في الموصل، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك حسابات سياسية وراء ما حدث، وأن الهدف هو إنهاء المعركة في أسرع وقت بغض النظر عن العواقب، مشيرا إلى أن 2000 شخص ما زالوا تحت الأنقاض في مناطق مختلفة.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن عدد القتلى في الجانب الغربي من الموصل منذ بدء المعركة في هذا الجانب بلغ 3864 شخصا، وتدمير أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال مسؤول صحي في محافظة نينوى لرويترز أمس الأحد أن 160 جثة دُفنت رسميا بعد انتشالها من الموقع حيث قال شهود إن مباني سويت بالأرض بسبب الانفجار الناجم عن الغارة.
وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية- أن “ستة أزقة في الحي دمرت عن آخرها.”
ووصف شهود أمس مشاهد مروعة من الانفجار مع تناثر أجزاء من جثث فوق الأنقاض ومحاولة سكان بشكل يائس انتشال ناجين وأشخاص آخرين مدفونين تحت الأنقاض بشكل يصعب الوصول إليهم.
المصدر : وكالات, الجزيرة