رفضت روسيا الثلاثاء مشروع قرار فرنسيا في مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق مستقل جديد لتحديد المسؤول عن الهجمات بغاز سام في سوريا، كما قدمت إفادة أمام المجلس بشأن الوضع في مدينة الرقة اعتبرته مندوبة واشنطن مجرد محاولة لصرف الأنظار عن الفظائع التي يرتكبها النظام السوري.
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن “فكرة إنشاء آلية لتحديد المسؤولية عن استخدام أسلحة كيميائية لم تعد ذات جدوى في وقت قررت فيه واشنطن وحلفاؤها بالفعل من هو الجاني ويتصرفون فعليا كجلادين عينوا أنفسهم بأنفسهم”.
واعتبر نيبينزيا أن المقترحات التي يتضمنها مشروع القرار تشملها بالفعل القرارات الحالية “التي تحتاج ببساطة إلى التنفيذ”.
ولا يتوقع اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن سوريا من قبل مجلس الأمن في الجلسة الحالية.
وكانت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أعدت مشروع قرار جديدا يوم السبت بهدف إجراء تحقيق مستقل بهجوم دوما. وأجريت محادثات أولية حول النص يوم الاثنين.
ومنذ الأربعاء الماضي جرى رفض أربعة قرارات بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي.
واجتمع المجلس للمرة السادسة خلال تسعة أيام بشأن سوريا وسط مواجهة بين روسيا والقوى الغربية حول هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما دفع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى شن ضربات في سوريا.
وكان المجلس وصل إلى طريق مسدود بشأن كيفية إيجاد بديل لتحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية كان المجلس قد أنشأه في 2015 بهدف تحديد المسؤول عن هجمات بالغاز السام.
وانتهى التحقيق في نوفمبر/تشرين الثاني عندما عرقلت روسيا ثلاث محاولات من المجلس لتجديد تفويض التحقيق وانتقدت التحقيق المشترك ووصفته بالمعيب.
وتوصل التحقيق إلى أن النظام السوري استخدم غاز السارين كما استخدم الكلور كسلاح مرات عدة. واتهم التحقيق تنظيم الدولة الإسلامية أيضا باستخدام غاز الخردل.
الوضع بالرقة
وبناء على طلب من روسيا، ناقش وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك الوضع في مدينة الرقة شمالي سوريا، حيث هزمت قوات تدعمها الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي، وبشأن مخيم الركبان النائي للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق.
وقال نيبينزيا “تحت الأنقاض لا تزال الآلاف من الجثث مدفونة”، في إشارة إلى الرقة التي تمت استعادتها في أكتوبر/تشرين الأول بعد قتال طويل مع تنظيم الدولة.
وأضاف أنه لا توجد كهرباء أو مياه أو أي خدمات، مشيرا إلى أن المدارس والمستشفيات لا تعمل كذلك، وأردف “هناك العديد من الاحتجاجات ضد الاحتلال الأميركي”.
وفي المقابل، قالت كيلي كوري نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام المجلس “دعتنا روسيا إلى هنا في إطار حملة لتوجيه رسائل في محاولة لصرف الأنظار عن الفظائع التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد”.
وأضافت “ولكي تفعل ذلك، تطلب روسيا من هذا المجلس تركيز انتباهه على الجزء الذي لا يقتل فيه نظام الأسد المدنيين في سوريا بالقصف بالبراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيميائية المحظورة”.
المصدر : وكالات