كشف البيت الأبيض النقاب عن تقرير سري للمخابرات الأميركية أكد أن الحكومتين السورية والروسية حاولتا تضليل العالم عبر “معلومات خاطئة” و”روايات ملفقة” عن الهجوم بالغازات السامة الذي تعرضت له بلدة خان شيخون شمال سوريا الأسبوع الماضي.
وجاء في التقرير -الذي نشرت صحيفة نيويورك تايمز ملخصا له في عددها اليوم الأربعاء- أن لدى النظام السوري القدرة والنية لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة حتى لا يفقد مناطق يعتبرها حيوية لبقائه.
ووفقا لتقييم المخابرات الأميركية، فإن نظام دمشق شن هجومه الكيميائي ردا على هجوم للمعارضة في شمال محافظة حماة ما هدد البنية التحتية هناك. واتهم التقرير كبار قادة النظام العسكريين بضلوعهم في ذلك الهجوم.
وتشير معلومات توفرت لدى أجهزة المخابرات الأميركية أن النظام وضع غاز السارين السام في طائرات حربية من طراز سوخوي-22 أقلعت من مطار الشعيرات الواقع تحت سيطرة الحكومة.
كما أن القائمين على برنامج الأسلحة الكيميائية بقاعدة الشعيرات الجوية -وفق معلومات المخابرات الأميركية- كانوا يعدون العدة أواخر مارس/آذار لهجوم قادم شمالي سوريا، وتأكد وجودهم المطار يوم الهجوم.
“أحد أشرطة التسجيلات أظهر أن الذخيرة الكيميائية لم تسقط في مستودع للأسلحة بل وسط شارع بالقسم الشمالي من خان شيخون، وأن صورا من أقمار اصطناعية تجارية التقطت بالسابع من أبريل/نيسان (يوم الحادثة) للموقع أظهرت حفرة في الأرض تتوافق مع المعلومة السابقة”
ورأت المخابرات أنه من غير المرجح تماما أن تكون أعراض صعوبة التنفس التي بدت على ضحايا العدوان على خان شيخون ناجمة عن هجوم تقليدي نظرا لعدد من سقطوا جراءه، ولعدم ظهور إصابات أخرى بالتسجيلات التي وثقت للحادثة.
وقال البيت الأبيض إنه على يقين من أن المعارضة لا يمكنها “تلفيق” كل التسجيلات والتقارير بشأن الهجمات الكيميائية، فذلك -بنظره- يتطلب حملة عالية التنظيم لخداع وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان.
وقد سعى النظام وحليفته الرئيسية روسيا لتضليل المجتمع الدولي فيما يتعلق بالجهة المسؤولة عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري بالهجوم على خان شيخون والهجمات السابقة.
وزعمت موسكو أن الغازات السامة انطلقت عقب غارة جوية للنظام على مستودع للذخيرة تابع للمعارضة بالضواحي الشرقية لخان شيخون. غير أن مصدرا عسكريا سوريا أبلغ الإعلام الروسي الرسمي أن القوات الحكومية لم تشن أي ضربة في البلدة ما ينفي المزاعم الروسية.
وأشار التقرير الاستخباري -الذي رُفعت عنه السرية- إلى أن أحد أشرطة التسجيلات أظهر أن “الذخيرة الكيميائية” لم تسقط في مستودع للأسلحة بل وسط شارع بالقسم الشمالي من خان شيخون، وأن صورا من أقمار اصطناعية تجارية التقطت في السابع من أبريل/نيسان (يوم الحادثة) للموقع أظهرت حفرة في الأرض تتوافق مع المعلومة السابقة.
وكانت روسيا قد أوعزت أن “الإرهابيين” كانوا يستغلون مستودع الذخيرة “المزعوم” لإنتاج وتخزين القذائف التي تحتوي على غاز سام لاستخدامها فيما بعد في العراق.
ومع أن المخابرات الأميركية أقرت بتقريرها أن المسلم بصحته أن تنظيم الدولة طالما استخدم غاز الخردل بمعاركه، لكن ليس هناك دليل يؤكد أنه مسؤول عن هذه الحادثة بالذات أو أن الهجوم على البلدة السورية مؤخرا شُن بمواد كيميائية بحوزة التنظيم.
المصدر : نيويورك تايمز