روما – اعتبر خبراء في مكافحة الإرهاب أن ضعف التنسيق بين الاستخبارات الأوروبية سهل على المتشددين، وخاصة الذئاب المنفردة، تنفيذ عمليات مؤلمة في مدن أوروبية عدة، مشيرين إلى حادث مقتل شابتين فرنسيتين منذ أيام، وإلى حادث دهس في برلين أودى بحياة 12 شخصا في ديسمبر الماضي، وأن ضعف التنسيق حال دون اعتقال المنفذين رغم الشكوك التي تضعها الاستخبارات حولهما.
وأكد هؤلاء الخبراء أن الاستخبارات الأوروبية المختلفة تفضل الاحتفاظ بالمعلومات التي تمتلكها عن المشكوك فيهم رغم أن اتفاقية شنغن تتيح التنقل الحر بين الدول وكان يفترض تنقل المعلومة بين أجهزة الاستخبارات بما في ذلك الشكوك التي يمكن أن تحيط بأقرباء العناصر الإرهابية، خاصة ما تعلق بالماضي الإرهاب، أو المشاركة في الحرب بسوريا والعراق أو ليبيا.
وأعلنت السلطات الإيطالية الاثنين أن أنيس حناشي، شقيق التونسي الذي قتل شابتين مطلع أكتوبر في مرسيليا بجنوب فرنسا، حارب في سوريا وذلك بعد توقيفه في شمال البلاد.
وكان المحققون الفرنسيون أبلغوا نظراءهم الإيطاليين في الثالث من أكتوبر، بعد يومين من اعتداء مرسيليا، باحتمال وجود أنيس حناشي في إيطاليا، بحسب ما روى مسؤولون إيطاليون في مكافحة الإرهاب في مؤتمر صحافي.
وقال قائد قسم مكافحة الإرهاب الإيطالي لامبيرتو جياني إن البلاغ أشار إلى أن أنيس حناشي “قاتل وخاض الجهاد في الأراضي السورية والعراقية مع خبرة ذات طابع عسكري”.
ويشتبه المحققون الفرنسيون في أن أنيس حناشي متواطئ في قتل الشابتين في مرسيليا. وأضاف لامبيرتو جياني أن “هناك فرضية لا بد من التحقق منها بأن أنيس هو من لقن أحمد ودفعه إلى التطرف”.
وفي الأول من أكتوبر 2017، قام أحمد حناشي (29 عاما) الشقيق الأكبر لأنيس، بقتل شابتين في محطة سان شارل في مرسيليا، قبل أن تقتله الشرطة. وكان أقام لسنوات عديدة في أبريليا جنوب روما حيث تزوج إيطالية.
ولم يكن يرتاد أي مسجد وعرف بإدمانه الكحول والمخدرات.
ويعتقد الخبراء في مكافحة الإرهاب أن بطء تنقل المعلومة بين الأجهزة الأمنية الأوروبية يمكن أن يعطي فرصة إضافية للذئاب المنفردة كي تتحرك بحرية أكبر، مشيرين إلى الهجوم على سوق في برلين نفذه التونسي أنيس العامري الذي تنقل لأشهر بحرية كبيرة بين ألمانيا وإيطاليا على الرغم من تصنيفه بأنه يمثل تهديدا أمنيا، وأنه استطاع لعدة أيام الهروب من بحث مكثف وقام بعبور ثلاثة حدود دولية قبل قتله بالرصاص في إيطاليا.
العرب اللندنية