دمشق – طغى وقف إطلاق النار المتعثر في جنوب سوريا، على الجولة السابعة من مباحثات جنيف التي انطلقت الاثنين بين وفدي المعارضة والنظام برئاسة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ويستبعد أن تشهد الجولة أي خرق يساهم في دفع الحل السياسي إلى الأمام.
ورغم محاولات دي ميستورا إشاعة جو من التفاؤل حيال المباحثات، بيد أن التشاؤم يبقى سيد الموقف.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الاثنين إن اتفاقات عدم تصعيد القتال في سوريا يمكن أن تسهل تسوية الصراع وتفضي إلى مرحلة لإرساء الاستقرار في البلاد، لكن يجب أن تكون مثل تلك الاتفاقات مرحلة انتقالية وأن تتجنب التقسيم.
وأوضح دي ميستورا في مؤتمر صحافي في مستهل محادثات السلام التي تستغرق خمسة أيام في جنيف، أن مناقشات تجرى في العاصمة الأردنية عمان لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا بوساطة أميركية روسية، وهو أول جهد من جانب واشنطن في ظل الرئيس دونالد ترامب في إطار صنع السلام.
ويخشى أن يكون الاتفاق، الذي أعلن عنه الجمعة عقب لقاء هو الأول من نوعه بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بوابة لتقسيم سوريا، وقد أبدت فصائل من المعارضة توجسها من هذا الاتفاق.
واعتبر المبعوث الأممي أن “الاتفاق متماسك في الأساس بوجه عام”، لافتا إلى أنه “في جميع الاتفاقات تكون هناك فترة للتكيف. ونحن نراقب باهتمام شديد”، وأضاف “لكن بوسعنا أن نقول نعتقد أن (الاتفاق) أمامه فرصة جيدة جدا للنجاح”.
تصريحات دي ميستورا تزامنت مع تصعيد لافت للنظام في الجنوب، حيث أطلق الجيش السوري الاثنين هجوما ضد المعارضة في محافظة السويداء، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما ذكر الإعلام الرسمي أن العملية تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية.
سيرجي لافروف: تم الاتفاق على استخدام مركز مراقبة في عمّان لرصد الالتزام بوقف إطلاق النار
ويثير هذا الهجوم مخاوف من سعي النظام السوري ومن خلفه إيران لعرقلة الاتفاق خاصة وأن الأخيرة تعتبر الخاسر الأكبر منه.
والتزمت دمشق الصمت حيال اتفاق وقف إطلاق النار بالجنوب، ورفضت إبداء أي موقف، فيما طالبت طهران على لسان بهرام قاسمي المتحدث باسم خارجيتها بتوسيع الاتفاق ليشمل كافة أنحاء البلاد حتى ينجح.
وذكر المرصد السوري أن “قوات النظام بدأت هجوما صباح الاثنين على الريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء، ترافق مع قصف للطائرات الحربية على مناطق الهجوم”.
وأشار فارس المنجد مدير المكتب الإعلامي في قوات أحمد العبدو، فصيل معارض في جنوب سوريا إلى “معارك عنيفة” تدور في ريف السويداء، بعدما نفذ النظام “هجوما كبيرا بأرتال كبيرة من المدرعات الثقيلة تحت غطاء جوي سوري كثيف”.
وتمكن الجيش السوري وفق المنجد والمرصد، من السيطرة على عدد من القرى والبلدات والتلال كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” الهجوم، لكنها قالت إنه يستهدف الجهاديين.
وفي وقت سابق رشحت معلومات عن إطلاق الجيش السوري والميليشيات الإيرانية الداعمة له قذيفتين على بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، تزامنا مع تبادله القصف مع فصيل مقاتل في بلدة النعيمة في المنطقة ذاتها. كما استهدف سيارة في ريف درعا.
وتشكل المحافظات الجنوبية الثلاث التي يتقاسم الجيش السوري وفصائل معارضة بشكل رئيسي السيطرة عليها، إحدى المناطق الأربع التي تضمنها اتفاق “مناطق خفض التصعيد” الذي وقعته كل من روسيا وإيران المتحالفتين مع النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة في أستانة 4 في الخامس من مايو، ولكن تم فصلها في جولة أستانة الأخيرة بعد توافق روسي أميركي جرى في العاصمة الأردنية عمان.
ويرى مراقبون أن النظام بتصعيده في السويداء لن ينصاع إلى الاتفاق، وهذا ما يفرض على الروس التحرك لردعه، وإلا سيكون الجميع أمام مشهد دراماتيكي جديد.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الإثنين، أن روسيا والولايات المتحدة والأردن، اتفقت على استخدام مركز مراقبة يجري إنشاؤه في عمّان لرصد الالتزام بوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء عن لافروف قوله، خلال مؤتمر صحافي “المركز سيكون على اتصال مباشر مع قوات المعارضة والقوات الحكومية”.
وشدد على أن بلاده تعول على أن النجاح في إقامة مناطق تخفيف التصعيد في سوريا سيساعد بشكل فعلي في محاربة الإرهاب، داعيا الولايات المتحدة إلى مشاركة أكثر نشاطا في عملية أستانة.
العرب اللندنية