لا تزال الحرب -التي تشنها مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على مدينة تعز جنوبي اليمن- تسرق فرحة العيد من السكان للعام الثالث على التوالي.
وجاء العيد هذا العام في ظل استمرار التصعيد العسكري والحصار الذي يشهده عدد من أحياء المدينة، وارتفاع معدلات الفقر الشديد بين المواطنين بسبب توقف صرف رواتب الموظفين.
ولتخفيف وطأة الفقر التي يرزح تحتها اليمنيون جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، دأب فاعلو الخير على تقديم ما تجود به أياديهم من هدايا للأطفال ومبالغ مالية لعشرات العائلات التي فقدت أقارب لها بسبب الصراع المحتدم بالبلاد.
أطفال تعز لم يجدوا سوى الأسلحة البلاستيكية للتعبير عن فرحتهم بالعيد في مشهد يلخص تأثيرات الحرب عليهم (الجزيرة)
وغابت مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك هذا العام عن حدائق ومتنزهات مدينة تعز، واقتصرت على زيارة المستشفيات والمقابر. فآلة الحرب التي تدور رحاها في تعز ما زالت تحصد عشرات الضحايا.
وفي مقبرة المدينة يترحم الزوار على ذويهم ويستحضرون ذكريات ما برحت تفاصيلها عالقة بأذهانهم، في وقت رسمت وحشة المكان الدهشة على ملامح الأطفال وعكرت عليهم صفو الاحتفال بالعيد.
وبدا تأثير الحرب على أطفال اليمن واضحا، إذ انهمكوا في معارك وهمية فيما بينهم بشوارع تعز مستخدمين أسلحة بلاستيكية، لكنها تشيع البهجة في نفوسهم لا الموت.
فطول أمدِ الحرب ألقى بظلاله على حياة السكان، وأثر على سلوكيات الأطفال وألعابِهم التي بدت محاكاةً لواقع المدينة بتفاصيلِها المعقدة.
المصدر : الجزيرة