للمرة الأولى خلال جولته الحالية لآسيا، استخدم البابا فرنسيس اسم «الروهينغا» خلال لقائه في عاصمة بنغلادش دكا 18 لاجئاً ينتمون الى هذه الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار، والتي اضطر أكثر من 600 ألف من أفرادها الى الهروب الى بنغلادش بعد موجة عنف اندلعت في إقليم راخين (غرب) في نهاية آب (أغسطس) الماضي.
وقال البابا علناً في كلمة مرتجلة بعد لقائه هؤلاء اللاجئين: «الله موجود أيضاً في قلوب الروهينغا»، مضيفاً: «باسم كل من اضطهدوكم وآذوكم أطلب منكم الصفح. أناشد قلوبكم الكبيرة أن تمنحنا الصفح الذي ننشده»، علماً أنه تفادى استخدام اسم الروهينغا في أولى محطات جولته في ميانمار، باعتباره مصطلحاً ترفض حكومة ميانمار والجيش استخدامه.
وبدا البابا متجهماً بعدما استمع عبر مترجمين الى قصص كل فرد من المجموعة التي ضمت 12 رجلاً، و4 نساء بينهن فتاتان. وأبلغته امرأة في الـ27 من العمر بأن جنوداً في جيش ميانمار اغتصبوها بعدما انفصلت لفترة قصيرة عن زوجها في اليوم الرابع من مسيرة استمرت 17 يوماً إلى مخيم اللاجئين في بنغلادش.
وقالت: «ما زلت أنزف. هناك ألم في البطن وظهري يؤلمني. أعاني من صداع، والأدوية لم تساعدني كثيراً»، مشيرة الى أنها روت للبابا عن رائحة الأجساد المتعفنة التي شاهدناها في طريقنا إلى بنغلادش. أريده أن يعترف بنا كروهينغا. أريد معاقبة من عذبوني».
وخلال اجتماع «للسلام بين الأديان»، طالب البابا فرنسيس المنتمين إلى كل الأديان بأن «يفتحوا قلوبهم»، ويساعدوا الأقليات المضطهدة، ويجمعوا شمل الأسر المقسمة. وقال في خطابه: «روح الانفتاح والقبول والتعاون بين المؤمنين لا تساهم ببساطة في ثقافة الانسجام والسلام، بل هي قلبها النابض».
وترأس البابا قداساً ضخماً حضره مئة ألف شخص في الهواء الطلق بمتنزه سوهراواردي أوديان بالعاصمة داكا، وشهد ترسيم قساوسة جدد من بنغلادش، علماً أن الكاثوليك يمثلون أقل من واحد في المئة من سكان بنغلادش البالغ عددهم 169 مليون نسمة وهم بغالبيتهم مسلمون.
ويرغب البابا الذي يرأس 1،3 بليون كاثوليكي في العالم، في تشجيع المجموعات الصغيرة في «ضواحي الكوكب» التي يتمتع أفرادها غالباً بإيمان أشد حرارة من أفراد المجموعات في أوروبا القديمة التي تحولت الى العلمنة التامة.
وقالت سارالا موروم التي تبلغ 66 من العمر: «نأمل بأن يصلي البابا من أجل الانسجام بين كل المعتقدات، وكي لا نضطر الى أن نواجه قمعاً».
والمسيحية ديانة جديدة نسبياً في شبه القارة الهندية التي شهدت ولادة الهندوسية والبوذية. ولم تصل الى أراضي بنغلادش الحالية إلا في القرن السادس عشر، مع التجار البرتغاليين.
صحيفة الحياة اللندنية