العراق: الحكومة والأحزاب الإسلامية تشجب العملية العسكرية في اليمن وقوى سياسية وبرلمانية تؤيدها وتدعو لوضع حد للخارجين على القانون

العراق: الحكومة والأحزاب الإسلامية تشجب العملية العسكرية في اليمن وقوى سياسية وبرلمانية تؤيدها وتدعو لوضع حد للخارجين على القانون

27qpt966

في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة العراقية والميليشيات العملية العسكرية التي تقود السعودية بمشاركة عدد من الدول العربية ضد قوات الحوثيين في اليمن، أيدتها قوى سياسية عراقية أخرى.
فقد أعلن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، إن «العراق يرفض التدخل العسكري الأجنبي في اليمن، ويؤيد الحلول السلمية للنزاع في هذا البلد».
وقال على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية في شرم الشيخ «لسنا مع الضربة ولسنا مع التدخل الأجنبي». وأشار إلى الضربات الجوية التي وجهتها طائرات عشر دول عربية تشارك في عملية «عاصفة الحزم» إلى مواقع الحوثين في مناطق متفرقة من اليمن.
وقال الجعفري في لقاء متلفز «نحن مع الحلول السلمية، مع عدم التدخل الأجنبي»، موضحا أن «بلاده لم تكن على علم بالعملية العسكرية في اليمن».
وقال «لسنا مع الضربة ولسنا مع التدخل الأجنبي، ونؤمن بالطرق السلمية لحل الأزمة».
وأضاف الجعفري، القيادي في حزب الدعوة، «نحن متمسكون بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول مهما كان الثمن لأن ذلك من شأنه ان يعقد الموضوع « دون أن يشير إلى التدخل الإيراني في اليمن.
من جانبها رفضت القوى والأحزاب الشيعية العراقية عملية ضرب الحوثيين في اليمن، حيث أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى أن التدخل الجوي لدول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية في اليمن لا يصب في مصلحة الأمة الإسلامية. وأعتبر الصدر في بيان صحافي أن «تدخل القوات العربية في اليمن تدخل في شؤون الشعب اليمني، ولا يصب في مصلحة الوحدة الإسلامية والعربية».
ودعا الصدر الدول العربية وعلى رأسها السعودية إلى أن تقف موقف الشجاع في إنهاء معاناة الشعوب من جهة ولأنهاء التفاقم الطائفي»، مبديا «استعداده التام للقيام بأي خطوة سياسية دولية لإنهاء المعاناة في تلك المناطق داخل العراق وخارجه «، ومبيناً أن «اليوم ستزهق آلاف الأرواح في اليمن من أجل ما يسمى بالشرعية».
ورفض عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عملية « عاصفة الحزم» في اليمن مؤكدا أن الأزمة في اليمن سياسية ولا يتم حلها إلا بالطرق السياسية، ومن يفكر بالحل بالقوة العسكرية واهم».
أما حزب الله العراق فقد أعلن «الوقوف مع الحوثيين بقلوبنا وسلاحنا، وأننا لن نسمح بإفشال ما حققته التجربة التحررية في اليمن»، على حد تعبيره.
إلى ذلك، طالب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي زعيم حزب الدعوة، الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف الغارات الجوية والعمليات العسكرية في اليمن ضمن العملية العسكرية التي سميت بـ»عاصفة الحزم».
وقال في بيانه «نتابع ﺑﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﻄﺮﺩ ﻟﻸﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ الشقيق، وندين ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ العسكرية بدل المساعدة على تشجيع الحوار بين اليمنيين»، معتبراً أن «ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﻒ في هذا الوقت واليمن يشهد أزمة داخلية وحربا على الإرهاب من شأنه أن يزيد من تعقيد الأمور واتساع رقعة الأزمات في المنطقة «.
وحذر المالكي، من أن ذلك «سيمنح المنظمات الإرهابية فرصة الاستفادة من هذه التحالفات والتطورات العسكرية»، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة «العمل على توفير فرصة التوصل لحلول سلمية للخلافات الداخلية في اليمن». ودعا المالكي الأمم المتحدة إلى «التدخل وإيقاف فوري للغارات الجوية وكافة الأعمال العسكرية في اليمن».
وفي الجانب الآخر، عبرت كتل برلمانية عن تأييدها لقصف اليمن، فقد أكد القيادي في ائتلاف الوطنية محمد المشهداني، أن «الدول العربية استنفدت جميع الحلول السلمية مع جماعة الحوثي الذي رفض الجلوس والتفاوض مع خصومه»، مشيراً إلى أن «الزحف الحوثي تجاه مدينة عدن الجنوبية، مثل خطراً كبيراً على وجود اليمن والدول الخليجية المجاورة».
ودعا عضو الحزب الإسلامي، مصطفى العاني، إلى «دعم التدخل العربي الجوي والبري والبحري في اليمن، لوضع حد لتمادي الجماعات الخارجة على القانون التي أضعفت هيبة الدولة اليمنية، وسيطرت على مقدراتها».
ويشير المراقبون في العراق إلى أن مواقف الحكومة العراقية والقوى والميليشيات تجاه أحداث اليمن تأتي انسجاما مع موقف إيران المساند للحوثيين الذين تعتبرهم من حلفائها، مقابل مواقف القوى (السنية ) التي تنسجم مع المواقف العربية بهذا الصدد.

القدس العربي